هيئتا «تطوير الرياض» و«السياحة» تعملان على تحويل الدرعية التاريخية إلى موقع ثقافي وحضاري وسياحي

المتحف الحي بالدرعية يتيح للزوار تجربة تاريخية مهمة بكامل تفاصيلها

الأمير سلطان بن سلمان خلال زيارته لمنطقة الدرعيه التاريخية («الشرق الأوسط»)
TT

قام الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز أمين عام الهيئة العليا للسياحية يرافقه عدد من مسؤولي الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض والهيئة العليا للسياحة بزيارة تفقدية لمشروع تطوير الدرعية الذي انطلقت أولى مراحل تنفيذه أخيراً بهدف تهيئة المنطقة لتكون متحفاً حيا ومركزاً حضارياً يسهم في تحويل هذا المعلم التاريخي البارز إلى واحد من أهم المواقع الحضارية والسياحية الرائدة والمميزة على امتداد الوطن.

وقال الأمير سلطان إن مشروع تطوير الدرعية يؤكد تقدير الدولة لمكانة الآثار والمناطق التاريخية وأهمية المحافظة عليها وتنميتها، وأبان أن هذا المشروع يحظى بالاهتمام والمتابعة المباشرة من الأمير سلمان بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض رئيس الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض الذي تبنى المشروع منذ بدايته.

وأشار إلى أنه نظرا للأهمية التاريخية للدرعية لكونها عاصمة الدولة السعودية الأولى ومنها انطلقت مسيرة التوحيد والبناء، ولما تحتويه من تراث عمراني عريق، والحاجة إلى تطويرها على نحو يبرز دورها التاريخي ويجعل منها مركزا ثقافيا وحضاريا على المستوى الوطني، فقد وجه أمير منطقة الرياض رئيس اللجنة العليا للاحتفال بمناسبة مرور مائة عام على تأسيس المملكة باقتراح من الأمير سلطان بن سلمان بتشكيل لجنة لدراسة تطوير الدرعية في عام 1996، وشرف الأمير سلطان بن سلمان برئاستها وضمت في عضويتها كلا من المهندس عبد اللطيف آل الشيخ عضو الهيئة العليا لتطوير منطقة الرياض رئيس مركز المشاريع والتخطيط بالهيئة، والدكتور سعد الراشد وكيل وزارة التربية والتعليم للآثار والمتاحف (سابقا)، والمهندس حسن بن عبد الرحمن آل الشيخ رئيس بلدية الدرعية (سابقا) وعدد من المختصين، ورفعت اللجنة برنامجاً عمليا متكاملاً لتطوير المنطقة.

وصدر الأمر السامي الكريم رقم 528/م تاريخ 17/6/1419هـ بالموافقة على البرنامج المقترح لتطوير الدرعية، وتشكيل اللجنة التنفيذية العليا لتطوير الدرعية برئاسة أمير منطقة الرياض رئيس الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض وعضوية كل من الأمين العام للهيئة العليا للسياحة، ومحافظ الدرعية، وأمين دارة الملك عبد العزيز، وعضو الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض رئيس مركز المشاريع والتخطيط بالهيئة، ووكيل وزارة المالية لشؤون الميزانية والتنظيم، ووكيل وزارة الشؤون البلدية والقروية لتخطيط المدن، ووكيل وزارة التربية والتعليم للآثار والمتاحف، والرئيس التنفيذي للشركة السعودية للكهرباء، ومدير عام المياه بمنطقة الرياض، ورئيس بلدية محافظة الدرعية، ومدير عام القطاع الأوسط بشركة الاتصالات.

وأضاف أن الهيئة العليا للسياحة منذ تأسيسها عام 2000 انطلقت مع الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض من توصيات تلك اللجنة وعملتا بشراكة كاملة مع الجهات الأخرى ذات العلاقة لبلورة الفكرة الأساسية للمشروع وخطواته التنفيذية في جميع المراحل ونتج عن ذلك تفاصيل المشروع وتوجيهه نحو الأسلوب المتوافق مع أعلى المعايير الدولية والتجارب الناجحة في تطوير المواقع التراثية، مشيرا أن هذا المشروع يقدم نموذجاً ناجحاً للعمل بمنهج الشراكة بين الهيئة العليا للسياحة والهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض، حيث قدمت فيه هيئة السياحة ما تملكه من معرفة في تطوير المواقع السياحية، وأسهمت الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض بخبرتها العريضة في الإشراف على المشاريع الكبرى، مع الاستعانة بإسهامات عدة جهات في مجالات عملها مثل دارة الملك عبد العزيز التي تعنى بتوثيق تاريخ الدولة السعودية.

وأكد الأمير سلطان بن سلمان على أن الهيئة العليا للسياحة تسهم في تنفيذ جميع مراحل المشروع بما في ذلك تشغيل الموقع والعمل على تحويل حي الطريف الذي يحوي قصر الحكم ومؤسسات الدولة السعودية الأولى إلى متحف حي من خلال تنفيذ منظومة من الأنشطة الثقافية والاجتماعية والتراثية والاقتصادية، إضافة إلى إشرافها على أعمال الترميم والتنقيب الأثري والعروض المتحفية والأبعاد السياحية بما فيها الدعم الترويجي والتسويقي والإعلامي للمشروع، وتشغيل المشروع وتهيئة نزل ومباني الإيواء السياحي والضيافة بما يتناسب وطبيعة الموقع، مبيناً أن الهيئة تعمل على استجلاب المستثمرين والمطورين للمشروع والترويج للفرص الاستثمارية فيه.

من جهته أشار الدكتور علي بن إبراهيم الغبان، نائب الأمين العام للآثار والمتاحف إلى أن قطاع الآثار والمتاحف في الهيئة يعمل على الإسناد الفني والعلمي المتخصص للمشروع ، والمشاركة في مراجعة وتقييم المخططات الهندسية لمشاريع حي الطريف، وباقي أحياء الدرعية التاريخية، وتنفيذ أعمال التنقيب الأثري الاستطلاعي، والإشراف على الحفريات التي تتم في إطار مشاريع البنية التحتية، إضافة إلى المشاركة في مشاريع التأهيل للمكتشفات المعمارية التي تظهر في مواقع الحفر، ومراجعة تسلسل العروض المتحفية، والمشاركة في إعداد خارطة بمواقع الأحداث التاريخية في حي الطريف والدرعية التاريخية، مؤكدا في الوقت ذاته أن الإدارات المتخصصة في الهيئة العليا للسياحة تشرف على الأعمال المساندة للمشروع بالشراكة مع هيئة تطوير الرياض في مجالات الدراسات الاقتصادية، وجذب الاستثمار، كما تعمل على تأهيل المرشدين السياحيين، والعمل مع منظمي الرحلات السياحية على تطوير برامج سياحية لمنطقة الرياض تتضمن زيارة الدرعية كإحدى المحطات المهمة في برنامج الزيارة، وتصميم وتنظيم الفعاليات السياحية، والمساهمة في تنفيذ الأنشطة اليومية، وتقديم الدعم الفني لتصميم المهرجانات والفعاليات الدورية، والمساهمة في تطوير منتجات سياحية في المدينة التاريخية مثل أنشطة الحرفيين، ومحلات الهدايا والتذكارات، والمأكولات الشعبية، وتشغيل مركز الزوار المؤقت، ومساندة المشروع ترويجيا وإعلاميا،كما تواصل الهيئة عملها على استكمال ملف ترشيح الموقع لقائمة التراث العالمي في اليونسكو، وإعداد خطة إدارة تحدد أدوار وصلاحيات جميع الشركاء المعنيين بالموقع.