«ابن بطوطة» يبعث برسائل ساخنة في معرض الرياض للكتاب.. و«فاكهة المرأة وخبز الرجل» يثيران شهية الزوار

فارس الحلم العربي يتغنى بالقصيم.. والحضور يردد معه «يا عمي النجار»

سيدة تتأمل كتباً اجنبية عرضت في معرض الرياض الدولي للكتاب («الشرق الأوسط»)
TT

حظي كتابان لاعلاميين سعوديين بحضور في معرض الرياض الدولي للكتاب، حيث سجل كتاب جديد للدكتور محمد عبد الله العوين يحمل عنوان «رسائل ابن بطوطة النقدية» طلبا من زوار المعرض، خصوصا من اولئك المهتمين بالنقد الادبي السريع والساخن الذي يحرك الركود ويفتح آفاقا واسعة للاسئلة، كما لفت انظار زوار المعرض كتاب للشاعر والاعلامي السعودي محمد عابس الذي صدر أخيرا ويوزع في المعرض وعنوانه «فاكهة المرأة وخبز الرجل» وتناول فيه عددا من القضايا الثقافية والفنية وناقشها بموضوعية وشفافية عالية وقدم رصدا للواقع الثقافي والفني.

وتوجه الكاتب العوين الذي كان يتخفى تحت اسم رمزي «ابن بطوطة» برسائله الى عدد كبير من ادباء السعودية والوطن العربي بتساؤلات حادة وصريحة ومواجهة، تكشف اتجاهات الكتاب ورؤاهم وابداعهم ومواقفهم الفكرية، كما تكشف ايضا الجوانب الاخرى المختلفة التي قد تصحب نتاجاتهم، وجاءت هذه الرسائل في خمس واربعين رسالة. وقد تفاعل عدد كبير من الادباء والكتاب مع هذه الرسائل فردوا على «ابن بطوطة» باجابات حادة ايضا.

ومن هؤلاء المثقفين الذين كتب اليهم عبد الله بن ادريس، سهيل ادريس، عبد الله بن خميس، عبد الله الفيصل، زكي مبارك، عبد الكريم الجهيمان، غادة السمان، فدوى طوقان، عبد الله نور، سعد البواردي، محمد حسن فقي، نزار قباني، نجيب محفوظ، غازي القصيبي، عبد العزير الرفاعي، حمد الجاسر، محمد الماغوط، عبد الله البردوني، عبد القدوس الانصاري، حامد دمنهوري وابو عبد الرحمن بن عقيل الظاهري وغيرهم.

الدكتور العوين «ابن بطوطة» يتوجه في الكتاب بأسلوبٍ فريد وعبر فضاءات نقدية مفتوحة الى نخبة من المبدعين والمفكرين لاستكشاف غاياتهم وكشف رؤاهم وملامسة وجودة التفرد والقوة او الضعف والتردي في نتاجاتهم الابداعية ومواقفهم الفكرية.

يحوي الكتاب جملة من الرسائل الساخنة البعيدة عن التدجين او المجاملة الكاذبة كتبها «ابن بطوطة» كلون من النقد الادبي السريع والساخن الذي يحرك الركود ويفتح آفاقا واسعة للاسئلة.

وقد سبق ان اصدر الدكتور العوين جملة من الكتب من ابرزها المقالة في الادب السعودي الحديث، صورة المرأة في القصة، عفو الخاطر، تداعيات العبث، كلمات ومواجهات.

الجدير بالذكر ان هذا الكتاب «رسائل ابن بطوطة النقدية» سيكون من ضمن معروضات دار الصميعي للنشر بمعرض الرياض الدولي للكتاب ويقع في 240 صفحة.

وتناول محمد عابس في كتابه الذي صدر مؤخراً ووزع في المعرض بعد ديوانه «الجمر ومفارش الروح» عدداً من القضايا الثقافية والفنية وناقشها بموضوعية وشفافية عالية وقدم رصداً للواقع الثقافي والفني والعديد من المشاهدات والملاحظات والآراء حول الواقع الثقافي والفني وما يعتريه من أخطاء وملاحظات، كما نثر آراءه حوله وآليات التغيير ومعالجة السلبيات التي أشار إليها دون مواربة وذلك من خلال أربعة فصول.

