مشروع لرفع مستوى جودة منشآت الطائف السياحية وزيادة عددها وإعادة تصنيفها

فيما حددتها الهيئة العليا كأفضل وجهة سياحية في السعودية

منتجعات الطائف السياحية تتنافس على إيجاد أجواء سياحية داخل إطارها
TT

أكدت مصادر في الهيئة العليا للسياحة لـ«الشرق الأوسط» أنها تطبق مشروعا لرفع مستوى الجودة في منشآت الإيواء والفندقة في مدينة الطائف، مشيرة إلى انه تم تحديد محافظة الطائف كأفضل الوجهات السياحية الفاعلة في المملكة، مؤكداً أن الهيئة تنظر حالياً للطائف على أنها وجهة مهيأة لاستقطاب استثمارات سياحية كبيرة لتنفيذ مشاريع سياحية طموحة.

وأوضح أحمد العيسى، مدير عام التراخيص والجودة بالهيئة العليا للسياحة، في حديث لـ«الشرق الأوسط»، أن الهيئة تنظر حالياً للطائف على أنها وجهة مهيأة لاستقطاب استثمارات سياحية كبيرة لتنفيذ مشاريع سياحية، مشيرا إلى أن هناك عددا من المشاريع التي تعمل بها الهيئة حالياً مع الجهات المعنية في محافظة الطائف بدعم الأمير خالد الفيصل، أمير منطقة مكة المكرمة، وبتوجيه مباشر من الأمير سلطان بن سلمان الأمين العام للهيئة.

ويعد مصيف الطائف مقصدا سياحيا مهما لاعتدال أجوائه الصيفية وقربه من مكة المكرمة، حيث إن هناك توجها ملحا لدى رجال الأعمال والمستثمرين في المحافظة لبناء شاليهات على أحدث المستويات تحوي مسابح وحدائق مستقلة، وهو الشيء الذي علق عليه العيسى بالقول «نسعى لرفع مستوى الجودة في منشآت الإيواء، والهيئة العليا للسياحة تعمل بالاشتراك مع وزارة التجارة والصناعة ومنذ بداية العام الماضي، في الرقابة على المنشآت العاملة حالياً من خلال برنامج مشترك للرقابة تطبق فيه معايير تضمن تقييم أداء تلك المنشآت بشكل احترافي وتساعد المستثمرين على التعرف على مواطن القصور التي يجب معالجتها»، مبيناً «قد أسفر هذا البرنامج ولله الحمد عن تحسن ملحوظ في الخدمات المقدمة، كما تعمل الجهتان حالياً على تطوير لائحة محدثة لنظام الفنادق تتضمن رفع لمعايير وضوابط الترخيص والتصنيف لمنشآت الإيواء بشكل عام». وحول إن كانت الطائف جاهزةً لقطاع الإيواء والمساكن لاستقبال عشر سنواتٍ مقبلة يكون فيها فصل الصيف في شهر رمضان المبارك، أوضح العيسى «يقدر عدد منشآت الإيواء السياحي من فنادق وشقق سكنية مفروشة في محافظة الطائف بـ350 منشأة تقريباً، مع العلم أنه توجد وحدات سكنية تقع ضمن مشاريع خاصة كالشاليهات والاستراحات أي أن العدد قد يزيد، ولا شك أن الطفرة السياحية التي تشهدها المملكة حالياً تتطلب جهودا مضاعفة من الجهات الحكومية المعنية ومن القطاع السياحي لمقابلة الطلب المتزايد نتيجة هذه الطفرة، وهذا يشمل تحسين وتطوير البنية التحتية، وتأهيل المناطق والمواقع السياحية وتحفيز الاستثمار في المجالات السياحية المختلفة، والعمل على توفير الكوادر البشرية المؤهلة لتغطية احتياجات المنشآت السياحية المنتظر قيامها.

وحول إن كان هناك توجه نحو اعتماد الاستراحات وإدراجها في مشاريع الإيواء، أكد أن كلمة الاستراحات غير محددة المعالم وتختلف من منطقة إلى أخرى، لكن إذا كان المقصود بها المباني الخاصة التي يستخدمها ملاكها أو يتم تأجيرها على الغير، فإن هذه الاستراحات لا تندرج تحت نظام الفنادق الحالي، على الرغم من اتفاقنا لحاجة تلك الاستراحات إلى وضع ضوابط فنية وأمنية لتشغيلها وإداراتها.

الطائف تحولت إلى حلبة تنافس بين المنتجعات والشاليهات وآخر فنون العمارة فيها، ويقول الشريف عهد آل غالب، صاحب منتجعات الكافورة بالمثناة في الطائف، في حديث لـ«الشرق الأوسط»، ان المنتجعات السياحية والراقية التي تحمل الملامح الشرقية والشرق الأوسطية هي النموذج القادم في صناعة السياحة مبيناً «هناك دول عديدة في شرق آسيا ترود السياحة منذ عقود ولا بد من نقل التجربة وتعميمها على المناطق الجبلية المرتفعة والباردة».

وأشار إلى «أن هناك عدة دراسات ميدانية أفضت أن السائح القادم يحبذ الأماكن والمنتجعات المنفتحة التي تستطيع العائلات الخليجية أن تشعر فيها بالاستجمام والأريحية في ظل الحفاظ على الخصوصية الخليجية»، معقباً «السائح لا يريد أن يقطع أكثر من 1000 كلم ليغلق الباب على نفسه وأسرته».

وأبان آل غالب أن «تصميم المنتجعات يدخل في قالبٍ هندسي محض ولا بد من توفر عناصر مهمة وأساسية لأي منتجع، خصوصاً في الطائف لضمان الجودة والنجاح، أهمها وجود حديقة خضراء ونوافير مياه معلقة، بالإضافة إلى حديقة للطيور ومسابح مياه وجلسات عائلية ومقهى على مدار الساعة»، معللاً السبب في ذلك بالقول «السياحة صناعة ولا بد أن تقنع السائح بجدوى المقام داخلياً، فالشقق البالية والرثة ولى زمنها ولم يعد السائح مجبراً على السكنى بأماكن كهذه».