محمد جميل.. صديق «المهمات الصعبة»

استطاع قيادة «عربة» التنمية الاجتماعية ببراعة

وزير العمل ومحمد جميل يتوسطان عددا من الطهاة السعوديين خلال حفل تخرجهم («الشرق الأوسط»)
TT

لا يكاد ينافس اسم «تويوتا» في السعودية، إلا اسم وكيلها «عبد اللطيف جميل»، وكأن القدر يسوقهما للصدارة، في طريق المجتمع السعودي المليء بمئات الالاف من لوحات «النيون» وأسماء «الوكالات التجارية».

يربط الكثير من الاعلاميين، حزام الأمان، عندما يتحدثون عن اسم تجاري في السعودية، نتيجة حساسية قديمة بين الطرفين، غير أن باب المسؤولية الاجتماعية، الذي بدأت جهات سعودية في فك شفرته، جعل اسم محمد عبد اللطيف جميل، يميز واجهة المشهد الجديد في قطاع المال والأعمال، وهو الحارس على تبني مجموعته التي ورثها عن والده الراحل، لتكون رائدة في العمل التجاري والاجتماعي ممهورا بتوقيع التنمية المستدامة، والمشاركة في صناعة المجتمع.

ويرأس المهندس محمد جميل، الذي كرمه خادم الحرمين الشريفين الأربعاء الماضي، شركة عبد اللطيف جميل المحدودة، ومقرها في السعودية ولها عدة فروع أخرى في تركيا ومصر والمغرب والجزائر والسودان والمانيا وفرنسا والمملكة المتحدة واليابان والصين، وهي أكبر موزع مستقل لتويوتا ولكزس في العالم، فيما يباشر نحو 10 الاف موظف يوميا أعمالهم فيها.

وفي منتدى جدة الاقتصادي، الذي اختتم أعماله الشهر الفائت، بينما كان غازي القصيبي، وزير العمل السعودي، يتمنى لو يملك مصباحا سحريا ليطلب عشرات الرجال مثل محمد عبداللطيف جميل، كانت وجوه محلية كثيرة، من أصحاب الاعمال، تتمنى لو أن القصيبي ضمهم لأمنياته الأسطورية.

وقبل قرابة أربعة أعوام، كانت السعودية، تطوي صفحة من ضعف التقدير لقيمة العمل الفني، عندما خرّج المعهد السعودي الياباني للسيارات، أول دفعة من طلابه، وهو المشروع الذي شارك برنامج عبداللطيف جميل للتأهيل المهني والحرفي، في ظهوره للنور بعقد تحالف يضم موزعي السيارات اليابانية في السعودية، وليصبح التسجيل في المعهد في دفعاته اللاحقة وفق شروط عالية نتيجة الاقبال عليه من الشباب السعودي، لتنطلق بعدها مشاريع مماثلة في قطاعات صحية وتدريبية.

ويرى المتابعون للشأن المحلي، أن المهندس محمد جميل، يحسب له، مساهمته في إعادة لبنة الثقافة الاجتماعية نحو مفهوم العمل، والذي ولّد ارقاما بالالاف في أعداد العاطلين عن العمل من الجنسين، إذ تبنى بناء قاعدة للعمل المهني والحرفي، ودعم المشاريع الصغيرة لاكثر من 2000 مشروع، وكذلك المشاريع المتناهية الصغر، بدون رسوم فوائد على تلك المشاريع، وقاد وفريقه العامل معه العاملين في برامج عبداللطيف جميل لخدمة المجتمع والمكون أكثر من 300 موظف وموظفة في تقديم الخدمات الاجتماعية لأفراد المجتمع.

وإن كانت المركبات اليابانية التي يتولى المهندس جميل، تمثيل احدى أكبر علاماتها التجارية، تحظى بثقة الناس البسطاء، ويرون فيها وسيلة تنقل، واستثمارا لا يبخس سعره مع الايام، ويتداولون تلك القناعة تحت مكبرات الصوت في معارض السيارات كـ«شيك مصدق» يستخدمونه عند الحاجة، فإن المهندس الأنيق محمد جميل، يحظى بذات الثقة، أو كما قال عنه أحد الشبان الذين استفادوا من برنامج عبداللطيف جميل «هذا الرجل أشبه بسنبلة قمح.. إنه يعطي بلا حدود».

وكما تظهر اعلانات السيارات عضلاتها الرباعية والامامية على الطرق السريعة والوعرة، فإن برامج عبداللطيف جميل، عبر صناديقها المختلفة، تظهر هي الأخرى، عضلاتها أمام الآخرين، بقدرتها على تجاوز الصعوبات «البيرقراطية»، والصعود لمناطق تنموية وعرة، كان مجرد التفكير فيها ضربا من العبث، كما هو الحال في اجتذاب شبان سعوديين لدراسة «الطبخ» و«الحلاقة» و«السمكرة» في اكاديميات، وافتتاح منشآت رابحة يعملون فيها، وأعينهم على صورة المهندس جميل، معلقة في جدارية أعمالهم، يأخذهم الحلم والحماس معا ليكونوا يوما ما قادة مثله في مجتمعهم.