21 أكاديميا سعوديا يعيدون قراءة واقع الأحساء «السياحي»

عبر ملتقى علمي يقف على «بيئة» المحافظة.. ويبحث واقع الزراعة وقضايا المياه

الصحارى (العروق الرملية) تمثل 40 في المائة من إجمالي مساحة الأحساء
TT

تحتضن محافظة الأحساء، نحو 21 أكاديميا سعوديا، للتعرف عن قرب على عيونها الحارة ومواقعها التاريخية من ساحل العقير وجبل القارة ومسجد جواثا، كمحاولة لإعادة قراءة واقع الأحساء «السياحي» وإمكانات تنمية واستثمار ثروات هذه المحافظة، وذلك عبر ملتقى علمي تنظمه الجمعية الجغرافية السعودية في 18 من شهر مارس (آذار) الجاري.

وأوضح الدكتور محمد شوقي مكي، رئيس مجلس إدارة الجمعية الجغرافية السعودية، في اتصال هاتفي لـ «الشرق الأوسط» أن الجمعية أقامت العديد من اللقاءات العلمية في مختلف المناطق والمحافظات السعودية، مضيفاً بأن اختيار الأحساء لاحتضان هذا الملتقى العلمي جاء لما تمتاز به من ثراء سياحي وجغرافي وتاريخي مهم، وهو الأمر الذي يراه محفزاً لتوجيه الجهود العلمية نحو مواقعها المختلفة.

وذكر الدكتور مكي إن الملتقى الذي سيحمل عنوان «التنمية البيئية في محافظة الأحساء» سيسعى للخروج بنتائج وتوصيات جديدة تحفز من استثمار خيرات وثروات الأحساء، فيما أفاد بأن المشاركين هم أكاديميون من الجامعات السعودية وممثلون عن الهيئة العليا للسياحة إلى جانب المهتمين، متابعاً بأن هناك 3 محاور سيتم تناولها وتشمل «التنمية الزراعية، قضايا المياه والتنمية السياحية». وأضاف بأن اختلاف مواضيع الجلسات والنقاشات سيساهم في استيعاب كافة الجوانب «البيئية» التي تختص بها الأحساء.

وتنطلق جلسات الملتقى العلمي صباح الثلاثاء المقبل بحلقة نقاش عن مستقبل السياحة في منطقة العقير التي تمثل إحدى أهم الوجهات السياحية والتاريخية في الأحساء، ومن ثم عرض ورقة عمل عن «الاستثمار السياحي وأثره في تنمية العقير»، وأخرى عن «استراتيجية تنمية العقير وأهدافها»، تليها ورقة عمل عن «معوقات الاستثمار في قطاع السياحة».

أما اليوم الثاني، فيتضمن اجتماع الجمعية العمومية الرابعة والعشرين للجمعية الجغرافية السعودية، ثم افتتاح الجلسات العلمية، التي تحمل جلستها الأولى عنوان «مقومات السياحة في محافظة الأحساء»، وتتضمن عرض ورقة عمل بعنوان «محافظة الأحساء بين مقومات التنمية السياحية والحفاظ على البيئة»، وورقة أخرى بعنوان «التنمية السياحية في محافظة الأحساء وفق المقومات والإمكانات الموجودة في المحافظة»، ومن بعدها «التوزيع المكاني للمساجد في مدينة الهفوف»، ومن ثم ورقة عمل عن «مسجد جواثا».

فيما تأتي الجلسة العلمية الثانية تحت عنوان «مظاهر عملية للتنمية السياحية في محافظة الأحساء»، والتي ستتضمن عرض ورقة عمل بعنوان «دور العيون الحارة في تنمية السياحة العلاجية بمحافظة الأحساء»، يليها ورقة أخرى بعنوان «الكهوف والمغارات بجبل القارة في محافظة الأحساء»، وأخيراً ورقة عمل عن «دور المواقع الأثرية بمحافظة الأحساء في الجذب السياحي».

ويختتم الملتقى أعماله بحلقة نقاش تحمل عنوان «وضع استراتيجية عامة لتطوير الخطط الدراسية لتعليم الجغرافيا في المملكة العربية السعودية»، وتشمل ورقة عمل بعنوان «خطط أقسام الجغرافيا: تكامل أم تنافس» يتبعها ورقة أخرى بعنوان «نحو منهجية جغرافية في ظل التقنيات الحديثة»، ثم ورقة عن «تطور مهارات الجغرافي: تجربة جامعة الملك سعود»، وأخيراً ورقة بعنوان «استراتيجية مقترحة لتكامل خطط أقسام الجغرافيا».

تجدر الإشارة إلى أن مساحة الأحساء تمثل نحو 68 في المائة من إجمالي مساحة المنطقة الشرقية، و24 في المائة من إجمالي مساحة السعودية، إلا أن هذه المساحة تضم المنطقة غير المأهولة والمسماة بـ«الربع الخالي»، أما المساحة المأهولة بالسكان والأنشطة فتمثل 18 في المائة فقط من إجمالي مساحة الأحساء، وتتميز محافظة الأحساء بكونها أقرب نقطة لدول مجلس التعاون الخليجي، حيث تقع عليها الحدود مع كل من قطر والإمارات العربية المتحدة وعمان، إضافة إلى أهمية موقعها على الخليج العربي في أجزائها الساحلية بين العقير وسلوى، وهو ما يجعلها موقعاً مغرياً للاستثمار السياحي، حسب ما يرى المختصون.