لأول مرة.. وزارة الزراعة تبتكر ألعابا «عضوية» للأطفال

زوجات المزارعين يتحولن إلى خبيرات في الغذاء العضوي في «الجنادرية»

TT

في خطوة جديدة من نوعها، ابتكرت وزارة الزراعة السعودية فكرة تقديم الألعاب «العضوية» المصورة للأطفال، كتوجه غير مسبوق عربياً، تبناه مشروع تطوير الزراعة العضوية التابع للوزارة، وذلك في موقع وزارة الزراعة المفتوح للزوار في مهرجان «الجنادرية»، والمستمر حتى مساء يوم الأربعاء المقبل.

وأفصح المهندس رياض شنيِّن، مساعد مدير مشروع تطوير الزراعة العضوية في السعودية، في اتصال هاتفي لـ «الشرق الأوسط»، أن هذه الفكرة جاءت لتنمية الإحساس لدى الطفل والشاب بقيمة الغذاء العضوي، موضحاً أن غالبية الزوار هم من الذين قدموا من دون أي خلفية عن معنى المنتجات العضوية (الخالية من الكيمياويات)، ومؤكداً أن هذه اللعبة البسيطة والمبتكرة من نوعها حفزت الأطفال وطلاب المدارس على السؤال وطلب المزيد من الإيضاحات عن واقع وخطط إنتاج الغذاء العضوي في السعودية.

ويشرح شنيِّن فكرة اللعبة بقوله إنها تعتمد على إحضار ورق مقوى بحجم A4 عليه صورة لملفوف ـ أو غيره من الفاكهة والخضراوات ـ كنبتة كاملة، ثم يقوم الطفل بقص هذه الورقة وخلط الجزء المقصوص مع بقية النباتات والأسمدة، كي يتمكن من التفريق بين شكل النبتة الطبيعي وهي كاملة وبين شكلها المختلط، وهي تجربة أكد شنيِّن أنها لاقت اهتمام الكثير من الأطفال وذويهم الذين استمروا في ممارسة عمليات القص والتركيب أكثر من مرة للخروج بصورة واضحة، مضيفاً أن الأطفال يجدون متعة في اكتشاف وتعلم الكثير ومن ثم يسألون عن معنى «الغذاء العضوي»، ليأتي هنا دور الكتيبات المقدمة التي تتضمن الكثير من المعلومات عن الزراعة العضوية، مرفقةً برابط الموقع الإلكتروني للمشروع.

من جانب آخر، ومع بدء الفعاليات النسائية لـ «الجنادرية»، التي انطلقت مساء أمس الأول، قال شنيِّن إن الفكرة الأخرى المبتكرة التي ستقدم للزائرات تتضمن مشاركة زوجات وبنات المزارعين الذين دربتهم وزارة الزراعة وحولتهم من الزراعة التقليدية إلى العضوية خلال الفترة الماضية، حيث أوضح شنيِّن بأن عوائل هؤلاء المزارعين ستقوم بدور المرشد والخبير بالنسبة للنساء وربات البيوت، وذلك في عرض جدوى وأهمية هذه المشروعات الحيوية على الصحة والبيئة.

وأفاد شنيِّن بأن مشاركة مشروع تطوير الزراعة العضوية هذا العام في مهرجان «الجنادرية»، هي المشاركة الأولى، التي أردف بأنها لاقت الكثير من الأصداء الجيدة بين الزوار والمهتمين. مشيراً إلى أن تركيزهم الحالي سيقع على جذب النساء للفعاليات النسائية، وذلك على الرغم من أن المرأة لا تمثل حضوراً جيداً في قطاع الزراعة السعودي، وهو الأمر الذي يعتقد شنيِّن أنه لن يستمر طويلاً، قائلاً إن «المتعارف عليه في أوروبا أن النساء هن مَن يدعم وينشر الزراعة العضوية، وثلث المزارع هي بيد النساء». مؤكداً أن الخيار الأمثل لدعم حضور المرأة هو استثمار خبرات ومعارف زوجات وبنات المزارعين في عرض تجاربهن والفوائد التي اكتسبنها في هذا المجال.

تجدر الإشارة إلى أن مشروع تطوير الزراعة العضوية انتهى أخيراً من تدريب كادر سعودي من المهندسين والفنيين الزراعيين في ألمانيا، إيطاليا، تونس، مصر، وفي السعودية أيضاً، وذلك لتسلم مهام العمل في «قسم الزراعة العضوية» في وزارة الزراعة، الذي من المتوقع أن يتم تدشينه خلال هذا العام، في حين تم اختيار مجموعة من المزارعين في العام الماضي لتدريبهم على مبادئ الزراعة العضوية داخل السعودية وخارجها، فيما تمت مساعدتهم للحصول على شهادة التوثيق العضوي.