مجلس جدة البلدي يدرس مشروعا لإسكان 10 آلاف أسرة فقيرة

طارق فدعق لـ «الشرق الأوسط» : يموله تحويل الأوقاف إلى استثمارات.. ولن ينشأ في حي واحد

الأحياء الشعبية في جدة تعج بالأسر الفقيرة
TT

يعتزم المجلس البلدي في جدة بالشراكة مع أمانة جدة تشكيل فريق للإعداد لمشروع ضخم لإسكان الفقراء يستفيد منه نحو 10 آلاف أسرة فقيرة، من المقرر إطلاقه في منتصف عام 2009.

وأوضح طارق فدعق، رئيس المجلس البلدي في جدة، في حديث خاص لـ «الشرق الأوسط»، أن دراسة ميدانية ذكرت أن نحو 10 آلاف أسرة فقيرة في مدينة جدة تقدر مداخيلها بأقل من ألفي ريال شهريا، وانه يجري تشكيل فريق عمل بين المجلس البلدي والأمانة لمشروع ضخم لإسكان هذه الأسر، مشيرا إلى أن فكرة المشروع تقضي بألا يكون إسكانهم في مكان واحد حتى لا يكون هناك تميز بين الفقراء والأغنياء، مستبعدا فكرة إنشاء حي كامل للفقراء، حيث «أثبتت فشلها عالميا لو كان الحي مميزا، فإن إقامتهم في حي يطلق عليه اسم الفقراء، يتحول إلى حي منبوذ ولا احد يهتم به».

وقسّم فدعق البرنامج إلى مراحل قال إنها «تبدأ بتوفر 10 آلاف وحدة سكنية لمن دخلهم اقل من 2000 ريال، والمرحلة الثانية لمن يدفع نصف دخله في الإسكان ليتمكن من السكن فيه أيا كان راتبه، لكن وفق احتياج وآلية معينة سيتم ترتيبها في حينه»، مضيفا أن شركات التطوير العمراني ستستجيب للبرنامج «لأن مدينة جدة تمثل نصف مساحة دولة لبنان واكبر من مدينة لندن، لذلك فرص الاستثمار العقاري أقوى وأكثر عوائد من الاستثمار في أماكن أخرى».

وعن مصادر تمويل مثل هذا المشروع، أوضح رئيس المجلس البلدي «أن البرنامج تمويله من ثلاثة مصادر، الأول، ويعتبر الأساسي، تحويل الأوقاف والأربطة لمشاريع استثمارية وجعلها ذات مقومات ربحية تجارية، حيث تمتاز الأربطة بوجودها بوسط مدينة جدة، مما يجعل مداخيلها تتجاوز ملايين الريالات». مضيفا «وينبع المصدر الثاني من فكرة الحوافز والتسهيلات لرجال الأعمال والمطورين العمرانيين بزيادة التسهيلات مع دفع نسبة تتراوح بين 2 و5 في المائة لمشروع الإسكان الخيري. في حين يرتكز المصدر الثالث والتقليدي على الصدقات والتبرعات». وأكد فدعق انه من المقرر أن ينطلق المشروع خلال منتصف عام 2009، بعد تحويل لجنة الإسكان الميسر إلى إدارة بأمانة جدة. من جهته، وعد المهندس عادل فقيه، أمين جدة، خلال اجتماع مع المجلس البلدي، بوضع برنامج لإنشاء إدارة للإسكان الميسر تكون تابعة للأمانة ومن مهامها الإشراف على البرنامج الذي تحدث عنه المجلس البلدي، كما صرح بذلك الدكتور طارق فدعق، رئيس المجلس البلدي وعضو لجنة الإسكان الميسر بأمانة جدة، ومن المقرر أن يرأس لجنة الإسكان الميسر الدكتور محمد الجفري، مساعد الأمين للأراضي والتعمير بأمانة جدة.

وفي سياق آخر، أظهر التقرير السنوي للمجلس البلدي لعام 2007، الذي عقد فيه المجلس ثماني عشرة جلسة اعتيادية وجلستين استثنائيتين، اخذ فيها خمسة عشر قرارا تصب في الصالح العام، متحدثا عن تنفيذ ووضع خطط توعوية لسكان محافظة جدة من خلال عمد الأحياء وتشجيع الأعمال التطوعية وإشراك شرائح المجتمع المختلفة في هذه الأنشطة، متوصلا إلى أن أهم شعار في عملية التنمية ليس المشاريع، بل هو الإنسان، فلا بد من الاهتمام به من جميع النواحي.

وذكر التقرير أن المجلس البلدي شكل 9 لجان ترعى سكان جدة، وهي: لجنة البيئة والصحة، لجنة الطرق والدراسات المرورية، لجنة الحدائق والفراغات المفتوحة والتجميل، لجنة التخطيط العمراني، لجنة الاستثمار، لجنة التواصل وتفعيل المجتمع، لجنة المراقبة والمتابعة والشفافية وتحسين الأداء، لجنة الأراضي والمنح، ولجنة الميزانية.