«التربية والتعليم» تتحرك لاكتشاف الطلاب «الخارقين» في مدارس جدة

خبراء ينتقدون وضع الموهوبين في المدارس الحكومية

متابعة دائمة لصورة «احترافية» على جدران مدارس الذكر (تصوير: عبد الله بازهير)
TT

تعتزم إدارة التربية والتعليم في جدة إطلاق أول مسابقة من نوعها في جميع المدارس الحكومية والأهلية لكشف المواهب الإبداعية من بين طلابها واختيار الفائزين الذين يملكون قدرات خارقة وفق معايير واختبارات دولية، تمهيدا للمشاركة في مونديال الإبداع العالمي الذي سيقام في البحرين هذا العام.

وتبنت وزارة التربية والتعليم المسابقة بالتنسيق مع مدارس الذكر الأهلية في جدة، حيث سبق لها تنظيم تجربة مماثلة في نطاق مدرسي في مجال اختيار المصورين البارزين والمميزين.

وقال عادل البترجي الاستشاري في مجال التربية والتعليم والمختص باكتشاف المواهب في مدارس دار الذكر في حديث لـ «الشرق الأوسط»: ان «المدرسة تقوم سنويا بإقامة مسابقات على مستوى محافظة جدة للإبداع في كافة المجالات». مشيرا الى ان المسابقة عممت لتشمل كافة محافظات ومراكز منطقة مكة المكرمة وتحت مظلة وزارة التربية، مبينا أن مجالها هذا العام هو الإبداع والقدرات العقلية حسب التصنيفات الدولية المعتمدة.

وأبان البترجي أن الهدف من هذه المسابقة هو اكتشاف المواهب وصقلها. مشيرا الى لدينا لو اكتشفنا سنويا 12 طالبا متميزين وصقلناهم لمدة سنتين سنجد أننا خلال 20 عاما 480 محترفا ينافسون على المستوى الإقليمي.

وعن الموعد الزمني لبداية المسابقة أوضح أن الوزارة هي التي ستحدد الموعد كما ستقوم بتوزيع المكاتبات للمدارس لترشيح الطلاب المشاركين.

وبين البترجي ان مسابقة العام الماضي أقيمت على مستوى محافظة جدة وكان مجالها التصوير الفوتوغرافي وتم الاستعانة بفريق محترف في لجنة التحكيم وقد أبرزت المسابقة عدداً كبيراً من النماذج النوعية المحترفة.

وانتقد الخبير في اكتشاف المواهب وضع المدارس في السعودية قائلا: «للأسف الاهتمام لدينا بهذا الجانب قليل ولا يكاد يذكر، حيث إن «لدينا مشكلة جذرية في المجتمع في قضية اكتشاف المواهب ورعايتها».

واستدرك «لقد تم النظر إلى الموضوع أخيرا من خلال تأسيس جمعية الملك عبد العزيز لرعاية الموهبة، هناك مواهب في كثير من الأجيال التي مضت لكنها تجد الفرصة».

وشدد الاستشاري في مجال التربية والتعليم على ضرورة دعم المواهب واكتشافها وتفعيل الدراسات والمبادرات المطروحة في هذا الجانب، مشيرا إلى انه لا يوجد مجتمع يتطور من دون اكتشاف المواهب، فهم المبتكرون والمخترعون والسياسيون في المجتمع، خصوصا أن الدراسات تقول إن نسبتهم لا تزيد على 1 إلى 2 في المائة في المجتمعات.

وأكد البترجي ان مدارس الذكر خطت خطوة باتجاه تطوير المواهب، اذ تقدم منحا سنوية للطلاب المتميزين والموهوبين وتمنحهم فرصة الدراسة وتهيئ لهم فرص التطور والحصول على ما يبحثون عنه.

وتابع «يجب وضع الطلاب المتميزين في أي مجال بعد اكتشافهم في مدارس خاصة وتوفير التكاليف اللازمة لمن لا يستطيع منهم من خلال منح دراسية ووضعه في بيئة خاصة ترعى موهبته وتطورها وتنميها وتحولها إلى فكر وإبداع». والجدير بالذكر فان الاستشاري في مجال المواهب عادل البترجي يعد خبيرا ومحترفا في مجال التصوير واقام اول مسابقة من نوعها للتصوير في جدة العام الماضي.

يقول عادل البترجي: «أنا من محبي التصوير وكاميرتي ترافقني أينما ارتحلت وأسعى لتطوير نفسي دائما يشاركني في الموهبة أخي الذي يتميز عني بهواية الرسم أيضا».

وحول موضوع تطوير الموهبة لديه أبان البترجي أن للممارسة دورا كبيرا كما أن للقراءة دورا مهما أيضا وهو ما عبر عنه بقوله: «في العادة إذا ركز الإنسان على موهبته وهوايته وقرأ فيها ونمّاها فمن المؤكد أنها ستتطور».