اللواء منصور التركي: استعانة دولية ببرنامج الرعاية السعودية لتأهيل المتأثرين بأفكار الإرهاب

أكد أن القوات الأميركية بدأت بتطبيقه في العراق وأثبت نجاحه

جانب من اللقاء الذي عقد في جدة أمس الأول (تصوير: مروان الجهني)
TT

كشف اللواء منصور التركي الناطق الرسمي لوزارة الداخلية السعودية، أول من أمس، عن استعانة القوات الأميركية في العراق والحكومة البريطانية ومجلس الأمن ببرنامج مركز الرعاية السعودي في كيفية تأهيل والتعامل مع المتأثرين بالأفكار الارهابية الضالة إضافة إلى العائدين من معتقل غوانتنامو.

وقال اللواء التركي في محاضرة ألقاها ضمن الملتقى الأول لفرع الجمعية الدولية للأمن الصناعي بجدة لعام 2008 «ان مركز الرعاية مركز رائد على مستوى العالم حتى أن المملكة نالت عليه الإشادة من دول العالم اجمع بل ان القوات الأميركية في العراق بدأت بتطبيقه في العراق واثبت نجاحه، كذلك القوات البريطانية وايضا مجلس الأمن طلبا من المملكة البرنامج للاستفادة منه».

وأضاف التركي «البرنامج عبارة عن تأهيل يتم تطبيقه داخل مركز للرعاية، بدأ العمل به في المملكة منذ عام ويعمل على تهيئة السجين قبل انتهاء محكوميته بشهر، على مرحلتين، بإخضاع الشخص في مركز الرعاية لفترة من شهر إلى شهرين كحد أقصى».

وبين المتحدث باسم وزارة الداخلية «أن المركز ليس سجنا بل مركز لتهيئة السجين للخروج إلى المجتمع الخارجي، يتمكن فيه من التواصل مع أسرته من خلال الهاتف وأيضا من زيارة أهله وحضور المناسبات الاجتماعية». مشيرا الى أن هناك حالات سجلت لعائدين من غوانتنامو لم يستطع ذووهم زيارتهم لظروف اجتماعية أو مرضية فتم إيصالهم إلى ذويهم وتمكينهم من زيارتهم في اليوم الثاني لقدومهم مباشرة.

وتابع «ويهتم المركز أيضا بالجانب الاجتماعي لهم، حيث تقوم الجهات المختصة بتلمس حالة افراد عائلته الموجودين في المركز وتقديم العون لهم لكي لا يتم استغلالهم من قبل أي تنظيم وتجنيد إخوته وذلك من خلال احتواء الأسرة».

وحذر اللواء التركي في حديثه للحضور من استمرار انتشار فكر القاعدة في أوساط الشباب المسلم في كافة أنحاء العالم مما يجعل فرص التأثر به قائمة. وقال، على الرغم من ان استراتيجية وزارة الداخلية تعتمد على الجهود المميزة للأجهزة الأمنية في مكافحة الجرائم المرتبطة بفكر القاعدة بالمملكة ونجاحها في استباق مخططات الفئة الضالة المتأثرة بالفكر وإحباطها قبل تنفيذها، إلا أن استمرار انتشار فكر القاعدة في أوساط الشباب المسلم في كافة أنحاء العالم يجعل فرص التأثر به قائمة، واحتمالات التجنيد لجرائمه أو تمويلها قوية.

وأضاف «بدا أن الجهود التي يتم بذلها لمكافحة فكر القاعدة غير كافية وأن الوسائل والأدوات المستخدمة فيها غير مناسبة للوقاية منه أو من الظواهر الفكرية السلبية التي تخالف مبادئ وقيم وأخلاق المجتمع، خاصة مع التطور التقني اللامحدود في مجالات النشر والاتصال مما يدعو إلى ممارسة كل فرد بالمجتمع مسؤولياته التربوية والتعليمية والإرشادية للوقاية من الظواهر الفكرية السلبية، بالإضافة إلى معالجة القصور في أدوار الأسرة والمدرسة والمسجد لتوفير الحماية الفكرية والوقاية من الظواهر الفكرية السلبية». وتابع التركي «أن المجتمعات الإنسانية تتعرض اليوم إلى حركة فكرية غير مسبوقة مما يهدد مبادئها وقيمها وأخلاقها. مبينا انه يجب أن تكون الوقاية أولا من المنزل ثم المدرسة وصولا إلى المسجد والشارع والمجتمع الذي يجب عليه القيام بهذا الدور ومشاركة الجهات الأمنية الدور لتستمر النجاحات لاجتثاث الإرهاب والتطرف الفكري من خلال المتابعة والمناصحة والتحذير، خصوصا أن القاعدة لم تنجح في السعودية من خلال العمليات وهزمت أكثر من مرة من خلال العمليات الاستباقية ولكنها نجحت من خلال الوصول بالفكر واستخدام الشباب واستغلال الدين كذريعة للتأثير في نفوس الشباب».

وحول برنامج المناصحة، اوضح اللواء منصور التركي «ان برنامج المناصحة يتم داخل السجون ويخصص لكل من يتم القبض عليهم من أعضاء التنظيم أو المشاركين في عمليات إرهابية، وهو برنامج غير إلزامي للموقوفين والخضوع فيه لا يعني خروج المتهم من السجن بل هو برنامج مساعد يصحح عقيدة المتهم التي شابها نوع من التغير في العقيدة والأفكار، ويقوم على البرنامج مجموعة من أهل العلم والمختصين في العلوم الشرعية الإسلامية إضافة إلى مختصين في مجال علم النفس والاجتماع».

وأضاف «ويشمل البرنامج اقامة جلسات فردية اختيارية ولا تفرض على احد. في هذه الجلسات بين المتهمين والمختصين يقوم المختصون في مجال الشريعة والدين بمحاورة المتهم من خلال ما رآه واثر في دينه إضافة إلى مناقشة الأفكار التي أدت به إلى هذا المكان وبيان الأمور له على حقيقتها»، مشيرا الى ان هناك جلسات مع مختصين اجتماعيين ونفسيين يناقش فيها المتهم حول الأسباب الاجتماعية التي أدت به إلى التأثر بهذا الفكر.

وبين «أن البرنامج يشمل محاضرات جماعية لجميع الأفراد لمدة 16 أسبوعا يلقيها العديد من أهل الاختصاص لبيان احكام الجهاد والتعامل مع غير المسلمين وتصحيح فكر القاعدة».