دعوة إلى وضع ضوابط وعدم تركها لحسن النيات

مواطنون يرون قصص احتيالات شهدتها محافظات سعودية

TT

دعا مواطنون سعوديون الى ضرورة ضبط الاعمال الخيرية بأنواعها وعدم تركها لحسن النيات، مشيرين الى ان العمل الخيري في بلادنا تنقصه الضوابط.

ويقول الدكتور محمد الفعر أستاذ الإعلام التربوي في جامعة الطائف لـ«الشرق الأوسط»: إن العمل التطوعي من ناحية المبدأ لا تشوبه شائبة ويعتبر نقطة لا يوجد بها اختلاف، لكن تبقى المعضلة في القائمين عليه»، مستبعداً في ذات السياق أن يكون الضبط بالشكل الصحيح، واصفاً «العمل الخيري في بلادنا بأنه تنقصه الضوابط والأطر العملية الصحيحة».

واشار الدكتور الفعر الى أن جمعية تعاون خيرية بالطائف وقعت في المحظور، عندما كانت تستأثر بالتبرعات التي كانت تأتيهم في حساباتهم البنكية وتوزع لأناس من أقارب العاملين في نفس المؤسسة الخيرية وهم من الأجانب، وهو ذات الأمر الذي حدا بأحد القائمين على الجمعية بالقول ـ على حد وصف الفعر ـ إن عشرة في المائة من التبرعات تذهب إلى عائلات أجنبية، وهذا الأمر بحسب الدكتور الفعر مدعاة للتساؤل ولمشروعية أين تذهب أموال أولئك الأناس الذين استأمنوا الجمعية في تبرعاتهم. عبد الله الغامدي إمام مسجد بالطائف ذكر أنه في مرة من المرات تفاجأ أثناء أدائه لاحدى خطب الجمعة بوجود صناديق مكتوب عليها للعمل الخيري وضعت في مؤخرة المسجد لأربعة من الشباب كانوا يحثون المصلين على دفع ما تجود به أنفسهم وقد أعلن من على المنبر أنه لا يزكي تلك الصناديق ولا يعلم الجهة التي تقف خلفها، مستدركاً «تفاجأنا في نهاية الصلاة أن تلك الصناديق اختفت وأولئك الشباب ذهبوا أدراج الرياح عند الإفصاح عن جهل هويتهم».

وبالعودة إلى الدكتور محمد الفعر أوضح أن الصناديق الخيرية واللافتات التي توضع في الأراضي البيضاء هي: «ظاهره الرحمة وباطنه العذاب»، ظاهرها جمع الخير والتبرعات وإقامة المساجد ومساعدة المحتاجين والتكافل الاجتماعي، وفي ذات الوقت هي معقل عبور للإرهابيين ومحطة تزود للمخربين الذي يلعنون بلدنا في الخارج، يقتاتون بقوته ويفرغون عبثيتهم وهمجيتهم في رحاله.

وأضاف الفعر أن السؤال الكبير يبقى: من أين أتت هذه الأموال التي قصد منها صنع القنابل والمتفجرات؟ كيف جمعت هذه الملايين وضبطت بحوزة مراهقين ومنقطعين أصلاً عن الدراسة؟

وأبان كذلك الأستاذ في جامعة الطائف أن زرع اللافتات في هذه الأراضي باطل ما لم يكن بإذن الجهات الحكومية الرسمية، التي من مسؤوليتها معاينة هذه اللوحات التي عن طريقها تسخر الملايين في أيد مخربة، مشيراً إلى تصريحات وزير الداخلية السعودي التي مفادها أن المواطن هو رجل الأمن الأول والجميع مسؤولون عن الإبلاغ عن هذه الدعايات المزيفة.

ويرجع الدكتور الفعر بالقول إن ظاهرة وقوف نساء على أبواب المساجد يجب أن تدرس بعناية فائقة وأن الحل يكمن في شيئين مهمين «إذا كانت تلك المرأة سعودية، يجب الأخذ بيدها على الفور وتسليم أوراقها الثبوتية إلى الضمان الاجتماعي ليتم صرف معونة لها بشكل مستمر ومخصصاتها تعدل راتب موظف رسمي، وأما إذا كانت من دولة أجنبية، يجب ترحيلها مباشرة دونما النظر إلى العاطفة لأن تغليبها في هذه المواضيع يكلف الشيء الكثير».

ويستشهد بالحادثة الكبرى لإمام مسجد الجوهرة بالطائف أبو لبدة من إحدى الدول العربية كان يشرف شخصياً على جمع التبرعات الخيرية وهو إمام مفوه وخطيب مُلسن، حينما قام بتكسير الصناديق الخيرية وسافر إلى بلده ولا أحد يعلم مصير الآلاف المؤلفة التي رحل بها.