السعودية: الحمى القلاعية تصيب 40 حيوانا من كل 100 ألف.. والأكثر تهديدا للإنسان

خبير في الثروة الحيوانية يقترح سن آليات مشددة تربط بين وزارتي الزراعة والداخلية

مطالبة بتشديد إجراءات فحص وتطعيم الحمى القلاعية على ملاك الماشية
TT

حذر خبير في الثروة الحيوانية من كون مرض الحمى القلاعية أصبح يقف على رأس هرم أكثر الأمراض خطورة وسرعة في الانتقال من الحيوان إلى الإنسان في السعودية، وكشف أن عدد المواشي المصابة بالمرض في البلاد أصبح يقدر بـ40 حالة لكل 100 ألف حيوان، وأن هذا الرقم مرتفع مقارنة ببقية دول العالم، وهو عرضة للتزايد بشكل مخيف خلال السنوات القليلة المقبلة.

وأفصح الدكتور أحمد اللويمي، رئيس مجلس إدارة الجمعية الطبية البيطرية السعودية والأستاذ المشارك بكلية الطب البيطري في جامعة الملك فيصل بالأحساء، في اتصال هاتفي لـ «الشرق الأوسط»، أن الانتشار المخيف لداء الحمى القلاعية جعلها من أكثر الأمراض التي تصيب الحيوانات خطورة، وأنها أصبحت تهدد صحة الإنسان لسرعة انتقالها إليه، مفيداً بأن هذا الأمر دفع الجمعية لإقرار مناقشة حيثيات هذه المشكلة عبر لقائها السنوي الثالث المقرر عقده في 17 من شهر أبريل (نيسان) الحالي.

وطالب الدكتور اللويمي بتوسيع دائرة التطعيم، وإيجاد آلية مشددة تتحملها كل من وزارة الزراعة ووزارة الداخلية لمتابعة صحة وتطعيمات مواشي الملاك وإلزامهم باستخراج رخصة ضمان أمن وسلامة هذه المواشي بعد إجراء الفحوص اللازمة من قِبل الجهات المسؤولة، مؤكداً أن هذا الأمر هو إحدى أهم التوصيات التي ينتظر أن يخرج بها ملتقى الجمعية السنوي، فيما أوضح أن أكثر الناس عرضة لانتقال عدوى الإصابة بالحمى القلاعية هم العاملون بشكل مباشر مع الحيوانات، خاصة عمال المسالخ ورعاة الماشية والعاملين في المختبرات الحيوية.

وأضاف الدكتور اللويمي بأن أسرع الوسائل نقلاً لبكتيريا الحمى القلاعية تأتي عبر شرب الحليب غير المغلي من دون تعقيمه، حيث أفاد بأن إصابة الناقة أو الماعز بالمرض تؤدي مباشرة لأن يكون حليبها ملوثاً مما يرفع درجة خطورة وسرعة نقل المرض من الحيوان إلى الإنسان مباشرة، في حين أوضح أن آخر الدراسات كشفت أن معدل إصابة الحيوانات بداء الحمى القلاعية في غالبية دول العالم يقدر بنحو 4 حالات لكل 100 ألف حيوان من المجترات، في حين أكد أن آخر الدراسات السعودية أشارت إلى ارتفاع هذا المعدل محلياً ليبلغ 40 حالة لكل 100 ألف حيوان.

أمام ذلك، حذرت مجموعة من التقارير الاقتصادية الحديثة من خطورة تفشي مرض الحمى القلاعية، موضحة أن انتشار هذا الداء أدى إلى التقليل من استهلاك لحوم المواشي والأبقار والتوجه نحو المنتجات الأخرى في مختلف الدول النامية، حيث زادت معدلات استهلاك السمك، وبعض أنواع الطيور وذلك تفادياً للإصابة بالمرض، في حين يؤكد الخبراء على أن تفشي مرض الحمى القلاعية يشكل خطراً كبيراً على التجارة الزراعية، وانخفاض سعر بيع المواشي عن السعر الطبيعي، وهو الأمر الذي يهدد مستثمري الماشية ويُوجه المختصين إلى عقد المزيد من الملتقيات العلمية لبحث سبل حصر هذا الوباء.

وحول محتوى الملتقى البيطري المنتظر عقده في محافظة الأحساء، والذي يأتي تحت عنوان (واقع الأمراض المنتقلة من الحيوان إلى الانسان في المملكة العربية السعودية)، بيَّـن الدكتور اللويمي أن الملتقى سيجمع 6 محاضرين من وزارتي الزراعة والصحة، إلى جانب مشاركة المركز الخليجي لمكافحة العدوى والذي سيناقش حجم انتشار مرض الحمى القلاعية في السعودية والعالم العربي، بالإضافة إلى مشاركة مكتب منظمة الزراعة والغذاء (الفاو( التي تتضمن تناول مرض البوسيلا وسل الأبقار وحمى الوادي المتصدع ومرض انفلونزا الطيور.

جدير بالذكر أن وزارة الزراعة السعودية قد أعلنت منتصف شهر مارس (آذار) الماضي رفع الحظر عن استيراد الأغنام الأردنية والسماح بدخولها بعد أن تستوفي الشروط المطلوبة، وأكدت على وجوب توضيح تاريخ بداية الحجر ونهايته وإثبات الأغنام المحصنة ضد مرض الحمى القلاعية بالشهادة الصحية البيطرية الأردنية، واشترطت وزارة الزراعة كذلك أن تكون جميع الأغنام خالية من الأمراض المعدية والوبائية، وأن تكون قد فحصت اكلينيكياً وسيرولوجياً لمرض الحمى القلاعية عند وصولها لمواقع الحجر، وفحصت يوم الشحن ولم تلاحظ عليها أعراض لأي مرض، مع تطبيق عمليات التطهير اللازمة للشاحنات قبل التحميل بالمحجر، بواسطة مطهرات معروفة ذات فاعلية عالية.