«التعليم العالي» تتحرك جديا للاعتراف بشهادات التعليم عن بعد

د. العنقري وقع اتفاقيات مع 8 جامعات محلية لتنفيذ مبادرة «تجسير» للتعليم الإلكتروني

الوزير العنقري يتحدث للإعلاميين بعد توقيع اتفاقيات لإدخال مبادرة التعليم الإلكتروني حيز التنفيذ (تصوير: عبد الله عتيق)
TT

تتحرك وزارة التعليم العالي في السعودية، على نحو وصفه وزيرها الدكتور خالد العنقري بـ «الجدي»، باتجاه الاعتراف بشهادات التعليم عن بعد، التي تصدر من جامعات الخارج، ومعادلتها داخليا.

وتقوم على هذا الأمر، جهة مختصة في وزارة التعليم العالي، منطلقة بذلك، كما قال الوزير العنقري، من «تجارب بعض الدول في التعامل مع هذه الشهادات، للاستفادة منها».

وأقر الدكتور العنقري، بحداثة تجربة التعليم عن بعد في بلاده. وقال: إن «كثيرا من الدول في الوقت الحاضر، تبحث موضوع معادلة شهادات التعليم عن بعد الصادرة عن جامعات خارجية».

وفتح وزير التعليم العالي السعودي، في تصريحات أطلقها في الرياض أمس، النار، على الإعلانات التي يروج لها عدد من جامعات العالم، غير المعترف فيها داخليا، متأسفا بانخداع كثير من طلاب بلاده بها، وهو الأمر الذي يكبدهم خسائر في الوقت والمال.

وطالب الدكتور العنقري، طلاب بلاده، العازمين على الدراسة خارج البلاد، باستشارة وزارة التعليم العالي، عن مستويات الجامعات العالمية، ومدى اعتماد شهاداتها، وطرق معادلتها، بعد عودتهم إلى البلاد.

وجاءت تصريحات وزير التعليم العالي في السعودية، تلك، في أعقاب إبرامه مذكرات تفاهم بين المركز الوطني للتعليم الالكتروني، و8 جامعات محلية، لتنفيذ مبادرة «تجسير» للتعليم الالكتروني أمس. وشمل توقيع الاتفاقيات جامعات؛ الباحة، طيبة، القصيم، أم القرى، حائل، الطائف، الجامعة الإسلامية، وجامعة الجوف.

وتهدف تلك الاتفاقيات الثماني التي وقعت أمس في العاصمة السعودية، لنشر التعليم الالكتروني داخل الجامعات، وبخاصة تلك التي افتتحت حديثا. وقال العنقري انه «تم تطوير بعض الآليات في الجامعات القديمة للعمل بالتعليم الالكتروني».

وتسعى وزارة التعليم العالي، من وراء اتفاقياتها المبرمة مع الجامعات السعودية، بحسب العنقري، «لتكامل الجهود بدلا من تشتيتها، نظرا لتشابه الأعمال التي تتم في مجال التعليم الالكتروني، وذلك بوجود وحدة مركزية تخدم هذه المؤسسات تؤدي إلى توفير الكثير من الجهد والمال والوقت، ويتم تركيز الخبرات في مكان واحد».

وحض وزير التعليم العالي، مديري الجامعات، على ضرورة تنفيذ جميع ما جاء في مذكرة التفاهم، سواء في تطوير التعليم الالكتروني داخل المؤسسات أو التدريب والتوعية، مبديا توقعات «أن تحقق هذه الجامعات انجازا كبيرا في مجال التعليم الالكتروني». وأضاف الوزير السعودي «إن مبادرة «تجسير» تخدم الطلاب والطالبات المنتسبين في الجامعات، خصوصا بعد إلحاق كليات البنات بالجامعات، وهناك نسبة من المواد تقدم لبعض كليات المحافظات التي تعاني من نقص في أعضاء هيئة التدريس، الأمر الذي يساعد مع تطبيق المبادرة على نقل كثير من المحاضرات من مكان لآخر عبر الوسائل الالكترونية».

وأمام ذلك، أوضح الدكتور محمد العوهلي وكيل وزارة التعليم العالي للشؤون التعليمية، أن الاتفاقيات تتمحور حول التعاون على الشراكة بين الجامعات والمركز الوطني للتعلم الإلكتروني والتعليم عن بعد، الذي يقوم بمقتضى الاتفاقية بتقديم الدعم الفني والاستشاري الذي يمكن الجامعات من استخدام نمط التعلم الإلكتروني.

وذكر العوهلي أن الاتفاقيات التي ستنفذ بالتنسيق والتعاون الوثيق بين الجامعات والمركز الوطني للتعلم الإلكتروني والتعليم عن بعد، «تضع التوجيهات السامية في المقدمة»، لافتا إلى أن هذه الاتفاقيات تجعل الجامعات تستشرف مرحلة جديدة من التفاعل الإيجابي مع منسوبيها ومع محيطها، باعتبار أن التعلم الإلكتروني «يوفر من الطاقات والموارد التي تصرف في التعليم التقليدي لتوجه نحو تنمية قدرات المؤسسات التعليمية في تقديم التعليم الجيد»، على حد قوله.