مشروع تربوي لتحسين سلوك طالبات الصفوف الدنيا

مطالبة المعلمات بوضع الحاجات النفسية للطالبات ضمن اهتماماتهن التعليمية

TT

حذرت اختصاصية في التدريب المعلمات من خطورة تأثير الدور الذي يقمن به على شخصية الطالبات، خاصة في الصفوف الدنيا في حالة عدم التزام المعلمات بأسرار نجاح التدريس الخمسة في العملية التربوية، حيث ان التزامها بها يضمن للمعلمة تحقيق فارق كبير وناجح في سلوك وشخصية الطالبة على مدى حياتها الدراسية، مع الإسهام في إيجاد طالبات موهوبات يشعرن بالانتماء لمجتمع المدرسة ثم المجتمع الخارجي. وأوضحت حياة الدهيم، المدربة بإدارة التدريب بالإشراف التربوي أن هناك قصوراً من قبل المعلمات حول تلبية الحاجات النفسية العشر لطالبات الصفوف الثلاثة الأولى من المرحلة الابتدائية، ومنها الرفقة والمحبة والحاجة للأمن وللتقدير والانتماء وللنجاح وللعب، وأن ما هو موجود في واقع المدارس أنها غالبا ما تتجاهل هذه الحاجات الأساسية لدى الطالبة، مشيرة إلى ضرورة وضع المعلمات لهذه الحاجات ضمن اهتماماتهن في العملية التعليمية.

جاء ذلك خلال اللقاء التربوي الذي أقيم لمعلمات ومرشدات ومراقبات المرحلة الابتدائية ضمن مشروع «السلوك مخرج تربوي»، الذي حضرته مسؤولات في إدارة الإشراف التربوي، وعقد على فترتين حتى يستوعب كافة الكوادر المستهدفة في منطقة الرياض ومندوبياتها. وذكرت حياة الدهيم لـ«الشرق الأوسط» أن كل مرحلة من العمر تتميز بخصائص عقلية وجسمية وانفعالية واجتماعية، وان الخصائص الحركية للمرحلة الابتدائية تتميز الطالبة فيها بكثرة الحركة، وان واقع الحصص داخل المدارس يحرم الطالبة من ممارسة هذه الخاصية، حيث تقضي الطالبة داخل الفصل ثلاث حصص متواصلة، بواقع 45 دقيقة لكل حصة قبل الفسحة، مما لا يتناسب مع الخصائص العمرية للمرحلة، ولذلك فالبديل عن ذلك هو إيجاد أنشطة حركية هادفة ومرتبطة بالمنهج داخل الفصل وتتناسب مع الخصائص الحركية لنفس المرحلة، موضحة أنه بمعدلات ذكرتها بعض الدراسات أن الطفل إذا بلغ التاسعة من عمره يستطيع التركيز بقدر عمره بزيادة واحد، بمعنى انه يركز لمدة عشر دقائق وعليه تقاس باقي الأعمار. وأكدت الدهيم ضرورة الابتعاد عن إلقاء النصائح والتحذيرات والتهديدات واللوم واعتبرتها كالنمل الأبيض الذي يحطم ما لدى الطالبة من إبداع، لافتة إلى العوامل المؤثرة على سلوك تلميذة الصفوف الأولية، ومنها «بيئة الصف» مثل الازدحام ولون جدران الفصل واللوحات المعلقة والتهوية، حيث يجب على التربويات ضرورة الانتباه إلى هذه البيئة وتأثيرها المباشر على سلوك الطالبات. وانتقدت في معرض حديثها مع «الشرق الأوسط» علاقة المدرسة بالأمهات ووصفتها بالسلبية، حيث لا تستدعى الأم إلى المدرسة إلا في حالة المشكلة، مما يولد شعوراً غير ايجابي لدى الأم حول المدرسة، مبينة أنه يجب تحديد هدف في تفعيل هذه العلاقة بأن الأم والمعلمة هما قطبا عملية التربية للطالبة. وذكرت فوزية المنيصر، رئيسة قسم الصفوف الأولية، المدرسة بأهمية هذه المرحلة، والتي تعد القاعدة الأساسية التي ترتكز عليها عمليتا التربية والتعليم، وهي نقطة البداية التعليمية الصحيحة لتأسيس القيم الأخلاقية وتشكيل السلوكيات الإيجابية. وأبانت المنيصر أن هذا المشروع ابتدأ العمل به منذ عام 2006 وسينفذ على مراحل، حيث تُعقَد اجتماعات متعددة وتوزع استبانات لمهارات مادة السلوك ودراسة حالات ومواقف سلوكية لتلميذات الصفوف الأولية، كما سيتم أيضا عمل استمارات تقييم، وحقائب تدريبية، ودورات تدريبية، ودروس تطبيقية. وتناولت سحر عطية، من إدارة توجيه وإرشاد الطالبات في محاضرة «بقلوبنا نرشدهم» دور المرشدة الطلابية في دراسة حالات الطالبات، ودورها الفاعل في المدرسة. وذكرت أنه بدراسة مشاكل الطالبات في المجتمع المدرسي هذا العام نجدها زادت عن العام الماضي، حيث سجلت هذا العام 2127 حالة، مما يدعونا إلى الحرص على علاجها ودراستها ووضع الخطط طويلة الأمد لمتابعة حالات الطالبات، وهذا يجعل من الضروري معرفة الخصائص العمرية لكل مرحلة، والمشكلات التي تعاني منها، مشيرة إلى أن اغلب المشاكل التي تعاني منها طالبات المرحلة الابتدائية هي الكذب والعدوانية والنوم أثناء الحصص والكتابة على الجدران. من جهة أخرى أكدت هند الثميري، من إدارة توجيه وإرشاد الطالبات على ضرورة الابتعاد عن أسلوب الشدة والحزم غير المبرر مع الطالبات، والتعامل معهن بالرفق حتى نستطيع غرس القيم الحميدة وتغيير القناعات الايجابية، مؤكدة على أن أي سلوك قابل للتغيير والتعديل، وأنه لا يوجد سلوك لا يمكن تعديله أبدا ونستطيع تعديل السلوك عن طريق تحديد طبيعة المشكلة السلوكية والتعرف عليها وتصنيفها وإيجاد الحلول المناسبة لها.