ولادة طفل جديد.. تجربة لا تتكرر

تظل ساعة تسلمه من الحضانة ونقله إلى البيت لحظة لا تنسى

TT

«كدت أطير من الفرح، حينما قالت الطبيبة: مبروك أنت حامل»، هكذا بدأت أم دانة صادق في حديثها عن تجربتها التي تلخص حكاية كل أم مع الحمل والولادة، وعلى مدى أشهر تسعة ظلت أم دانة في كل يوم تتحسس طفلتها ثم تنظر إلى المرآة لتقيس حجم انتفاخ بطنها، وتلمسه بدفء وحنان، وكأنها تلاطف صغيرتها، وتقول «هي ابنتي الثالثة، ولا فرق لدي في ترتيب مولودي، لأنه يبقى جزءا مني، هذا إن لم يكن كل حياتي».

وتهتم أم دانة كغيرها بمتابعة حالتها الصحية تحت إشراف طبيبة النساء والولادة، وترتفع مقاييس سعادتها عندما تشاهد الوليدة المنتظرة على الشاشة المخصصة للكشف عن الجنين، تقول «فرحت وقتها حينما علمت بأنها بنت، لتكون أختا لابنتي الكبرى».

حينما دقت ساعة ألم الولادة لتعلن قدوم طفلة جميلة للحياة، تغيرت مسيرة الحياة فجأة في عيون الأم، تصرخ باحثة عن مسعف، وتارة تطلب من ابنتها أن تمد لها حقيبة المولودة لتحملها معها إلى المستشفى، ولا تزال تذكر تلك الساعة بقولها «كان وقتا عصيبا أليما، كم تألمت ليحملني زوجي إلى المستشفى، بسرعة فائقة وجدت نفسي داخل غرفة الولادة، وجدت أما اخرى تتقاسم معي الغرفة، لكني لم ار وجهها بسبب وجود حاجز بيننا، لكني ظللت أسمع صراخها، فقد كانت تلد للمرة الأولى، وفي لحظة أحاطني الطاقم الطبي من كل حدب وصوب، وكانت هناك ممرضة تداعب شعري وتمسح العرق عن جبهتي ورقبتي».

تألمت أم دانة كغيرها من الأمهات، وصرخت صرخات متقطعة في كل مرة وكأنها تخرج من جوفها لا من لسانها، جميع أمهاتنا مررن بقصة مشابهة وإن لم تكن أكثر ألما، وطريقة دفع المولود ليستنشق هواء الحياة تحتاج لآلية معينة ونادرا ما تخضع الأم لتدريبات من قبل الطبيبة المشرفة على حالتها، وما أن يصل رأس المولود ملامسا يدي الطبيبة ليندفع برحمة الإله، وتحمله الطبيبة من قدميه ليصرخ صرخة الحياة ويسمع الجميع صوته ببكائه. بعد فصل وقطع الحبل السري بين الأم ومولودها، يُحمل الصغير ويوضع على صدر أمه بكل ما يلفه من سوائل ورائحة عفنة، من أجل كيمياء الأمومة التي تنبع فجأة في قلب الأم، وليشعر المولود بحنان أمه وليشم رائحتها.

بعد تنظيف المولود وغسله يوضع في الحضانة بعد وضع أسورة بلاستيكية مطعمة بالجلد في يده وفي إحدى قدميه وتوضع عليه بصمة الأم واسمها، والعكس صحيح بالنسبة للام، يباشر بعدها طبيب الأطفال فحص المولود ليحمل إلى غرفة الحضانة التي تشرف عليها الممرضات.

تخبرنا علياء زارع عن تجربتها بعد استيقاظها وتقول «فتحت عيني لأبحث عن طفلي أحمد، وكانت أمي بجواري، وبعد دقائق حملته الممرضة، وكان صغيرا جدا وجميلا، حتى أنني خفت من حمله، وساعدتني أمي على ذلك، كان جائعا، لقد كانت لحظات رائعة جدا».

عادة بعد كل أربع ساعات تحمل الممرضة المولود إلى أمه، لتقوم بإرضاعه ومداعبته، ووفقا لحالة الأم والطفل تحدد ساعات وليالي إقامتها في المستشفى. تقول في هذا زارع «لم أحبذ اخذ صغيري إلى غرفة الحضانة، وودت أن اخرج اليوم قبل الغد، إلا أن الرياح تأتي بما لا تشتهيه السفن، فقد أصيب بمرض الصفار، فخرجت أنا وظل هو في المستشفى، مما استوجب وضعه في الجهاز الخاص بذلك».

وتبقى ساعة تسلم الطفل من الحضانة وحمله مع أمتعته إلى البيت، لحظة لا تنسى للوالدين، فحمله بين أحضان أمه لتذهب به إلى سريره في البيت الذي تم اعداده مسبقا، لحظة تستحق التقاط صورة تذكارية تذكر بلحظات غير عادية.