هواجس الشيخ التويجري تُعرض في الرياض ليلة تكريمه

400 صورة تكشف جوانب في حياته من شابٍ قلق إلى مفكرٍ كبير

سعودي يتأمل صورا عرضت ضمن 400 صورة عن حياة الشيخ الراحل التويجري
TT

خرج زوار المعرض المقام بمناسبة تكريم الشيخ الراحل عبد العزيز بن عبد المحسن التويجري الذي افتتح في قاعة الملك فيصل للمؤتمرات، مساء أمس الخميس، بمناسبة انطلاق فعاليات النشاط الثقافي للمهرجان الوطني للتراث والثقافة بالجنادرية دورته الـ23، بانطباع أن الشيخ الراحل، يُمثل بالفعل إحدى النخب الثقافية والإدارية والسياسية في بلاده، خلال رحلة عمل متواصلة لخدمة دينه وقيادته ووطنه طيلة سبعة عقود.

وكشفت صور المعرض التي بلغ عددها 400 صورة اختيرت من 10 آلاف صورة للراحل عن جوانب إنسانية ومواقف أبويه لافته في حياته، كما كشفت الصور على أن الشيخ الراحل كان محل ثقة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، عندما عهد إليه مهمات داخل الوطن وخارجة في سبيل بث الخير والوفاق والائتلاف ونبذ الفرقة والخلاف، كما رافق الملك في رحلاته بين دول العالم، وكان خلالها عند حسن ظن مليكه فيه لجميع هذه المهمات، وتمكن الراحل من أن يقيم علاقات طيبة مع عدد كبير من القيادات ومراكز الحكم في البلاد العربية لما فيه جمع الكلم وائتلاف القلوب.

وأكدت صور المعرض على أن الشيخ التويجري رسخ قواعد ومعاني الثقافة والتعليم بين منسوبي الحرس الوطني، انطلاقاً من شعار هذه المؤسسة: «البندقية في يد.. والكتاب بيد أخرى».

واستنطق الزوار الصور التي خلت من الشروح، ولكنها كانت واضحةً وحملت رسائل مؤداها بأن حياة الراحل لم تكن حياة تقليدية، بل كانت حياة شاب طموح قلق متوثب، عانى خلالها قلقاً فكرياً وصراعاً نفسياً، لكنه انتصر في النهاية بقوة إرادته، وصدق عقيدته، وتأمله في ملكوت الله وآياته في هذا الكون.

ولم يكن تعليق صحيفة القصيم على خبر تعيين الراحل قبل نصف قرن وكيلاً للحرس الوطني بالمرتبة الأولى، سوى شهادة حضور الرجل وحكمته وحنكته بعد أن عمل حوالي ربع قرن قبل هذا التعيين في إدارة بيت المال في المجمعة والزلفي، وذلك في عهد الملك سعود، حيث جاء تعليق الصحيفة بقولها: هذا وقد عُرف عن الشيخ عبد العزيز التويجري أنه الرجل الحكيم والبصير في مثل هذه الأعمال لخبراته الطويلة وخدماته الكثيرة في الدولة، مما جعل أفراد تلك الرئاسة يستبشرون خيراً ويأملون في شخصه تحقيق الأهداف بفضل توجيهات رئيس الحرس الوطني في ذلك الوقت.

وبعد عام من تعيينه وكيلاً للحرس الوطني عاش الشيخ الراحل الحدث الأهم، وهو تعيين الأمير عبد الله بن عبد العزيز ـ خادم الحرمين الشريفين حالياً ـ رئيساً للحرس الوطني، حيث بداء فصل ملحمة البناء والتطوير والأعمار تمتد إلى كافة مرافق الحياة العسكرية والحضارية في بناء الحرس الوطني بتوجيه ومتابعه مباشرة من الأمير عبد الله آنذاك.. وفي الحرس الوطني عمل الشيخ التويجري بكل جد وإخلاص في إدارة وتطوير هذه المؤسسة العسكرية الحضارية، فكان أحد بُناتها الأساسيين الذين أرسوا دعائمها.

وأكدت صور المعرض أن المسؤوليات والمهمات الكبيرة التي كان يضطلع بها الراحل، لم تمنعه من مواصلة القراءة والكتابة والتأليف، كما أن عشقه للصحراء وفروسيتها وتاريخ العرب والمسلمين وسيرة الملك المؤسس كانت هواجسه التي تسير معه في حياته، ولذا أسعف المكتبة العربية بعصارات أفكاره وتجاربه الإدارية، وآفاق رحلاته المتنوعة من خلال 14 مؤلفاً في الفلسفة، والتاريخ، والأدب، وقاد المعجبين به إلى التأليف عنه، وزين المعرض بالعديد من هذه المؤلفات. وامتلاء سجل الزيارات بكلمات الإعجاب بالشيخ الراحل، وجهوده، في مختلف الأصعدة، كرمزٍ ثقافي وإداري في هذا الوطن.