أكد وزير الزراعة السعودي الدكتور فهد بن عبد الرحمن بالغنيم تسجيل إصابات بداء السل البقري في منطقة المدينة المنورة، بعد تفشي المرض في مزارع وقطعان مربي الأبقار، وأكد أن الإجراءات الاحترازية المتبعة هي وفق التصنيف العالمي. ووصف الوزير في رده على سؤال لـ«الشرق الأوسط» المرض بأنه «خطير جداً ويجب التعامل والمخالطة مع العاملين والأبقار بحذر شديد»، وأكد استمرار إغلاق منافذ بيع حليب الأبقار التقليدية وفق آلية تتوحد فيها جهود الزراعة والصحة والأمانة بإشراف من إمارة المنطقة لمعالجة الوضع، ولم يتطرق الوزير في حديثه إلى عدد المصابين أو جنسياتهم كما لم يتسن الحصول على معلومات من الشؤون الصحية بالمنطقة، وذلك في اللقاء الذي نظمته الغرفة التجارية الصناعية له مع مزارعي المنطقة.
وأكد بالغنيم أن ما يتم اكتشافه من إصابات يتم ذبحه وفق بروتوكول بيطري متبع في المسالخ يتم من خلالها التخلص من اللحوم المصابة، وأكد أن الوباء عم المزارع الخاصة والمرخصة وغير المرخصة، وأنحى باللائمة على أصحاب محلات بيع الألبان لشرائهم الألبان من المزارع غير المرخصة والتي تديرها العمالة السائبة مما اضطر إلى إغلاقها ومنعها من بيع الحليب حفاظاً على سلامة المستهلكين ونفى المسؤولية إذا كان هناك أي التفاف أو تهاون من قبل المستهلكين في تناول الحليب من المزارع الموبوءة رغم التحذيرات. من ناحيته أكد مدير الشؤون الزراعية بمنطقة المدينة المنورة المهندس صالح اللحيدان أن عدد الأبقار التي تم إعدامها 97 رأساً، ويقدر عدد الأبقار في المنطقة بحوالي ثلاثة آلاف رأس، وتتم الفحوصات وفي آلية سحب العينات من الأبقار وظهور النتيجة بعد 72 ساعة، وفي حال الاشتباه يتم اخذ عينة أخرى وتظهر نتائجها بعد شهرين. وأوضح اللحيدان أن الأمير عبد العزيز بن ماجد أمير منطقة المدينة المنورة وجه بعدم السماح بنقل الأبقار خارج المدينة المنورة ويسهم في تطبيق ذلك الشرطة وأمن الطرق بالمنطقة.
ويعد السل البقري من الأمراض المشتركة بين الإنسان والحيوان التي يمكن تعريفها على أنها مجموعة من الأمراض التي تصيب الحيوان، ويمكن أن تنتقل منه إلى الإنسان بطرق انتقال مختلفة ويمكن أيضا أن تنتقل من الإنسان إلى الحيوان. كما يعتبر السل البقري أخطر الأنواع التي يتعرض لها الإنسان ثم يليه السل الطيري كما يعتبر حليب الأبقار ومشتقاته ولحوم الأبقار من أهم مصادر العدوى، كما تنقل عن طريق الجهــاز التنفسي: وذلك باستنشاق العــامل المسبب عن طريق الهواء الملوث بإفرازات الأبقار المصابة أو استنشاق هواء زفير الحيوانات، ويصاب الجهاز الهضمي بتناول حليب الأبقار المصابة أو تناول لحوم الحيوانات المصابة، وهذا كثير الانتشار عند الأطفال أو عن طريق الجلد وهو الشكل الأكثر شيوعاً للإصابة عند الأطباء البيطريين عندما تتلوث الجروح والخدوش بالعامل المسبب.