خطة تستهدف تدريب 40 ألف إمام على ثقافة الحوار ونشر الوسطية والاعتدال

ينفذها مركز الحوار الوطني بالتعاون مع «الشؤون الإسلامية»

TT

أقرت السعودية خطة جديدة لتدريب 40 ألف امام مسجد في كافة المناطق على ثقافة الحوار ومهارات الاتصال، وسيقوم بهذه المهمة مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني بالتعاون مع وزارة الشؤون الإسلامية.

ويعد مشروع الحوار الوطني، الذي أطلقه خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز في 2003، أضخم مشروع للتغيير الفكري نحو الوسطية والاعتدال والابتعاد عن التطرف والغلو، إضافة إلى توسيع قاعدة الحوار بين فئات المجتمع السعودي.

ويأتي توجه نشر ثقافة الحوار والوسطية في المجتمع السعودي الذي يسعى مركز الملك عبد العزيز لتطبيقها، تأكيدا لما خرج به اللقاء الأول للحوار الوطني، الذي أكد أن الإسلام دين وسط في العقيدة والأحكام الشرعية، ولا يقبل الغلو والتشدد، كما لا يقبل التحلل من الثوابت الشرعية، ويفرق بين التشدد والغلو والتمسك بالسنة والالتزام بها، بالإضافة إلى إدراك أن الاختلاف والتنوع الفكري وتعدد المذاهب واقع مشاهد في حياتنا وطبيعة من طبائع البشر يستثمر في التأسيس نحو استراتيجية التعامل في الدعوة والنصح والحوار.

وتسعى الجهات الحكومية في السعودية بالتنسيق مع مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني إلى نشر الوعي في أهمية الوحدة الوطنية والأصول الشرعية التي تبنى عليها والدور الريادي للعلم والعلماء في السعودية لضمان الوحدة الوطنية من خلال التنوع الفكري بين شرائح المجتمع وتقبل الرأي الآخر وبيان وسطية الإسلام ومحاربة التطرف والغلو.

وكان الأمير نايف بن عبد العزيز، وزير الداخلية السعودي، قد أكد في تصريحات صحافية في ديسمبر الماضي أن منابر المساجد تتجه لأمور ثانوية أو خارجية، في الوقت الذي يعاني فيه الوطن والمواطن من أمور هامة تمس مقدرات الوطن، مشيرا إلى أن هذا التوجه هو «قصور وخطأ ويجب أن نتحول إلى الخطر الكبر وهو الخروج عن الدين وعن ولي الأمر».

وتصب خطوة تدريب أئمة المساجد على ثقافة الحوار من أجل تعزيز الأمن الفكري الذي لا يقل شأنه عن العمل الميداني الأمني، حيث قال الأمير نايف «الجهد الفكري مع الأسف لم يصل إلى الآن إلى المستوى الذي نتمناه لأن الجهد الأمني لا يكفي بمفرده، والجهد الفكري يمنع ويقي من وصول الأفكار الشاذة إلى أذهان الشباب، والشيء الثاني أن ننقي هذه الأفكار الدخيلة على الإسلام والمدعين أنها من النهج الإسلامي وهو براء منها وهي إساءة للإسلام، ولا أقول هذا وحدي، بل يقوله كل العلماء والعقلاء وكل الذين لديهم علم ولو كان محدودا في النواحي الشرعية، فهم أول من عمل ويعمل ضد الإسلام وهذا يحقق غايات جهات تكره الإسلام ، فلذلك يجب أن يكون الجهد الفكري جهداً متميزاً وبارزاً وأن نرى نتائجه على أرض الواقع».

يشار إلى أن الحوار الوطني في السعودية أنهى 6 حوارات رئيسية عالجت العديد من القضايا الحساسة والمهمة وخرج بتوصيات رفعت لمقام خادم الحرمين الشريفين، وينتظر أن يبدأ اللقاء السابع للحوار الوطني في منطقة القصيم في 21 أبريل القادم، ويناقش موضوع «مجالات العمل والتوظيف: حوار بين المجتمع ومؤسسات العمل» بمشاركة مسؤولين حكوميين من وزارة العمل والخدمة المدنية وصندوق الموارد البشرية ورجال الأعمال من الرجال والسيدات، بالإضافة إلى المثقفين والطلبة والعاطلين من الجنسين.