من الجوف إلى الرياض.. قضايا فقد الأطفال تثير ذعرا اجتماعيا

امرأة مجهولة تسأل عن اسم الأم القاسم المشترك في معظم القصص

TT

من قصة طفل الجوف الشهيرة التي اختفى فيها مولود صغير من غرفة الحاضنات بأحد مستشفيات سكاكا، والتي ملأت أسماع الناس وأبصارهم من خلال ماراثون إعلامي بين الصحف ووسائل الإعلام المحلية التي اهتمت بالقضية بشكل مكثف، وقصة طفل الرياض الطازجة عن وليد آخر فقد في ظروف غامضة أيضاً من تحت عناية وملاحظة ملائكة الرحمة بأحد المستشفيات، أصاب المجتمع السعودي الذعر والخوف بسبب تزامن حالات الفقد، وتداول قصصها في الإعلام. الأمر الذي جعل من الإعلان عن إجراءات أمنية مشددة متبعة في غرف المواليد في المستشفيات قيمة مضافة تترأس قائمة المزايا لمعظم المشافي الأهلية والحكومية كذلك. القاسم المشترك في معظم قصص فقد الأطفال، وأشهرها قصة الجوف التي فقد فيها مواطن سعودي وزوجته ابنهما الرضيع بعد ولادته بساعات قليلة، ومن داخل حضانة المستشفى، غالباً يكون امرأة مجهولة الهوية تسأل عن اسم الأم والمولود الجديد، وتدعي صلة قرابة تربطها بالطفل الوليد وتطلب رؤيته وتقبيله، تختفي بشكل سريع والوليد بين أحضانها دائماً، إلا أن الحسن في الأمر هو أن مصير الأطفال المفقودين ليس دائماً حالك السواد، فطفل الجوف مثلا عثر عليه في تبوك لدى زوجين عقيمين، ولا تزال التحقيقات جارية للكشف عن خفايا القضية، التي يبدو أنها صمتت إعلامياً عند هذا الحد على الرغم من عدم تكشف الغموض الذي يلفها.

زيارة سريعة لحاضنة مواليد مستشفى الولادة بجدة، تعكس بسرعة صورة قسم معزول بزجاج ومحاط بممرضات ومساعدات طوال الوقت، إلى جانب عائلات تصطف لمشاهدة أطفالهم، وبشكل يجعل من المستحيل على الذهن أن يتصور بأن طفلاً قد يتم اختطافه من هذا المكان.

إحدى الممرضات الموجودات داخل الغرفة تحيط بطفل صغير بيد حانية وتحمله بين ذراعيها تماماً كأم، استنكرت السؤال عن إهمال الممرضات، مؤكدة بأن معظم العاملات في هذا القسم يعشقن الأطفال وينظرن إلى عملهن كمسؤولية إنسانية كبرى لا يمكن التغاضي عنها، وأشارت إلى أن الإجراءات الأمنية نفسها في المستشفى هي من الشدة بمكان بما يمنع حدوث مثل هذا الأمر، إضافة إلى أن المناوبات المتعددة تريح الممرضات من العناء وبالتالي تجعلهن أكثر نشاطاً وانتباهاً في عملهن، لكن الأمر غالباً يعود إلى حادث مدبر وهو ما لا يمكن أن يرده الحرص والاهتمام في بعض الأحيان، فهو قدر نافذ كما تقول.

وتضيف زميلتها «أقدر غضب الناس وذعرهم، لكنها حالات قليلة واستثنائية، والحديث الإعلامي عنها يزيد من تيقظنا وتوجسنا للانتباه إلى إمكانية حدوث أمر مماثل».