مهرجان الفرص الوظيفية بسايتك: حضرت «الفتيات» وغابت «الجهات»

الزائرات رأين أن برامج «المشاريع الصغيرة» هي طوق النجاة الوحيد من البطالة

الوظيفة.. حلم تبحث الفتيات عن تحقيقه في المهرجانات والمعارض الوظيفية
TT

تفاجأت مجموعة كبيرة من الفتيات اللاتي احتشدن صباح أمس الاثنين في مركز الأمير سلطان بن عبد العزيز في الخبر «سايتك»، بغياب شركات ومؤسسات القطاع الخاص عن المشاركة في مهرجان الفرص الوظيفية للفتيات، رغم الإعلانات المبكرة عن المهرجان الذي افتتح أبوابه أمس للزائرات ويستمر لغاية يوم الجمعة المقبل، على فترتين نهارية ومسائية.

ووصفت ولاء أبو السعود، وهي خريجة محاسبة من جامعة الملك فيصل بالدمام، المعرض بأنه جاء «مخيباً للآمال»، مضيفة بأنها أحضرت نحو 10 نسخ من سيرتها الذاتية استعداداً لتقديمها للجهات المشاركة بالمعرض إلا أنها عادت بجميع النسخ لغياب مجموعة كبيرة من الشركات والمؤسسات واقتصار الجهات المشاركة على الجانب التسويقي للدورات والمراكز التعليمية.

وتتفق معها، رنا المحيش، خريجة لغة عربية من كلية الآداب بالدمام، التي ترى أن عدم جدية القطاع الخاص واهتمامه بالمشاركة في مثل هذه الفعاليات يعكس عدم الاهتمام بتوظيف المرأة السعودية والبحث عن الكفاءات النسائية المناسبة لشغل الوظائف المطروحة، وهي ما تراه المحيش التي تخرجت منذ سنتين وما زالت تبحث عن وظيفة مناسبة أمراً «محبطاً» لها ولزميلاتها. وكانت ندى الحمود، المشرفة على مهرجان الفرص الوظيفية، قد أوضحت في وقت سابق أن غالبية الشركات والمؤسسات التي تمت دعوتها للمشاركة في المهرجان لم تستجب للدعوة، مما جعل العديد من الأركان المجهزة داخل صالة المعرض الصغيرة خالية من ممثلي القطاع الخاص، حيث لم ترد على دعوة المشاركة في المهرجان سوى 15 شركة فقط.

يأتي ذلك في الوقت الذي تفصح فيه أحدث احصاءات وزارة العمل السعودية عن ارتفاع نسبة العاطلات عن العمل إلى 26 في المائة، منهن 29 في المائة جامعيات، مقارنة بـ 6.6 في المائة من الجامعيين السعوديين العاطلين عن العمل، الأمر الذي يجعل زيادة البطالة في الأوساط النسائية السعودية خلال السنوات الأربع الأخيرة ترتفع إلى نسبة 5 في المائة. من جانب آخر، سيطرت برامج دعم المشروعات الصغيرة على اهتمام بقية زائرات المهرجان اللاتي تجمعن حول أركان كل من مركز السيدات في الغرفة التجارية بالمنطقة الشرقية وصندوق الأمير سلطان بن عبد العزيز لدعم المشاريع الصغيرة للسيدات وبرنامج عبد اللطيف جميل. وهو ما دفع مجموعة من الزائرات للتساؤل حول طبيعة البرامج المقدمة ونوعية المشاريع المطلوبة والخطة التي ينبغي السير عليها ليصبحن رائدات أعمال ناجحات. وضاعف من هذا الاهتمام مشاركة شما الدوسري، مصممة أزياء وسيدة أعمال، التي أفصحت عن أن انطلاقتها التجارية جاءت من إحدى دورات برنامج «ابدئي مشروعك من المنزل»، وهي تشارك اليوم في المهرجان الوظيفي بحثاً عن فتيات يدعمن مشروعها الأول، قائلة لـ«الشرق الأوسط» إن الانخراط في عالم التجارة والأعمال وعدم انتظار الوظيفة كانا دافعين لها للبدء في تحقيق ذاتها، ولتكون منبعاً لخلق الوظائف بدلاً من البحث عنها. جدير بالذكر أن مهرجان الفرص الوظيفية للفتيات الأول يأتي بهدف تأهيل النساء السعوديات اللاتي لم يسبق لهن العمل للانخراط الوظيفي من خلال تدريبهن على كتابة السيرة الذاتية واجتياز المقابلة الوظيفية واكتساب مهارات التواصل. إلى جانب تعريف المرأة بمتطلبات سوق العمل وتوفير الفرص التدريبية للتقدم إلى الوظيفة وتوعيتها بالجهات الممولة للمشاريع الصغيرة وخدمة الشركات والمؤسسات للتعريف بأنشطتها وخدماتها المناسبة للمرأة، إضافة الى تزويد المؤسسات التربوية باحتياجات سوق العمل ليمكن تطبيقها دراسياً.