أمير مكة المكرمة يبدأ جولته الثانية في مدن «العيون» و«الغضا» و«الزراعة»

يدشن خلالها 63 مشروعا صحيا وتعليميا بنصف مليار ريال

أمير مكة المكرمة خلال زيارته الأخيرة لمحافظة الليث التابعة لمنطقة مكة («الشرق الأوسط»)
TT

يستهل عشية اليوم الأمير خالد الفيصل، أمير منطقة مكة المكرمة، جولته الثانية لتفقد بقية محافظات المنطقة التي ستشمل الخرمة ورنية وتربة، وتستمر ثلاثة أيام، حيث من المقرر أن يغادر الطائف بعد مغرب اليوم باتجاه الخرمة. وتأتي هذه الزيارة ضمن برنامج أمير المنطقة التفقدي لمحافظات ومدن منطقة مكة المكرمة، بعد قيامه الأسبوع الماضي بزيارة مماثلة لمحافظتي القنفذة والليث، وقف خلالها على سير المشروعات الجاري تنفيذها في عدد من المجالات الصحية والتعليمية والبلدية والتنموية ودشن البعض منها.

ويترقب أهالي مدينة «العيون» رنية، ومدينة «الزراعة» تربة، ومدينة «الغضا» الخرمة، خلال زيارة أميرها، إعلان مشاريع ضخمة تبلغ أكثر من 63 مشروعا تعليميا وصحيا بكلفة أكثر من نصف مليار ريال، أسوة بزيارته السابقة لمحافظات أخرى أعلن فيها عددا من المشاريع ودشن أخرى.

وتعد هذه المحافظات الثلاث من أهم المحافظات العالقة في ذاكرة التاريخ وروح الحاضر، إذ تُعرف رنية التي تقع شمال شرقي الطائف، بأنها مدينة الحب منذ العصور الجاهلية، وقد ارتبط اسمها بكثرة العيون وجريانها، وما يظهر من صوت أثناء جريان المياه واحتكاكها بحصباء الأودية والشعاب، وما تحدثه شلالات جبالها من صوت ورنين. وذكر المؤرخ ياقوت الحموي، أن اسمها أخذ من «رنو الماء»، يعني خروج الماء من أثر الضبا، ويدل ذلك على ما تتمتع به محافظة رنية من وفر المياه والحياة الفطرية في العصور الماضية.

وتقع محافظة رنية جنوب غربي الرياض بمسافة 870 كلم، وشرق الطائف بمسافة 380 كلم بالتحديد في دائرة 12درجة وخط طول 42 درجة، وتقع شمال بيشة بمسافة 150 كلم، وتتبع لإمارة منطقة مكة المكرمة. وكانت تسمى «الروضة»، لكثرة أشجار السلم بها، ثم أتى عليها سيل سمع له رنين، ومنذ ذلك الحين أطلق عليها رنية، وهي منطقة مفتوحة وتعتبر حلقة وصل بين المناطق الوسطى والغربية والجنوبية.

في حين تشتهر المحطة الثانية تربة، بالزراعة، وعرفت قديما بـ «أم الضعيف»، كما يقول المؤرخ محمد بن ماجد بن غنام، مشيرا إلى أنها تسمى دجنة، وهي الممتدة من منحنى الذراعين إلى الحشرج وتتسع في الحايرية والجبيليثم، ومن اهم قراها العرقين وشعر والعلبة والقوامة.

وتقع على وادي تربة المشهور الذي يبدأ من جبال الحجاز وينتهي في عرق سبيع، مرورا بالغريف والخرمة وترفده أودية بيدة وكرا وعردة والخمرة وغيرها.

والزائر للمحافظة يستمتع بآثارها وأسواقها القديمة، ومنها رمادان ومنيف وآثار شنقل ومسهر آل فتان، كما تشتهر بحصن ابن غنام وحصن ابن حريص والقصور القديمة والكتابات في الحرة ورسومات في طرق الحج القديم وبنايات قديمة مستطيلة في جبال الحرة وجدائر وجدران حجرية تحيط ببعض الجبال.

وتربة محافظة كبيرة تحيط بها عدة محافظات مثل الخرمة ورنية وابو راكة والباحة والعقيق ورضوان وسديرة.

أما الخرمة، فيرجع العديد من سكان المدينة سبب تسميتها بهذا الاسم إلى عدة روايات، منهم من يقول إنها اشتهرت قديماً بكثرة الغابات وأشجار الأثل والطرفاء والغضاء، تخترقها القوافل القادمة من الجنوب والشرق والمتجهة إلى الحجاز ونجد، واستطاعت هذه القبائل أن تخترق الغابات الكثيفة في طرق وخرائم ضيقة فتكونت استراحة وقرية صغيرة سميت باسم الخرمة، نسبة إلى الخرائم جمع خريمة. فيما يرى آخرون أن سبب تسميتها أنه مشتق من نبات الخرمة، وهو نبات عشبي طويل يتراوح طوله ما بين 30ـ60 سم.

ومن أهم حقب التاريخ على هذه المحافظة انه في عام 1908، وضعت نفسها تلقائياً في حماية الملك عبد العزيز. وتزخر المحافظة بالعديد من الآثار المهمة منها جبال الحرة، وهي عبارة عن رجوم دائرية ومربعة ومبان حجرية متقاربة مع بعضها، وقصر السلولي شرق الوادي، وقصور بقيران بالدغمية وآثار حوقان والمعيزيلة وقصر بن لؤي بالهجرة وعدة مبان قديمة مثل «ردما»، وقلعة المسهر توجد في الغريف على بعد 45 كلم من الخرمة، وهي عبارة عن برج من الطين بارتفاع أربعة أمتار قام ببنائه مجموعة من قبيلة السلمات من سبيع قبل أكثر من ثلاثة قرون ونصف القرن.