سلطان بن سلمان: السياحة لا تعني زيارة أي دولة بل الدخول في ثقافات الشعوب الأخرى

أبرم اتفاقية تعاون مع تركيا للاستفادة من تجربتها السياحية

الأمير سلطان بن سلمان لدى توقيعه اتفاقية التعاون مع تركيا («الشرق الأوسط»)
TT

ذكر الأمير سلطان بن سلمان الأمين العام للهيئة العليا للسياحة، ان السياحة من أهم المجالات التي تُُشارك في النمو الإنساني، وهو ما حرصت الهيئة، فيما يتعلق بتنمية العلاقات الثنائية بين السعودية، وتركيا، لما يُحقق تعزيز العلاقات المشتركة بين البلدين.

وأكد الأمير سلطان في رد على سؤال لـ«الشرق الأوسط»، عقب توقيع اتفاقية أُبرمت أمس ما بين الهيئة العليا للسياحة السعودية، ووزارة الثقافة والسياحة التركية بالعاصمة الرياض، أن التعاون السياحي بين السعودية والجمهورية التركية سيسير وفق مرحلتين، الأولى تتضمن برامج محددة تتعلق بتبادل الخبرات في المجال السياحي في تركيا، لتأتي المرحلة الثانية حسب اتفاق سيتم في وقت قريب ما بين الدولتين في مجالات سياحية عدة، وهو ما يأتي في إطار ما يجمع بين البلدين الشقيقين من تعاون، وتنسيق في القضايا الاقتصادية، الثقافية، وما يربطهما من علاقات مشتركة في كافة الجوانب. وأشار في الحين ذاته إلى أن التعاون السعودي التركي أمر غير مُستغرب، متطلعاً أن يكون قريباً ولادة للتعاون السعودي التركي المشترك في مجال الآثار، لما يحقق إضافةً في تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين.

وأوضح أن السعودية استفادت كثيراً من التجربة التركية في مجال السياحة، وبالأخص فيما يتعلق بالحرف اليدوية وصناعاتها، والمحافظة عليها، والتي تُعتبر من أهم ما توليه الهيئة العليا للسياحة، وتضعها ضمن استراتيجيتها السياحية التي تعمل بها.

وأضاف الأمير سلطان: السياحة لا تعني بالدرجة، زيارة الدولة بما تحويه من مناطق سياحية، إنما تعني بمفهومها الحقيقي دخول الشعوب مع بعضها بعضا، والاستفادة من موروثها الخاص، وثقافاتها. وبين الأمير سلطان أن لدى جهازه دراسة لتحويل بعض المباني الأثرية الحكومية لأماكن سياحية تراثية، لتصبح مزاراً يُمكن أن يستفيد منه أبناء البلد، والزائرون للاطلاع على الموروث السعودي الخاص.

وكشف الأمير سلطان بن سلمان الأمين العام للهيئة العليا للسياحة، عن تبني جهازه استراتيجية للمحافظة على الصناعات اليدوية والحرفية التقليدية، تم رفعها لمقام خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، تهدف لتحقيق الحفاظ على الموروث السعودي. إلى ذلك، قال ارتوغرول جوناي وزير الثقافة والسياحة التركي، ان بلاده تستقبل في العام الواحد ما يربو على 12 مليون سائح، وذلك لاحتلال تركيا مكاناً ما بين العشر دول الأولى من الناحية السياحية على مستوى العالم.

وأشار إلى أن السعودية تُعتبر من أهم دول العالم من الناحية السياحية، لما تتمتع به من موروث شعبي خاص، وبعض المناطق الأثرية التاريخية في عدد من مدن ومحافظات السعودية، مؤكداً حرص تركيا على خلق جسر تعاون سياحي ما بين بلاده والسعودية. وبموجب مذكرة التفاهم المبرمة أمس، سيتسنى للسعودية وتركيا تبادل المعلومات والخبرات، لما يُحقق تطوير المنتجات السياحية وتسويقها، ويدعم الطرفين لتبادل الخبرات من خلال الزيارات المتبادلة للمختصين، وتنظيم جلسات عمل ومحاضرات وندوات بين ممثلي قطاع السياحة في البلدين. وتشجع المذكرة الطرفين على التخطيط والاستثمار السياحي، وتطوير المواقع السياحية، والترخيص للمنشآت، وتطوير المشاريع السياحية وإدارتها وتشغيلها، إضافة إلى التعاون في تدريب الموارد البشرية العاملة في القطاع السياحي، والمناهج الدراسية والبحوث والدراسات ذات العلاقة بالسياحة.