رحيل حسن صيرفي شاعر المدينة المنورة

بدايته الأدبية انطلقت بين دفتي «ألف ليلة وليلة» و«حمزة البهلوان»

TT

غيب الموت، أول من أمس، الشاعر حسن مصطفى صيرفي، أحد أبرز شعراء المدينة المنورة، وأحد أوائل رواد الحركة الشعرية في المملكة العربية الســعودية، عن عمر يناهز الاثنين وتسعين عاما، والذي تصفه موسوعة الأدباء والكتاب السعوديين بأنه من طلائع شعراء المدينــة المنـورة في العصـر الحديث.

وللراحل الصيرفي قصائد غزلية رقيقة واجتماعيات رصينة وقصائد وجدانية فيها كثير من الشفافية والجمال، كما عرف بقصائده التي ينتقد بها الأوضاع الاجتماعية بأسلوب سهل مبسط يعتمد على اللغة الشعبية وبقصائده التي تحمل روح الدعابة والفكاهة مدارها أن النقد الحاد يحمل المنقود على التحدي والعناد، ولكن النقد المرح الفكه يبعثه على الضحك ويدفعه إلى الاستجابة دون الشعور بالحرج.

وقد وصف بأن له غزلا رقيقا واجتماعيات رصينة وقصائد وجدانية فيها كثير من الشفافية والجمال، وله أيضاً قصائد اجتماعية ينقد فيها بعض العادات والتقاليد بأسلوب سهل مبسط يعتمد على اللغة الشعبية، وتسلك بعض هذه القصائد مسلك الدعابة والفكاهة فتحمل في طياتها نقداً ساخراً ومؤثراً.

ولد الشاعر حسن الصيرفي في المدينة المنورة عام 1918 يوثقها تاريخياً بقوله: أخبرني والدي أن الفترة التي ولدت فيها كان الأشراف يحاصرون المدينة المنورة وهي فترة حرجة مرت على أهل المدينة ابتيع فيها خمسة أقراص من الخبز من عسكر العثمانيين، وكان طول القرص 10سم وعرضه 10سم اشترى هذه الأقراص بجنيه ذهب.

وقد تلقى حسن صيرفي دراسته في مدارس المدينة المنورة من مشائخ المسجد النبوي الشريف، حيث زودته هذه الدراسة على يد هؤلاء المشايخ والأفاضل بثقافة أدبية ودينية عميقة.

وقد عمل الصيرفي في عدة وظائف مدنية، كان آخرها مدع عام في شرطة المدينة المنورة، وكانت له اليد الطولى في تأسيس أسرة الوادي المبارك التي كانت نواة لتأسيس النادي الأدبي، والتي ضمت الرواد عبد العزيز الربيع وحسن صيرفي ومحمد هاشم رشيد والدكتور محمد عيد الخطراوي.

وقد شغل الصيرفي منصب نائب الرئيس في المجلس الأول للنادي الأدبي، حيث نشر من إنتاجه الشعري ديوان «شبابي»، و«دموع وكبرياء»، و«قلبي»، كما أن له العديد من الأغاني الشعبية والمغناة لفنانين محليين.

ويصف بدايته الأدبية بأنها انطلقت من بين دفتي روايات ألف ليلة وليلة وذات الهمة والعنترية والزير سالم وحمزة البهلوان، حيث يصف هذه المجموعات القصصية بأنها ذات تأثير واضح في حياته الأدبية. وفي عام 1939 نظم الشاعر حسن الصيرفي أول قصيدة شعرية وقام بعرضها على الشاعرين عبد الرحمن ومحمود شويل رحمهما الله والقصيدة تقول:

* حدا حادي التشتيت بيني وبينهم - فوا أسفا كيف استباح دمائيا

* ألم يدر أن الموت أهون غصةً - إذا قسته يوماً ببعض مصابيا

* أفاطم لو تدرين بعض تفجعي - عليك لرقيت لـما قد دهانيا

* لقد كدت أخفي أو فقولي قد اختفى - فلولا ندائي ما رؤيت لرائيا

* لقد صرت أوى الدار من شق بابه - لعلي أرى ما يستجيب ندائيا

* فما راعني إلا الحمام وقد بدا - على الباب بالدهليز رد مناغيا

* ألا أيها الخاوي من اللحم جسمه - هل أنت إنسيا أرى البيت خاويا

* فقلت نعم إني كذلك ربما ترى - شبحي أو إن أردت خياليا

* إذا أنت نحو الصوت رددت نظرة - مـحققة من ذا يـكون مناديا

* لقد كنت أدرا بي وتنزل جانبي - فما لي أراك اليوم تنكر حاليا

* لعلك حتى أنت صرت كفاجعي - بـجنة أمـالي وزهر شبابي