كشفت مصادر رسمية في الطائف لـ «الشرق الأوسط»، عن مشروع لتطوير سوق عكاظ ليصبح ضمن أهم المناسبات الثقافية والعربية مثلما يحدث في مهرجاني قرطاج وجرش.
يأتي ذلك في وقت كان الأمير خالد الفيصل، أمير منطقة مكة المكرمة، استهل مساء أمس الأول زيارته التفقدية لبعض محافظات المنطقة بزيارة موقع سوق عكاظ التاريخي بالطائف.
وأوضح جريد المنصوري، الأمين العام لسوق عكاظ التاريخي في الطائف، في حديث لـ «الشرق الأوسط»، انه تم تكوين فريق من عدة جهات علمية للتنقيب والبحث عن النقوش والآثار الموجودة في المنطقة ودراستها وإيجاد السبل للحفاظ عليها، مشيرا إلى أن ذلك جاء بتوجيه من أمير منطقة مكة المكرمة الأمير خالد الفيصل، بهدف أن يصبح هذا المكان مفخرة ومفاجأة للعالم.
وأضاف «ان الفريق مكون من الهيئة العليا للسياحة وكلية السياحة والآثار في جامعة الملك سعود، إضافة إلى قسم الآثار في جامعة أم القرى للقيام بالتنقيب عن الآثار والبحث عن النقوش والكتابات الموجودة في المنطقة وإيجاد السبل للحفاظ عليها»، مشيرا إلى الاستعانة بخبراء للقيام بهذه المهمة، ومؤكدا «نتابع المشروع حاليا وسننتهي منه في القريب».
وبين المنصوري «أننا نسعى من خلال السوق إلى إبراز تراث المملكة وإيصال دورها الريادي في هذا المجال، كما نسعى لمنافسة مهرجانات كبيرة مثل جرش وقرطاج»، مبينا «أن الفرصة سانحة الآن والإمكانات متوفرة».
وحول ما سيتضمنه جديد المهرجان هذا العام أبان الأمين العام لسوق عكاظ «انه سيتم هذا العام توسيع المنطقة لتشمل منطقة عكاظ كاملة»، مبينا «أن المهرجان أقيم العام الماضي ضمن حدود منطقة معينة، لكن الآن سيتم تعميم المشروع وتوسيعه وستشمل الفعاليات هذا العام الكثير من المفاجآت».
وفي السياق نفسه أكد الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة المكرمة «أن هذا المكان يوحي بالثقافة العربية القديمة التي استمرت من قبل الإسلام وبعد صدر الإسلام، وان هذه الثقافة كانت تعتمد على الشعر أكثر من اعتمادها على أسلوب آخر من أنواع الأدب والتدوين والتاريخ، حيث كان الشعر هو تاريخ العرب وديوان العرب».
مشيرا إلى الاهتمام الكبير من قِبل خادم الحرمين الشريفين وولي العهد بسوق عكاظ، وهو ما يعبّر عن اهتمام القيادة بثقافة الأمة وبموروثها للمستقبل لشبابنا لكي يتواصلوا مع ماضيهم لبناء مستقبلهم.
وقال الأمير خالد الفيصل «نحن لا نستطيع أن نتخلى عن ماضينا لبناء مستقبلنا، لا بد أن نبني ما أسسه أوائلنا، لكن يجب ألا نقتصر على ما فعلوه، بل نفعل فوق ما فعلوه، ونبني فوق ما بنوا، وهذه فرصة للمثقف والأديب السعودي بأن يجدا في هذا المشروع الثقافي الأدبي الكبير انطلاقة جديدة نحو الإبداع في الشعر والأدب والرواية والنقد وفي جميع مجالات الأدب والثقافة التي تخطر على بال المفكر والمثقف السعودي».
وتمنى أمير منطقة مكة المكرمة أن ينجز هذا المشروع في أسرع وقت ممكن، معبرا عن تفاؤله في هذا الصدد من خلال ما يراه من الجميع من حماس يتفاعل مع حماس القيادة لإنجاز ما يفخر به كل سعودي يريد أن يقدم للعالم أجمع مشروعا حضاريا يليق بمستوى الفكر السعودي.