بعد وجبة «الطفل».. مطعم سعودي يبتكر وجبة «السائق» و«الخادمة»

مطاعم تجذب زبائنها بـ«الأسماء التلفزيونية» وتستقبلهم بالورد.. وتودعهم بـ«الملبس»

وجبات مخصوصة تقدمها المطاعم السعودية لجذب الزبائن («الشرق الأوسط»)
TT

جرت العادة أن يذهب الزبون إلى إحدى المطاعم ويقرأ في قائمة الأكلات وجود خانة لوجبات الطفل، لكن الطريف أن يعرف بوجود «وجبة للسائق» وأخرى تسمى «وجبة الخادمة»، وهي طريقة طريفة لجأ إليها مؤخراً أحد المطاعم في شرق السعودية للفت اهتمام الزبائن وإثارة فضولهم.

ويوضح يامن حمادي، مدير مطعم جاوان في مدينة الدمام، أن المنافسة الشديدة بين مطاعم المنطقة دفعت أصحابها إلى البحث عن أي فكرة ترويجية غريبة تسعى لشد الناس، موضحاً أن كلا من وجبة السائق والخادمة التي ابتكرها مطعمه تأتي بصورة وجبات بسيطة، مكونة من ساندويتش خفيف وطبق من البطاطس المقلية مع المشروبات الباردة، فيما تبلغ قيمة الوجبة الواحدة 15 ريالا.

وأضاف حمادي بأن الزبون الذي يدفع مبلغاً يتراوح ما بين 300 إلى 500 ريال في وجبة غداء أو عشاء لن تهمه إضافة 15 ريالاً إلى فاتورته، خصوصاً حين يتعجب من حداثة الوجبات المقدمة، مشيراً إلى أن حوالي 99 في المائة من زبائن المطعم استظرفوا الفكرة وانجذبوا لها أو أفصحوا عنها لأصحابهم، مرجعاً ذلك لما تمتاز به السعودية من ضخامة في عدد السائقين وعاملات المنزل، وهو ما يرى أنه يأتي كمبرر لتحقق الهدف الذي وُجدت الفكرة من أجــله.

وكمحاولــة لاقتنــاص حصة جيدة من المنافسة السوقية، عمدت مجموعة من المطاعم إلى استقبال زبائنها بالورود الحمراء أو البيضاء المغلفة بورق السولفان المزين، وتوديعهم بحلاوة الملبس الفاخر، لترك ذكرى جيدة لدى الزبون تغريه على العودة مجدداً إلى المطعم، كما يوضح جيمي، مدير مطعم جندولا في مدينة الخبر، الذي يقول إن الحلاوة الملبس التي يتم تقديمها لزوار المطعم حال خروجهم رغم كونها فكرة تقليدية إلا أنها بروتوكول هام لا يمكن الاستغناء عنه أبداً، مضيفاً بأنهم يحضرون طلبيــة خاصة من هــذا الملبس من جدة، لضمان عدم وجوده في أي مطعم منــافس آخر.

من جهة ثانية، تأتي أسماء المطاعم في السعودية كوسيلة جديدة للفت انتباه الزوار عبر اختيار الاسم الذي يلقى جماهيرية وانتشاراً كبيراً، سواء كان على اسم مسلسل تلفزيوني شهير أو إحدى القنوات الفضائية أو اسماً لشخصية فكاهية، أو ربط اسم المطعم بموقع عالمي يشتهر بجماله وترفه لإحساس الزبائن أنهم يعيشــون جزءً من جمال الموقــع، وهو ما تراه منال محمد، طالبة جامعية، ذو أثر على تقييمــها الأولي لمستوى المطعم من خلال جودة وقوة اسمه، مضيفة بأن الأسماء الغريبة أو اللافتــة تدفع داخلها حب الإســتطلاع لمعرفة الرابط بين الاسم والمطعم.

ولا يغيب الأطفــال عن حلبة المنافســة بيـن المطاعم ومحاولة تــرك بصمة خاصة في ذاكرة الزبــائن، ففـي الوقت الذي التــزمت غالبيــة مطاعم الوجبات الســريعة بنهج إعداد مكان مخصص للعب الأطفــال وترفيههــم وتقديم الكراسات والألــوان لهم، غارت المطــاعم الكلاســيكية من تعلـق الأطفــال بمطاعم الوجبات الســريعة وعمدت لتقــديم بعض الهدايــا التذكارية الطريفة لزبائنهــا الصغــار إلى جانب دفاتر التلوين وشــاشــات العرض التلفزيونيــة التي تقدم أفلام الكارتــون القصيــرة طيلة ســاعات الــدوام الرســمي.

يجدر الذكر أن قطاع المطاعم في السعودية يشهد نمواً متزايـداً في السنوات الأخيرة، حيث تجاوز عدد المطاعم في جدة وحدها نحو 664 مطعماً، بحسب ما تشير الإحصائيات الحديثة، علماً بأن المدن الســياحة والمكتظــة بالسكان تعتبر من أكثر المواقع الســعودية التي تتمركز المطاعم وتكثر فيها، كالرياض وجدة ومكــة والخبــر.