التمر السعودي يقاوم موجة «غلاء الأسعار»

شركات التسويق: ثبات أسعار البيع رغم ارتفاع فاتورة التكاليف

التمور في السعودية تقاوم موجة ارتفاع المنتجات الغذائية الاستهلاكية وتثبت أسعارها
TT

يبدو أن «منتج التمر» لا يزال يقاوم موجة غلاء الأسعار التي طالت كافة المنتجات الاستهلاكية ليضفي بذلك نوعا من الاطمئنان على واحد من أهم المنتجات الغذائية الاستهلاكية الحيوية لدى السعوديين، إذ أعلنت بعض الشركات العاملة أن قائمة أسعار التمور ومنتجاتها لم يطلها أي تغيير يذكر ولن ترتفع أسعارها.

وكانت التوقعات قد ذهبت إلى ارتفاع معدلات التضخم في السعودية خلال عام 2008 إلى 4.7 في المائة مقابل 4.1 في المائة الذي سجله عام 2007 بينما من المرجح أن ينخفض التضخم في أسعار المواد الغذائية بصورة طفيفة لكنه سيبقى أعلى بكثير من المتوسط.

وشدد فهد بن عبد العزيز الصالح الرئيس التنفيذي والعضو المنتدب لشركة اتحاد الصالحية ـ إحدى أكبر شركات تسويق التمور ـ على المحافظة على أسعار المنتجات وتثبيتها على الرغم من الارتفاع الذي طرأ على معظم أسعار المواد الغذائية في السوق السعودي، مشيرا إلى أن ذلك لن يطال منتجات الشركة وذلك في خطوة لدعم المستهلكين.

وكشف الصالح أنه على الرغم من ارتفاع كلفة المواد الخام التي وصلت لأكثر من 50 في المائة وأسعار المنتجات الزراعية وارتفاع أسعار العملات الأجنبية مقارنة بالدولار مما ساهم في ارتفاع كلفة الإنتاج النهائي آثرنا معالجة ذلك برفع الكفاءات الإنتاجية والتشغيلية وتفعيل نظام للمشتريات لتقليل التكاليف وتنويع مصادر المواد الخام من الخارج، وقد كان لهذه المبادرة أثرها الايجابي على عملاء الشركة ممن ازداد تواصلهم وولاؤهم للشركة لدعمها للمستهلك.

وتعيش السعودية حاليا في مسار نمو فعلي كبير في إنتاج التمور بعد وصول أعداد النخيل في السعودية إلى ما يقارب 25 مليون نخلة حتى العام الماضي، إذ تكشف البيانات أن السعودية تنتج نحو مليون طن من التمور تتوزع على أكثر من 400 نوع، مشيرة في الوقت نفسه إلى قدرة السعودية في السنوات الأخيرة للتحرك قدما في زيادة حجم الكميات المصدرة منه.

وأشار الصالح إلى أن الشركة عالجت هذه الزيادة في التكاليف أيضا عن طريق رفع مبيعاتها الخارجية وتعزيزها، حيث بلغت 28 في المائة من إجمالي مبيعاتها للعام المنصرم 2007.

وتأتي تطمينات «اتحاد الصالحية» التي تمتلك 73 منفذ بيع محليا وعالميا، كإشارة إيجابية على بقاء بعض المنتجات الاستهلاكية الرئيسية للسعوديين على قيمها السابقة، في وقت سجلت فيه أسعار معظم المنتجات الاستهلاكية ارتفاعا ملحوظا في أسعارها تجاوز في بعضها 25 في المائة من بينها بعض المنتجات الاستهلاكية الرئيسية. وتعد السعودية من أكبر 3 دول في العالم منتجة للتمور ومن كبريات الدول المستهلكة أيضا باعتبارها تستهلك ما يزيد عن 500 ألف طن من التمور سنويا، حيث تستهلك نصف إنتاجها في كافة مدن وقرى البلاد، وإن كانت التوقعات تشير إلى وصول عدد النخيل إلى 25 مليون نخلة مع نهاية العام نظرا للاستزراع المتنامي للنخيل من قبل السعوديين.