تعتزم مجموعة عقارية سعودية تحويل 5 مواقع لحجز السيارات قبل دخول المشاعر المقدسة في مكة المكرمة، إلى مشاريع تنموية متكاملة المرافق وذلك بالدخول في شراكة استراتيجية مع أمانة العاصمة المقدسة في المنطقة الواقعة تحت صلاحيات الأمانة، بهدف تخفيف العبء على الخدمات الداخلية في المنطقة المركزية للحرم الشريف.
وقال المهندس طلال سمرقندي، المهندس الاستشاري للمشروع الذي تتبناه شركة «إرث العقارية»، في اتصال هاتفي لـ«الشرق الأوسط»، ان المشاورات مع أمانة العاصمة المقدسة دخلت مرحلة الجدية، وأن هناك مسودة اتفاقية بين الجانبين يتم تدارسها حاليا، قبل الرفع لوزارة الشؤون البلدية والقروية لأخذ الموافقة النهائية.
وفيما لم يفصح المهندس سمرقندي عن تكلفة المشروع في كل موقع، الا أنه اكتفى بالقول ان شركتهم ستتولى التمويل فيما تدخل الامانة كشريك بالأرض التي تقع تحت نطاقها في كل موقع من مواقع حجز السيارات، مشيرا إلى أنهم فضلوا هذا النمط من الشراكة بدلا من استئجار الموقع لفترة زمنية محددة. وحسب المخططات الأولية للمشروع الذي اطلعت «الشرق الأوسط» على تفاصيله، ينتظر أن يستجيب المشروع لحل مشاكل كثيرة بينها اضطرار الأسر لاصطحاب الاطفال في رحلات الحج والعمرة وما يترتب عليه من حالات فقدان وازعاج وأمراض تصيب الاطفال، وذلك بتوفير دار للحضانة خاصة بالأطفال من سن الرضاعة إلى 7 أعوام مجهزة بالكامل ويقوم عليها فريق نسائي متكامل بسعة تصل الى 500 طفل.
كذلك يلبي المشروع حسب المهندس سمرقندي، توفير مواقف للسيارات تصل سعتها الى حوالي 4 آلاف سيارة في كل موقع بنظام الادوار المتعددة، وهو ما سيساعد على التخفيف من اكتظاظ المواقف الخاصة بالفنادق المحيطة بالحرم المكي، وحركة السير من وإلى الحرم، بجعل منطقة حجز السيارات منطقة جذب للمعتمرين والزوار قياسا بوضعها الحالي، حيث لا تتوفر أي خدمات يمكنها تشجيع القادمين للمشاعر المقدسة على تغيير النظرة السابقة حول حجز السيارات والذي عادة يستخدم في ساعات الذروة ومواسم الحج لمنع دخول السيارات الصغيرة.
وأضاف المهندس الاستشاري للمشروع، أن الدراسات التي بين أيديهم تشير الى أن نحو 80 في المائة من القادمين للمشاعر المقدسة، سواء من الداخل أو الخارج، يواجهون مشكلة مع ارتفاع الأسعار في المواقع القريبة من الحرم لا تنسجم ومداخيلهم، مشيرا الى عزمهم تشييد فندق من درجة 4 نجوم من 5 ادوار في كل موقع، واستراحات بعدد 20 استراحة، ملحق بها مطاعم وخدمات ايواء ومكتبة خاصة، هو أحد الحلول التي تتواءم واحتياجات المعتمرين والزوار، خاصة أن فكرة التأجير بالساعة وليس باليوم كما هو معمول به في الفنادق والشقق، هو احد البدائل التي يرونها في ادارة المشروع لمساعدة الاسر على أداء غرضها التعبدي بيسر وسهولة.
يشار إلى أن فكرة المشروع، حاولت الاستفادة من الافكار الاستثمارية في جعلها عوامل جذب للمعتمرين والزوار، ومنها توفير خدمات صيانة كاملة للسيارات أثناء توقفها لحين عودة أصحابها بعد أداء مناسك الحج أو العمرة، اضافة لمطاعم مجهزة متعددة الخدمات وخدمات لوجستية متكاملة كمحطة للحافلات وممرات خاصة ذهابا وايابا من المشروع إلى مكة المكرمة.