«التربية والتعليم» تحارب الدروس الخصوصية بزيادة أعداد المراكز التربوية

مصادر لـ «الشرق الأوسط»: أكثر المدرسين الخصوصيين «غير مؤهلين»

الدروس الخصوصية في السعودية لم تعد للمقصرين فقط.. بل أصبح المميزون يلتحقون فيها («الشرق الأوسط»)
TT

حذرت مصادر في وزارة التربية والتعليم في حديث لـ «الشرق الأوسط»، أولياء الأمور والطلاب والطالبات من نتائج اللجوء إلى مدرسين خصوصيين غير مؤهلين ولا يفقه بعضهم شيئا في مجال التعليم، مشيرة إلى أنها افتتحت عددا كبيرا من مراكز الخدمات التربوية لهذا الغرض ولزيادة تحصيل الطلاب الذين يرغبون في ذلك.

يأتي ذلك في وقت شنت فيه الوزارة حربا على الدروس الخاصة، حيث أصدر وزير التربية والتعليم الدكتور عبد الله بن صالح العبيد، تعميما لجميع إدارات التربية والتعليم، بنين وبنات، بكافة المناطق والمحافظات، لمتابعة تفعيل منع الدروس الخصوصية والتوعية بسلبياتها، حيث لوحظ وجود بعض الممارسات غير النظامية التي تتمثل في تقديم دروس خصوصية للطلاب والطالبات من قِبل بعض المعلمين والمعلمات والعاملين في المدارس أو من غيرهم ممن لا يعملون في مهنة التعليم، وما ينتج عن ذلك من سلبيات تربوية علمية وتعليمية.

وبين وزير التربية أنه انطلاقاً من القيم الخلُقية النبيلة التي تقوم عليها رسالة مهنة التربية والتعليم ومَن ينتم إلى مؤسساتها التربوية، وحرصاً على جودة ما يقدم للطلاب والطالبات من عمل تعليمي وتربوي، فعلى الجميع أهمية متابعة تفعيل ما صدر من تنظيم وتعليمات في هذا الشأن وفقاً للتعاميم التي تدعو للحد من هذه الظاهرة وتحث على إيجاد مراكز الخدمات التربوية والتعليمية المنظمة لدروس التقوية بمختلف أساليبها، والتعاميم الصادرة من وزارة الداخلية التي تؤكد على جميع فروع وزارة التجارة بمراقبة المخالفات التي تتم بشأن الدروس الخصوصية واتخاذ اللازم حيال منع الإعلانات عنها، وأهمية التعاون مع هذه الفروع في هذا الخصوص، وأكد أهمية تفعيل توعية المعلمين والمعلمات والمجتمع المحلي بمخالفة مزاولة الدروس الخصوصية للأنظمة والتعليمات وتنافيها مع مبادئ وأخلاقيات مهنة التربية والتعليم وإخلالها بقيم الصدق والأمانة التي يجب أن يتحلى بها المنتمون إلى هذه المهنة، وتكثيف التوعية للطلاب والطالبات وأولياء أمورهم بدور المراكز التربوية وإيجابياتها التعليمية التي تنعكس على مستويات أبنائهم التحصيلية والتعليمية، وأهمية تواصلهم معها وتبصيرهم بما يترتب من سلبيات على ما يقدم من دروس خصوصية خارج نظام مؤسسات التربية والتعليم. إلى ذلك أكد عبد الله الثقفي، المدير العام للتربية والتعليم بمنطقة مكة المكرمة، لـ «الشرق الأوسط»، أن من ضمن الجهود التي تقدمها المنطقة لأبنائها الطلاب الخدمات التربوية، وهي مراكز خدمات تربوية وتعليمية مساندة للمدرسة في تحقيق أهدافها وموجهة لمساعدة جميع فئات الطلاب الراغبين في الارتقاء بمستوياتهم التحصيلية وتحقيق توافقهم الذاتي والاجتماعي، وهي قناة إضافية لبرامج الوزارة الأخرى لمساعدة الطلاب بشكل علمي تخصصي ودقيق يسهم في مساعدتهم على تحقيق توافقهم النفسي والاجتماعي والتغلب على ما يواجهونه من صعوبات تحصيلية تربوية وغيرها.

وأشار الثقفي إلى «أن الطلاب المستفيدين من المراكز هم المتأخرون دراسياً، والراسبون، والطلاب الراغبون في رفع مستواهم التحصيلي من المتفوقين ومتوسطي التحصيل، والطلاب الذين لديهم مشكلات مرتبطة بالتحصيل الدراسي، والطلاب الناجحون الراغبون في الاستعداد التحصيلي للصفوف المنقولين إليها للعام الدراسي الجديد، والطلاب الذين لديهم نقص في المهارات التعليمية الأساسية في الصفوف السابقة لمرحلتهم الدراسية الحالية».

من جهته قال احمد الزهراني، ولي أمر طالب بالمرحلة الثانوية «أصبح الكثير من الأولياء والأمهات بصورة خاصة يرون أن الطالب أو الطالبة الذي لا تقدم له هذه الدروس الخاصة، لا يتحسن مستواه الدراسي، وتوسع الأمر فلم تعد تقتصر على التلاميذ ذوي الصعوبات الدراسية، بل تعدت، حتى النجباء أصبحوا لسبب أو لآخر يشعرون أنهم بحاجة لهذه الدروس، وتوسعت حتى أصبحت عند البعض بديلا عن الدروس النظامية، وأصبح التلاميذ يحملون عبء هذه الدروس وثقلها مما قلل تحصيلهم العلمي وتردت نتائجهم، ومما ساعد على انتشار هذه الظاهرة وتعميقها، كونها مربحة للأساتذة ومصدر رزق يقلل من متاعبهم المالية».

من جهته، يؤكد الطالب عبد العزيز عبد الله، طالب في المرحلة الثانوية في جدة «أن انشغال أذهان الطلاب بما يُبث في الفضائيات من رياضة وفنون وما هو أدهى وأمر من ذلك من مواد إعلامية، وكثرة السهر والتهاون في أداء الواجب المدرسي وعدم قيام البيت بواجب المتابعة، نشأ عنه ضعف دراسي يحتاج إلى مساندة عن طريق الدروس الخصوصية، فإذا أزيلت هذه الأسباب، فقد تنجح الحرب على الدروس الخصوصية».