«سادن المروءة» و«المتأبد حضورا» ألقاب كرم بها مفكرون عرب الراحل التويجري

ندوة تكريمية كشفت عن سر وصوله إلى قلوب الناس بسهولة

TT

خالف مهرجان الجنادرية توجهه السنوي في افتتاح أنشطته الثقافية، التي دأب على حضورها في يوم واحد، بسبب فقد المهرجان لأحد رموز الحركة الثقافية والإدارية والاجتماعية في السعودية، وهو الشيخ عبد العزيز بن عبد المحسن التويجري، الذي غاب عن مهرجان هذا العام.

وأوضح الأمير متعب بن عبد الله بن عبد العزيز، نائب رئيس الحرس الوطني المساعد للشؤون العسكرية، نائب رئيس اللجنة العليا للمهرجان، أن الراحل كان يمثل ثقلا واضحا من خلال عمله في قطاعات الدولة المختلفة، وعلى الأخص في الحرس الوطني بمعية خادم الحرمين الشريفين، حيث أعطى بدون حدود، وعمل بدون كلل، وكذلك ما قام به من جهود متواصلة في المهرجان الوطني للتراث والثقافة، وهو الشخصية القيادية والكاتب المفكر الذي أثرى المكتبة العربية بالمعرفة والفكر المستنير.

وخلال ندوة التكريم الخاصة بالراحل التويجري، التي تحدث فيها كل من عبد الله التركي، ومحمد الرشيد، وحسن العلوي، وعرفان نظام الدين، والشاعر يحيى السماوي، كشفت جوانب من شخصيات الراحل، حيث أوضح عبد الله بن عبد المحسن التركي الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي، أن الشيخ التويجري، لم يكن من الذين يقتنصون المعرفة للهواية، أو يكتنزونها للترف الفكري، بل لتوظيفها في الميدان العملي، وتحويلها إلى مساعد وموجه للارتقاء بالأداء الإداري، والإبداع في العمل الرسمي، وإخراجه من ضيق القوالب الروتينية إلى رحب المرونة المنضبطة في المقاصد والأهداف.

وأضاف التركي: وكما كانت هذه المرونة في أعماله الرسمية تتغذى من سعة الأفق المعرفي والثقافي لديه، فقد كان له مغذ آخر، يتمثل بالجوانب الإنسانية التي كانت واضحة في شخصيته، فقد حباه الله بشعور مرهف نحو آلام الناس، وما يعانون من مشكلات. وكانت هذه الشيمة السنية تبعث بنفسه حرصا شديدا على الإسهام في حل مشكلاتهم الأسرية والاجتماعية، والسعي في قضاء حوائجهم، مستعينا بما لديه من مكانة واحترام وعلاقات طيبة مع مختلف شرائح المجتمع وفئاته.

من جانبه، تناول الدكتور محمد بن أحمد الرشيد وزير التربية والتعليم السابق في السعودية، الجانب الاجتماعي من حياة الراحل التويجري، إذ لمح إلى أنه كان مع أبنائه الأب الحاني، والمربي الموجه، بود كامل، وتعاطف شامل، وإفساح للحديث والخواطر دائم، كما أن علاقاته الاجتماعية لم تكن قاصرة ـ مع سعتها ـ على أهل السعودية، بل تعدتها إلى شخصيات بارزة: سياسيا وثقافيا وعسكريا، من البلدان العربية والأجنبية، ملوكا وشيوخا وأمراء ورؤساء دول ووزراء وعلماء ورؤساء جامعات وأساتذة فيها.

وأضاف الرشيد، أن الراحل كان بارعا في التعامل مع الناس، كما كان له حضور بين المثقفين منذ أن كان صغيرا، مع أنه لم يتلق أي تعليم نظامي، وفاق من كانوا متعلمين في ذلك الوقت.

وأشار وزير التربية والتعليم السابق في تناوله لنمط حياة الراحل، إلى أنه كان نمطا غاية في البساطة والتنظيم والدقة، كما كان مضيافا للجميع، فلم تخل مواعيده المستمرة من مختلف الناس، مشددا على أن الراحل كان ذا ولاء للكيان السعودي، وإعجاب شديد بالملك المؤسس، ويظهر هذا واضحا جليا في كل صفحة كتبها عنه في كتابيه المتفردين، الأول بعنوان «لسراة الليل هتف الصباح»، والثاني «عند الصباح حمد القوم السرى».

ورأى الرشيد أن الراحل لم يصل لقلوب الناس وحياتهم بسهولة ويسر، بل ثمرة تعب وصبر وكد وجهد، وقدرات خارقة في الاحتواء والعطاء، وحكمة قادرة على رأب كل صدع، وجمع كل شمل.

وقدم الشاعر العراقي يحيى السماوي، 3 قصائد، عن سادن المروءة أهداها إلى روح الأديب العربي الكبير، الغائب الحاضر، الشيخ التويجري، واصفا الراحل بـ«المتأبد حضورا».