خبيرة سعودية تعالج الجلطات الدماغية بالفن التشكيلي

يحفز المصاب للتأقلم النفسي

مريض يرسم زوجته وقد حذف اليد اليسرى بسبب إصابته التي لا تشعره بالجوانب اليسرى
TT

سجلت خبيرة سعودية سبقا جديدا في السعودية بتطبيقها لطريقة جديدة في علاج الجلطات الدماغية باستخدام الفن التشكيلي عبر مدينة الملك فهد الطبية، مما يفتح بابا لم يكن مطروقا في البلاد من قبل.

وأوضحت أريج الحمود، اختصاصية علاج الجلطات الدماغية بالفن التشكيلي لـ«الشرق الأوسط»، أن السعودية تخطو بثقة في هذا المجال، مشيرة إلى نجاح تطبيقاتها مع المرضى بسبب التصاقها بالتعبير الفني بوصفه طريقة للتنفيس الحر لدى المريض، مبينة أن هذا العمل في حد ذاته يعتبر عملية علاجية تساهم بشكل كبير في خفض الاضطرابات النفسية الأساسية والمصاحبة للأمراض العضوية.

وبينت أن للفن التشكيلي دوراً في علاج العديد من الاضطرابات النفسية، وهو ما أفصحت عنه دراسات عدة في مجال علم النفس ووضعها علماء وفلاسفة في الطب النفسي.

وشهد العلاج بالفن وثباتٍ عربية ـ حسب أريج الحمود ـ فقد بدأها المتخصصون في مصر وتبعتها السعودية، وأضافت بقولها «نستطيع القول بأن العلاج بالفن التشكيلي يشهد نموا مطردا»، وبشرت بأن العلاج بالفن التشكيلي سيلاقي انتشارا أوسع في السنوات القليلة المقبلة، وبعد ان يتم اعتماده في المستشفيات الكبيرة والمهمة في البلاد العربية.

وعادت أريج الحمود بالقول «إن الاستعمال العلاجي للإنتاج الفني يصلح لأفراد يعانون من المرض أو الصدمة أو مصاعب في الحياة وعدم التأقلم مع أعراضهم المرضية، والضغوط التي تنتابهم، أو الصدمات التي يمرون بها، وعبر هذا العلاج يحسنون من قدراتهم المعرفية ويستمتعون بمتعة الحياة الأكيدة من خلال العمل الفني». واضافت «أن المعالجين بالفن هم مهنيون مدربون في كل من الفن والعلاج، فهم مطلعون بالنمو الإنساني والنظريات النفسية والتطبيق الإكلينيكي، والقدرة الشفائية للفن، كما يستعمل الفن في التشخيص والبحث، ويقدمون مشورات استرشادية للمهنيين من تخصصات حليفة»، وزادت «يعمل المعالجون بالفن مع الأفراد من كل الأعمار، الأفراد والجماعات، والأزواج والعائلات والجماهير عامة، ويقدمون خدماتهم بشكل انفرادي أو ضمن فريق علاجي في مواضع مختلفة من الصحة النفسية، والتأهيل والطب والمؤسسات الجنائية، وبرامج التأهيل الاجتماعي الشامل، والمراكز الصحية والمدارس ودور المسنين والعجزة والشركات والاستوديوهات الفنية والممارسات المستقلة عبر العيادات الخاصة».

وتشير الاختصاصية أريج الحمود، الحائزة على درجة الماجستير في علاج الجلطات بالفن، إلى أن عملها يدعم ويسرع من علاج المرض العضوي ويساهم مع الفريق العلاجي في الوصول إلى أهداف علاجية يشترك في تنفيذها عدد كبير من المختصين على رأسهم الأطباء، مشيرةً إلى أنها أحد الأساليب العلاجية التي استعملت لتساهم في جزئية واحدة وهي توفير طريقة لتعبير المريض عن أحاسيسه ومشاعره عبر طرق غير لفظية تكشف التفكير اللاعقلاني الناتج عن الإصابة، وتعلم التخيل والاسترخاء والتأهيل الحركي، مما يرمي بآثار أكيدة على تأقلمه مع النواحي الشخصية ويدفع بالخطة العلاجية لإنتاج آثار إيجابية مع المريض.