ارتفاع ضحايا حادث «ضلع» لـ 26.. وحقوق الإنسان تطالب بحل «جذري» للعقبة

وزير النقل: سيتم معالجة الأسباب مهما كانت لعدم تكرار هذا الحادث

TT

طالبت الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان السعودية، وزارة النقل، بإيجاد «حل جذري» لمشكلة عقبة ضلع (جنوب السعودية) بعد أن ارتفع عدد ضحايا حادث السير الذي وقع في العقبة أول من أمس إلى 26، بعد أن لقي أحد الجرحى الـ8 الذين خلفهم الحادث، حتفه أمس متأثرا بجراحه.

وشدد الدكتور مفلح القحطاني نائب رئيس الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان، والمتحدث باسمها، في تصريحات لـ «الشرق الأوسط»، على ضرورة أن تعمل وزارة النقل في بلاده، على متابعة طرقها على نحو «يحفظ حق الإنسان في الحياة».

يأتي ذلك، فيما أكتفى الدكتور جبارة الصريصري وزير النقل السعودي، أمس، بقوله في اتصال هاتفي مع «الشرق الأوسط»، «أنا في موقع الحادث، ولدي اجتماعات عدة، وتحدثت بما فيه الكفاية، ولننتظر جميعا نتائج التحقيق التي سنعلنها متى ما انتهينا منها».

إلى ذلك استقبل الأمير فيصل بن خالد أمير منطقة عسير في مكتبه بالأمارة أمس وزير النقل الدكتور جبارة بن عيد الصريصري. وتم خلال اللقاء بحث موضوع حادث انقلاب حافلة وقع بعقبة ضلع بأبها يوم الجمعة.

وعقب اللقاء أكد وزير النقل في تصريح صحافي ان أمير منطقة عسير وجه بتشكيل لجنة بمشاركة الجهات المختصة لمعرفة الأسباب التي أدت الى وقوع الحادث وعندما تنتهي اللجنة من التحقيق سيتم معالجة الاسباب مهما كانت بهدف عدم تكرار هذا الحادث. وقال «نحن نتقدم لأهالي المتوفين بأحر التعازي ونسأل الله تعالى المغفرة والرحمة للمتوفين وأيضا ندعو بالصحة والسلامة للذين يرقدون في المستشفى».

واوضح أن المنطقة التي وقع فيها الحادث هو طريق مصمم وفقاً للمعايير الدولية في مثل هذه المناطق الجبلية الصعبة، مشددا على عدم استباق الاحداث والانتظار حتى تنتهي اللجنة من مداولاتها.

وفارق الحياة أمس، أحد المُصابين الـ8، الذين أصيبوا في حادث ضلع، متأثرا بجراحه، جراء سقوط الحافلة التي كانت تقله وعشرات آخرين، من ارتفاع 40 متراً إلى الأسفل في الوادي الذي يُعتبر مثاراً للذعر لمستخدميه ومرتاديه من أبناء المنطقة وزائريها.

وبحسب معلومات أولية، فإن ضحايا هذه الحادثة والمصابين؛ هم من جنسيات: سعودية، ومصرية، ويمنية، وكينية، وصومالية، وبنغالية، وفلبينية، وسري لانكية، وباكستانية.

وتوفي في هذه الحادثة، سائق الحافلة (كيني)، و8 سعوديين، و7 مصريين، ويمنيين اثنين، و4 بنغاليين، وفلبينيين اثنين، وسري لانكيين فيما جرح 3 سعوديين، و2 من الجنسية البنغالية، وباكستاني، وكيني، ويمني.

وينتظر أن تكشف الإدارة العامة لمرور منطقة عسير عن تفاصيل وأسباب حادث حافلة النقل الجماعي، التي استفاقت عليها المنطقة الجنوبية يوم أمس الأول الجمعة، والتي أشارت تقارير أولية الى أن السبب كان عدم قدرة السائق على التحكم بالمركبة، التي انحرفت بسبب دخول الحافلة منطقة عقبة ضلع بسرعة متهورة أفقدته القدرة على السيطرة على حافلته.

تجدر الإشارة إلى أن مطالب أبناء منطقة عسير، قد بلغت الأمير فيصل بن خالد، والذي بدوره بلغته توجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، القاضية بسرعة تنفيذ أعمال الصيانة التي تشهدها عقبة ضلع منذُ سنوات، التي تقضي بإصلاحها وترميمها، والتي يذهب ضحيتها العشرات من مُرتادي الطريق، الذي يشهد حركةً خلال العطل الأسبوعية، والإجازات الرسمية، جراء استخدام بعض أبناء المنطقة له في حال مغادرتهم لذويهم في المناطق القريبة من عقبة «الموت»، كما يحلو لأبناء منطقة عسير تسميتها.

وكانت منطقة عسير قد عاشت استنفاراً أمنياً وصحياً، عقب تعرض إحدى حافلات الشركة السعودية للنقل الجماعي للسقوط من أعلى عقبة ضلع، وخلف السقوط في حينه 25 قتيلاً، و8 جرحى، قبل أن يرتفع عدد قتلى الحادثة لـ26، بعد أن لقي أحد الجرحى حتفه بأحد مستشفيات منطقة عسير مُتأثراً بجراحه، فيما كان بعض رُكاب الحافلة القادمة من العاصمة الرياض في رحلة برية سعوديين، والبعض الآخر من جنسيات عربية مختلفة.