معرض الرياض الدولي للكتاب.. إقبال كبير على الكتب الدينية والشعر وتراجع للرواية

الياباني رائد الخط العربي يتحدث لـ«الشرق الأوسط» بعربية فصحى

الياباني، رائد الخط العربي، خلال وجوده في المعرض
TT

عكس الحضور الكبير للمعرض الدولي للكتاب الذي بدأ أمس في استقبال زواره، حجم الاهتمام الذي يوليه السعوديون بالكتاب، وكشف اليوم الأول عن تنوع الطلب على كتب بعينها وجدت طلباً من الزوار.

وسجل الطلب على الكتب الدينية الرقم الأكبر تليه كتب الموسوعات ثم دواوين الشعر وكتب الرحلات وتراجع الطلب على كتب الرواية التي جد الطلب عليها في المعارض السابقة، كما استجد الإقبال على الكتب السياسية وذات الطابع الفكري.

وأكد حفل الافتتاح على الأهمية التي يمثلها المعرض الدولي للكتاب الذي يصادف الرابع من شهر مارس (آذار) من كل عام، وحملت كلمة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز أملاً في أن يكون المعرض نموذجاً فاعلاً لحوار الحضارات والثقافات، كما حملت الكلمة تأكيداً على أن الكتاب والثقافة هما الطريق الأمثل لتحقيق المحبة والتسامح في العالم أجمع.

وجاء حضور اليابان للمعرض كضيف شرف ليعطي المعرض بعداً دولياً آخر من خلال مشاركة دولة التقنية بجناح خاص وغير ربحي يضم معروضات لمختارات متميزة من كتب الثقافة والأدب والفن الياباني باللغتين العربية والإنجليزية.

وقدم المعرض لمسة وفاء لرموز الصحافة إبان عهد الأفراد، كما قدم المعرض رسالة مؤداها أن الثقافة وليست السياسة وحدها هي جسر التواصل بين السعودية ودول العالم وهو ما يعطي المعرض الدولي للكتاب تلك الأهمية في أن يكون علامة متميزة في عالم الثقافة والنشر.

وبدأت مساء أمس فعاليات النشاط الثقافي للمعرض بمشاركة يابانية عن تجربة رائد الخط الياباني هوندا كوئيتشي مع الخط العربي، ويستكملها اليوم بمحاضرة عن جماليات الخط العربي.

وبعد أن كان (العرب وجهة نظر يابانية) كما هو عنوان كتاب المستعرب الياباني نوبوأكي نوتوآهارا 2003، أضحت أرض معرض الرياض الدولي للكتاب 2008 وجهة لحضور ياباني لافت كضيف شرف لهذا العام.

ابتداء باهتمام الفن الياباني بالخط العربي، مروراً بمسيرة العلاقات التاريخية اليابانية العربية، ووجود المعهد العربي الإسلامي في طوكيو بقلب المعرض، وانتهاء بالتقنية وفن الرسوم المتحركة الياباني، سيلفت نظر الزائر تربع «تفسير الجلالين» بترجمته اليابانية لـ حبيبة كاأوري ناكاتا في واجهة القسم الثقافي في ركن سفارة اليابان.

والتقت «الشرق الأوسط» بالفنان الياباني للخط العربي هوندا كوئيتشي الأستاذ في كلية دراسات العلاقات الدولية بجامعة دايتو بونكا، ورئيس الجمعية اليابانية للخط العربي، والذي تحدث بعربية جميلة عن ذكرياته في أرض السعودية 1975 ـ 1980 وإقامته بها ما يقارب الخمس سنوات، وأشار إلى صداقاته العميقة بالكثير من السعوديين الذين احتضنوه وشهد معهم جمالية التقاليد السعودية العريقة واختبر الفروقات ما بين الثقافتين، كما أبدى هوندا دهشته للتغيرات الكبيرة التي حدثت في البلد فقد أضحت الرياض ـ حسب قوله ـ مدينة عملاقة توسعت بلا حدود وأصبحت في مصاف العواصم الكبرى في العالم.

ومن الأجواء اليابانية إلى قلب إيران، حيث ذكر أحمد درويش من دار الثقافة والفن الإيراني أن ملامح المعرض لهذا العام واضحة من عدة أوجه أبرزها السماح للدار بعرض كتبها، وجودة التنظيم، ومنح وقت عادل للعائلات للحضور الا أنه أشار إلى أن المساحة ضيقة لا تليق بمستوى المعرض، ورداً على سؤال ما اذا كان تعرض لإزعاجات عنصرية كما الأعوام السابقة من مرتادي المعرض فذكر أن التسامح والتقارب الفكري لم يدعا مجالاً للتصنيف في أرض المعرض، وأن الأوضاع هادئة ومنفتحة حتى الآن.

وكان لافتا الحضور النسائي في مركز مصادر المعلومات الأميركي مقابل مرتاديه من الرجال، كما شهد المركز تنوعاً في عرض الكتب ما بين كتب تعريفية بالبلاد تمتد ما بين نظام الحكم الأميركي، والدراسة في الولايات المتحدة الأميركية إلى عدة مؤلفات في الأدب الأميركي. وبرغم التنظيم الواضح في اليوم الأول للمعرض وفتح الأبواب للجميع بسلاسة وترتيب، إلا أن بعض السيدات اعترضن على احتكار الرجال طاولات الطعام الجانبية والتي يرتاح فيها مرتادو المعرض، وقد ذكرت دلال السكر، إحدى زائرات المعرض، أن عدم تنظيم طاولات مخصصة للسيدات سبب احراجاً شديداً فمعظم السيدات يجلسن في أركان دور النشر الفارغة.

كما ذكرت هتون العبد الكريم، إحدى زائرات المعرض، ضرورة تسعير الكتب ليتسنى للزائر تقدير خصم الـ 20 في المائة الذي سبق وذكر أنه مصاحب لمعرض هذا العام، لذا فهي ترى الأسعار مبالغا فيها ومختلفة تماماً مع مقارنتها لأسعارها الموثقة في الانترنت. يشار إلى أن ممرات المعرض حفلت بصور رواد الثقافة السعودية أمثال حمد الجاسر، أحمد عبد الغفور العطار، عبد الله عريف، عبد القدوس الأنصاري، محمد سعيد باعشن، مصطفى أندرقيري، أمين مدني، عبد العزيز العيسى، زيد بن فياض، عزيز ضياء، عبد الله العلي الصانع، أحمد عبيد، محمد أحمد فقي، فؤاد شاكر، صالح محمد جمال، أحمد السباعي، عبد الوهاب آشي، صالح العمري، عثمان وعلي حافظ. وعرض ركن نادي الرياض الأدبي بالمعرض إصدارات متنوعة لـ ثلاثة عشر ناديا أدبيا سعوديا من ضمنها ثلاثة نواد جديدة هي النادي الأدبي (لتبوك والجوف والاحساء)، كما شمل كلا من الرياض، الباحة، جدة، المدينة، الشرقية، القصيم، جازان، حائل، الطائف ومكة.