ونظراً لأهمية اللغة فقد أفرد لها المؤلف فصلاً في المرافعات وآخر في الأدوار أورد فيهما جماليات اللغة واشتقاقاتها ومعانيها وتقاطعها من خلال الاشتقاق والعودة لجذور العديد من المفردات وتحليلها بأسلوب سهل ممتنع.

ولأهمية العشق والعشاق فقد أفرد لذلك فصلاً بعنوان «مرافعات عاشقة» استخدم فيه أسلوبه المشوق ولغته الراقية في الحديث عن عدد من الموضوعات ذات الصلة بالعشق وعالم العشاق والمرأة وعالمها وأسرارها.

ولأهمية الإبداع الكتابي فقد خصص فصلاً تحت عنوان «أدوار إبداعية» أورد فيه عدداً من الكتابات الإبداعية ضمن إطار النثر الفني، بخصوصيته اللغوية المعروفة التي تميز بها كأحد الشعراء البارزين في الساحة.

وضمن فلسفته في الجزء الأول استخدم عنوان «المرافعات» من خلال حوارات مفترضة يتم من خلالها سرد المشكلة وملامسة الأخطاء وكشف المستور في القضايا المطروحة ثقافياً وفنيا ولغوياً ليمنحها المرونة والتشويق، فكأنه محام متمكن لغوياً يقدم مرافعته للقارئ وليس للمحكمة.

أما في الجزء الثاني الذي عنونه بـ «أدوار» فقد ركز على أن لكل شيء دورا أو أدوارا يقوم بها أو يعيشها أو يتعايش معها أو يجب أن يتصدى لها ويحياها ويدافع عنها، وتختلف هذه الأدوار باختلاف الموضوع المطروح في الواقع أو الخيال.

يقع الكتاب في 396 صفحة من الحجم المتوسط.

وعلى صعيد فعاليات الأنشطة الثقافية المصاحبة للمعرض فقد حظيت الفعاليات بحضور قامة شعرية قدمت من قلب سورية لتحيي أنفاس الشعر في أمسية اصطف فيها الطفل بجانب الكبير متناسين حاجز الزمن، ومنصتين لفارس الحلم العربي وشاعر الخلاص القومي، بل وأمير شعراء الطفولة تماماً كما عددها الدكتور ابراهيم التركي في تقديمه المميز للشاعر سليمان العيسى، الذي أدار الأمسية بحميمية جمعت بين المقدم والشاعر ووصلت لقلوب الحضور كما أضفت ألقاً وإجلالاً لأرض المعرض في حضرة الشعر متجسداً بالتاريخ الذي استمع لقصائده مرتادو المعرض، وتأملوا في ملامح الشاعر الثمانيني ابن العاشرة الذي كتب الشعر صغيراً، وسافر لبقاع الدنيا متأملاً باحثاً ومبدعاً.

«أنا وجزيرتنا العربية» ديوان العيسى الذي صدر عن النادي الأدبي في الرياض والمركز الثقافي العربي، ليكونا الناشر والمحتفي بإبداعات ارتبطت بالأرض، بالميلاد النبوي، بصباحات العيد، بهيبة التراث العربي، بنبض اللغة وبالأناشيد التي رددها الأطفال لشاعر ملك قلوبهم.

استمتع مرتادو معرض الكتاب بأمسية صاحبت صدور الديوان، ابتدأها بالحديث عن طفولته ومراحل حياته، كما تحدث عن تقديم الدكتورة ملكة أبيض، زوجة الشاعر ورفيقة دربه التي قدمت للديوان، وسعد بلقائها الحضور النسائي في قاعة الفعاليات الثقافية متابعين قصة جمعت قلبين وأنفاسا شعرية تحف المكان ابتدأها بقصيدة «أي فجر من الجزيرة» وختمها بقصيدة «قل للجزيرة»، التي مطلعها أنا في عنيزة والقصيم ـ أنا في خيام بني تميم، وردد بعدها الحضور بيتاً بيتاً خلف العيسى إحدى قصائد الطفولة «عمي النجار» مستحضرين جمالية وجودهم في حضرة الشعر الأصيل وابتسامات طفولة تلبستهم لدقائق لا تنسى.

وفي فعاليتين متتاليتين تقامان مساء اليوم الثلاثاء يطرح ناشرون ومؤلفون عرب كيفية صناعة القارئ، كما يحدد رجال أعمال ومال العلاقة بين الثقافة والمال.