30 مسناً مكياً أثبتوا شرعاً صحة مسار المسعى الجديد

الشيخ المطلق يشبه نشر الشائعات بين الأمة ببيع السلاح

TT

كشف الشيخ عبد الله المطلق، عضو هيئة كبار العلماء، عن الإثبات الشرعي لشهادة ثلاثين مسناً من أهل مكة المكرمة أقروا فيه أن المسار الجديد للمسعى لا يخرج عن حيز المسعى في صورته القديمة.

وقال الشيخ المطلق في محاضرة ألقاها في الجامعة الإسلامية بعنوان «موقف المسلم من الفتن»، إن دخول شهر ذي الحجة والوقوف بعرفة يكتفي بشاهدين، وهنا ثلاثون شاهدا، وتلا نص صك شرعي يوثق شهادتهم. متسائلا: أيهما أهم، السعي أم الوقوف بعرفة؟ وأشار الشيخ المطلق مما يؤكد ذلك إلى أنه لا بد من قاعدة كبيرة لجبلي الصفا والمروة، فلا يعقل أن تكون عشرين متراً؟ وهذا دليل آخر على عرض المسعى في أصله.

ويأتي ذلك في وقت تداولت فيه مواقع إنترنت فتاوى غير رسمية بأن السعي في المسعى الجديد غيرُ صحيح لأسباب ربطها كتّابها باشتراطات معينة بأن العرض الموجود للمسعى 20 متراً، وهو شيء متعارف عليه من عهد البناء الجديد، وسيصبح بعد التوسعة بعرض 40 متراً.

وشن الشيخ المطلق هجوماً على بعض القنوات التي تنشر الفساد، وعدَّها أدواتٍ لهدم الإسلام وتطبيق برتوكولات صهيون بحسب قوله، مضيفاً أن ما يحصل في بعض البرامج لا يمكن أن يرضاه أصحاب القناة لمحارمهم، إلا أنه في ذات الوقت أكد أهمية دور الإعلام في العصر الحاضر.

ونبه الشيخ المطلق إلى الفتنة التي قسمها إلى نوعين من حيث العموم؛ أي عامة للجميع، وخاصة بمكان أو شخص، وأوضح أن هناك فتنة تستباح فيها الدماءُ وتسلب فيها الأموالُ، وهناك فتن فكرية، وهي تنتشر بالشائعات وتدليس الحقائق، وفتنة الخوارج من هذا النوع، وأنه لا يجوز في هذا العصر الاجتهاد الإفرادي في المسائل العامة لوجود مؤسسات الاجتهاد الجماعي، ولأنه لا بد في الفتوى من رأيِ الخبراءِ والمتخصصين.

وعدد المطلق وسائل السلامة من الفتن بـ«اللجوء إلى الله بالدعاء، والاعتصام بالكتاب والسنة، ولزوم جماعة المسلمين وإمامهم لأنه رمز عز هذه الأمة ودليل قوتها، والبعد عن أسباب الفتنة والفرقة والتثبّت من الأمور، وعدم التسرع في الحكم على الشيء قبل التأكد، وأن يتحلى بالتعقل والتحلم، وأن يراعي العدل ويلتزم الإنصاف مع الصديق والعدو، وألا يحمله الهوى على التجهل ومناصرة فرقة دون أخرى، وأن يبتعد عن أهل الفتن والأهواء، فالفتن ميدان الإشاعات».

واستطرد «كذلك الحذر من اتهام العلماء الربانيين، حَمَلَةِ النورِ والهدى. كما أنه يجب على المسلم حفظ لسانه ويده وقلمه، لأن وقع اللسان وقت الفتن أشدُّ من وقع السنان، وألا يكون الإنسان موقدَ حربٍ وبائع سلاح وناشر معضلة، وأن من بيع السلاح في زماننا نشر الإشاعات التي تفرق بين الأمة، فإنه في أمور الفكر كبيع السلع في أمور الحرب، وأن يكون الصبر سلاحه والحلم أداته، وأن يقوم بدور المهدئ الناصح الذي يجمع الكلمة ويدل إلى الخير وأن يبتعد عن السعي للفتنة ونشرها، فكلما قلت حركة الإنسان في الفتن كان أسلمَ له».