دخل القطاع الصحي في السعودية طفرة جديدة في عمليات مشاكل وعيوب النظر، من خلال جهاز جديد يستخدم تقنية ما يعرف بـ «أي ليزك» عبر جهاز هو الاحدث من نوعه ويستخدم حاليا في دول أوروبا والولايات المتحدة الاميركية، على أن يبدأ العمل بالجهاز الجديد في مدينة الرياض خلال شهر.
وقال الدكتور وليد الطويرقي، استشاري أول طب وجراحة العيون بمركز النخبة الطبي الجراحي، بأن الجهاز مرخص من قبل هيئة الدواء والغذاء الأميركية، ويتمتع بدرجة سلامة عالية جداً، وهذه التقنية مستخدمة حالياً في نحو 800 مركز طبي للعيون، أغلبها في أوروبا والولايات المتحدة.
وأضاف الدكتور الطويرقي أن عملية الليزك تتم من ثلاث خطوات رئيسية، الأولى إجراء قطع في سطح القرنية على شكل ثنية ورفعها، والثانية إطلاق أشعة الأكزيمر ليزر داخل أنسجة القرنية لتصحيح المقاس الذي يعاني منه المريض، والثالثة إعادة القطع أو الثنية إلى وضعها السابق قبل القطع. وأوضح أن فكرة القطع بالضوء تتلخص حول حقيقة علمية وهي أنه إذا تم تسليط أشعة الليزر لمدة قصيرة جداً فإن الأشعة لا تقوم بحرق الأنسجة (Photocoagulation) وإنما تقوم بقطعها أو بعبارة أدق فصلها عن بعضها البعض ومن هنا جاءت فكرة استخدام أشعة الليزر داخل أنسجة القرنية وذلك لمدة قصيرة جداً جداً هذه المدة مقدارها فيمتو سكند (Femtosecond) أي واحد من مليون مليار جزء من الثانية.
ووجد أن نبضة الليزر رغم قوة الطاقة الموجودة بها إلا أن تسليطها داخل القرنية لهذه المدة القصيرة يجعلها تتحول إلى فقاعة صغيرة جداً تقوم بفصل الأنسجة عن بعضها البعض من دون أن تحدث أي أضرار بالأنسجة المجاورة عندما نقوم بتكرار هذه النبضات، فإننا نظرياً نستطيع أن نجري أي نوع من القطع وبالشكل الذي يحتاجه الجراح. وأفاد الطويرقي أن القطع بالمشرط الآلي يفترض أن يتم بنفس السماكة طوال منطقة القطع ولكن الذي يحدث خلاف ذلك فنظراً لأن القرنية مقوسة الشكل فإن القطع يكون عادة رقيقاً في الوسط وسميكاً من الأطراف وأحيانا يكون ذات سماكات متعددة بعكس القطع بالمشرط الضوئي والذي يفترض أن يعطينا سماكة واحدة طوال منطقة القطع. يشار الى أن عدة شركات تصنع أجهزة المشرط الضوئي والتي تعرف بمسمى أجهزة ليزر الفيمتوثانية (Femtosecond Laser) أشهرها وأكثرها معرفة لدى المختصين هو جهاز إنتراليز (Intralaser) الذي تصنعه (AMO) الأميركية المتخصصة في صناعة العيون والبصريات والتي تمتلك جهاز فيزكس (Visx) وهو جهاز الاكزيمرليزر المستخدم في تصحيح عيوب الإبصار.
جدير بالذكر أن تقنية الليزك كانت اكتشفت في أوائل الستينات الميلادية، ومرت بمراحل تطور مهمة كان أبرزها أن قام العالمان الاميركيان Stephen Brint و Stephen Slade في مطلع التسعينات الميلادية، بإجراء اول عملية ليزك باستخدام الاكسيمر ليزر، ولتتسارع خطى التقنية في تطوير هذه التقنية التي ساعدت ملايين البشر على الاستغناء عن النظارة الطبية والعدسات اللاصقة للابد.