أمانة جدة لـ«الشرق الأوسط»: قروض بـ20 ألف ريال لملاك بيوت جدة التاريخية لترميمها

على إثر حريق منزل «باعشن» التاريخي المصنّف من الدرجة الأولى

بيت باعشن في جدة القديمة
TT

كشفت مصادر خاصة في امانة جدة لـ«الشرق الأوسط» انها ستمنح قروضا لملاك مباني المدينة التاريخية لترميمها في حدود 20 ألف ريال لكل مبنى.

ويأتي هذا الإجراء من قبل الأمانة في اعقاب الحريق الذي شب عشية الخميس الماضي في بيت باعشن احد البيوت التاريخية القديمة في جدة القديمة، على اثر التماس كهربائي نتيجة وضع المنزل السيئ.

واوضح الدكتور عدنان عدس مدير إدارة تطوير وتأهيل العمران بالمنطقة التاريخية بأمانة محافظة جدة في حديث لـ«الشرق الأوسط» ان ملاك المباني التاريخية يتحملون مسؤولية الحرائق المتعددة من وقت لآخر بسبب عدم احساسهم بالمسؤولية تجاه هذه المنطقة وتأجيرها على الوافدين الذين يستخدمون المباني بشكل غير مناسب من خلال مخالفات يقومون بها مثل تحميل المباني بأعداد طائلة من المستأجرين تفوق قدرتها بما يزيد عن 85 في المائة، ووضع الأسلاك والتوصيلات الكهربائية في الرواشين الخشبية اضافة إلى وضع أوعية تخزين المياه على اسطح تلك المباني التي تعاني من الإهمال.

وأضاف «ان الامانة اتخذت عددا من الإجراءات حيال ذلك ومنها تشكيل لجنة من جهات حكومية منذ أربعة أشهر تقوم بالكشف على المباني وحصر المخالفات وتوجيه إشعارات لملاك المباني المخالفة بضرورة ترميمها وإخلائها فورا». مشيرا الى انه سيكون هناك دليل فني لترميم تلك المباني تم تصميمه من قبل خبراء فنيين بتكلفة تقدر بنحو 3 ملايين ريال يضم أسس وتصاميم المباني وسيتم منح قروض لكل مالك تقدر بـ20 ألف ريال لترميم المباني.

وأكد مدير إدارة تطوير وتأهيل العمران بالمنطقة التاريخية أن الأمانة طرحت مبادرة في هذا الصدد اضافة إلى أنها مستعدة لمنح المشورة الفنية للملاك حيال الموضوع لدعم التوجه الحكومي للحفاظ على هذا التراث.

وعن حادث الحريق الذي وقع بجدة التاريخية بحارة المظلوم بمبنى تاريخي مصنف من الدرجة الأولى قال عدس «ان ما يحدث في المنطقة التاريخية من حرائق وانهيارات يمثل فقدانا لتراث عمراني معماري ذي قيمة عالية وبشهادة جميع المختصين والمهتمين، ويجب على الجميع التكاتف من أجل المحافظة عليه، مرجعا أسباب الحرائق والانهيارات للمباني التاريخية إلى الترميم الخاطئ والاستخدام الجائر وغير السليم الذي يحدث نتيجة قيام ملاك المباني بتأجيرها كمستودعات للبضائع وكسكن لأعداد كبيرة من الوافدين».

من جهته ارجع العميد محمد بن عبد الرحمن الغامدي مدير عام الإدارة العامة للدفاع المدني بجدة في حديث لـ«الشرق الأوسط» أسباب الحرائق المتكررة إلى بعض السلوكيات الخاطئة التي يقوم بها سكان المنطقة من الوافدين ومنها وضع الإضافات من الزنك والخشب فوق المنازل، استخدام بعض السكان المنازل كمستودعات للأقمشة وبعض المواد الأخرى. مشددا على ضرورة إفراغ المساكن من الوافدين الذين لا يحملون اقامات نظامية ويسيئون للمنطقة.

وشدد على ضرورة وجود طريقة جديدة للحفاظ على الرواشين القديمة سريعة الاشتعال وذلك بدهنها بدهان خاص يقلل من سرعة اشتعالها أو اعادة بنائها بطريقة معينة توازن بين بقائها وجعلها اكثر أمنا، وضرورة وضع شبكة اطفاء داخل المدينة التاريخية لصعوبة وصول آليات الدفاع المدني إليها. ودعا مدير عام الإدارة العامة للدفاع المدني بجدة إلى ضرورة دراسة المنطقة ومقارنتها بتجارب الدول الأخرى لوضع حلول توازن الجانبين التراثي وجانب الأمن والسلامة لها.

يشار الى أن بيت باعشن الذي تعرض للحريق امس الاول كان من أشهر البيوت في عصره وجرى ترميمه أخيرا وكانت حالته سليمة إنشائيا، وهو يعد من ضمن البيوت الأثرية التي فقدت إما جزئياً او كلياً وبلغ عددها اكثر من 75 منزلاً في حين يبلغ عدد البيوت الاثرية التاريخية في المنطقة 550 منزلاً منها 50 منزلاً من الدرجة الأولى و250 منزلاً من الدرجة الثانية و250 منزلاً من الدرجة الثالثة. وقد وضع هذا التصنيف عام 1979، وشهدت المنطقة التاريخية خلال الـ25 سنة الماضية انهيار أكثر من 60 بيتا أثريا في حين شهدت المنطقة نفسها خلال العامين الماضيين انهيار واحتراق مابين 10-13 موقعاً.