السعودية: بداية الحرب على «الزهايمر» ومساعدة المصابين وأسرهم

بتأسيس جمعية خيرية على يد ناشطين مدنيين

TT

في الوقت الذي تفتقر فيه الإحصاءات السعودية عن نسبة المصابين بمرض الزهايمر في البلاد، يرتب ناشطون سعوديون أوراقهم، لجعل هذا المرض محط الاهتمام، بعد نجاحهم في الحصول على موافقة حكومية بإنشاء أول جمعية سعودية متخصصة بالمرض تحت مسمى «جمعية أصدقاء مرضى الزهايمر الخيرية».

وبتصويت الأعضاء المؤسسين للجمعية الوليدة، الشهر الماضي، تكون الجمعية دخلت مرحلة الظهور للعلن لتبدأ خدماتها في منطقة مكة المكرمة، على أن تكون جدة مركزها الرئيسي، لتشمل خدماتها رعاية مرضى الزهايمر وأسرهم بتدريب عائلات المصابين وتقديم المشورة اللازمة والتوعية بحقوق المصابين، وسبل حمايتهم، بالإضافة إلى الزيارات الميدانية وعمل الدراسات والإحصاءات.

وأبان الدكتور صفوت السقا، عضو مجلس إدارة جمعية الزهايمر الخيرية، عن بدايات الفكرة في قيام الجمعية، وكيف أن الحاجة هي أم الاختراع، قائلا «تجربة شخصية عايشتها مع زوجتي رحمها الله، التي أصيبت بداء الزهايمر، والمعاناة وعدم المعرفة بالتعامل مع المريض في المراحل الأولى والمتأخرة، وعدم وجود المراجع، وجدت لزاماً عليّ أن أجنب غيري ما عانته وعشناه معها، فيبدأ المصاب بنسيان الأحداث ويتلعثم بالكلمات وتركيب الجمل ولا يعود يميز الزمان والمكان والأشخاص».

ويضيف وهو يمضغ تلك التجربة بمرارة واضحة في صوته «أبسط تعريف لمرض الزهايمر، هو أن يعود المصاب إلى مرحلة الطفولة، وبعدهها إلى مرحلة فشل الوظائف اللاإرادية، الأمر الذي يدفع البعض من الأسر إلى التخلي عن مريضهم، وذلك يرجع لسببين أساسيين، الأول عدم معرفتهم بكيفية التعامل معه، والثاني لعدم توفر الإمكانات المادية، وهنا يأتي دور جمعيتنا».

وقال السقا إن الجمعية «تهدف إلى العناية بمرضى الزهايمر وأسرهم وتوعية المجتمع، وذلك بتدريب عائلات المصابين وتقديم المشورة اللازمة والتوعية بحقوق المصابين بالزهايمر وسبل حمايتهم، بالإضافة إلى الزيارات الميدانية وعمل الدراسات والإحصاءات، وتأسيس مقر وناد ومركز صحي لمرضى الزهايمر، بالإضافة إلى المحاضرات والندوات وتعزيز قدرات المصابين في المرحلة الأولى، بالإضافة إلى تقديم الدواء الذي يعتبر مكلفا لكثير من الأسر بسبب ارتفاع سعره، وتقديم الأجهزة المساعدة، بالإضافة إلى الرعاية المقدمة من قِبل المتطوعين من خلال ساعات العمل التطوعي لخدمة المجتمع الذي تشرف عليه لجنة متخصصة».

من جانبه، أوضح الدكتور محمد عرفان، استشاري الطب النفسي في مستشفى باقدو وعرفان ورئيس اللجنة التوعوية بالجمعية، أنه «لا توجد هناك إحصاءات رسمية عن عدد المصابين، لكن المرضى في تزايد، وأن نسبة إصابة الذكور بالمرضى أعلى من الإناث»، مشيرا إلى أن مريض الزهايمر يبدأ بنسيان الأحداث القريبة، ويتذكر البعيدة منها فقط، ويصر على رأيه، ومع تدهور حالته ينسى كل ما حوله، ويتحول إلى طفل صغير يحتاج لمن يرعاه، وغالبا ما تتصور أسرته أنه يعاني من أمراض الشيخوخة، فتتركه هائما في دنياه الغامضة، متابعا بالقول «حتى الآن لا يوجد دواء يقضي على المرض، لكن هناك بعض الأدوية التي تساعد على إبطاء المرض واستقراره».

وتشير الإحصاءات العالمية إلى أن عدد مرضى الزهايمر حول العالم بلغ أكثر من 24 مليوناً، ويتوقع أن يزيد العدد إلى 81 مليون مريض بحلول عام 2040، فيما كان المرض ارتبط في ذاكرة كثير من الناس بشخصيات عالمية مشهورة ظلت تحت الأضواء، وسلطت عليها فلاشات وسائل الإعلام حتى في مراحل إصابتها بالمرض، وبينهم سياسيون وشخصيات بارزة في مجالات الفن والعلوم.