باحث بيئي: مستأنسو القرود معرضون للإصابة بالدرن والبلهارسيا والدودة الشريطية

قال لـ«الشرق الأوسط» إنه يتعين على من يريد التخلص منها الاتصال بجهات الاختصاص

TT

حذر الدكتور محمد شبراق، الباحث البيئي، من مجموعات قرود البابون المستأنسة التي يصحبها الإنسان إلى مناطق غير صالحة لها، مبيناً أن «تلك القردة تحمل أوبئة كثيرة أهمها الدرن، الذي ينتقل بسهولة للإنسان، والمشكلة تكمن في جهل الإنسان بخطورة الأمراض التي تعتري القرود».

وأوضح أن منطقة مثل الهيت في قلب الصحراء في نجد، تتشكل فيها مجموعات البابون بفعل يد الإنسان التي جهلت التعامل الأمثل مع تلك القرود المستأنسة، حيث إن ملامستها وتغذيتها والقرب منها، تكون سبباً رئيساً في تفشي الأمراض الخطيرة، ليأتي الدرن والبلهارسيا والدودة الشريطية على رأس الأمراض التي تهدد حياة الإنسان جراء ملامسة القرود.

وأبان الدكتور محمد شبراق، أن المسافر قد يدفع ثمن إطعامه لهذه الحيوانات من صحته لجهله في التعرف على نمطيات قردة البابون والأمراض التي توجد فيها، مشيراً في ذات السياق إلى أن الإنسان الذي استأنس بـ (المستأنسة)، يأخذها في منزله وبيته، وعندما تكبر يتخلص منها بطريقةٍ غريبة، إما عن طريق رميها في أماكن غير صالحة للحياة، أو يكبها عند مرامي النفايات فتبدأ قردة البابون بالتكاثر بأعداد كبيرة وتشكل أداة خطر لا يمكن إغفالها، ناهيك عن استئثارها بالبيئات الطبيعية المغذية لحيوانات أخرى.

واستشهد الدكتور محمد شبراق، بحادثة التمساح الشهيرة التي هددت الناس في شارع الأربعين في جدة، وهددت كذلك الطيور البحرية، وكشفت عن جهل كبير في كيفية التعامل مع هذا الحيوان الذي يحتاج إلى عناية ورعاية خاصة، والشيء نفسه ينطبق على القطط التي أثبتت التجارب أنها تأكل وتهدد في نفس الوقت 14 نوعاً من الطيور، حيث تشرب من دم الطيور في حال شعرت بالظمأ.

وأضاف الباحث البيئي أنه يتعين على مَن يريد التخلص من الحيوانات الاتصال مباشرةً بالجهات الوطنية، حيث تكون كفيلة بإيجاد الحلول الناجعة التي تضمن التعامل الأمثل في مثل هكذا حالات، وبشكل علمي يكفل سلامة البيئة، مرجئاً الحديث عن مشروع وطني كبير وئد في مهده كان مفاده إنشاء حديقة كبيرة للقرود في الطائف ليكون بوسع السائح رؤية تلك القرود في ظل إجراءات بيئية سليمة.

وأفاد الدكتور محمد شبراق، أن السل البقري وجد عند عينات من الناس لأنه ينتقل بسرعة في الثدييات، مبيناً أن هناك مشروعاً لدراسة هذا الموضوع وعلاجه بشكل ناجع، وأضاف أن طيور الزينة التي انتشرت بين أواسط الشباب، نافست مناطق التعشيش شأنها شأن الغراب الهندي.

يشار إلى أن أكثر المناطق التي نقلت إليها القرود من مناطقها الطبيعية واستأنست فيها، هي منطقة الهيت في نجد وبعض المواقع في المنطقة الشرقية.

وتتميز قردة العالم الجديد، بحسب موسوعة الإعجاز العلمي في القرآن والسنة، بأنها ذات أنوف عريضة ومنخرين يزفران نحو الجانبين أكثر منه نحو الأمام، مقارنة مع الأنوف الضيقة والفتحات الأمامية لقردة العالم القديم.

وتتسلق القردة الشجرة لتتغذى بأوراقها وثمارها، والقردة الصغيرة رشيقة الحركة، وتتميز بيدين طويلتين وذراعين طويلتين تتأرجحان، وتستخدمان للقفز عالياً بين الشجر، ويستعمل الذيل كيد إضافية، ولجفن عين القرد السفلى أهداب وهو ما ليس لغيره من الحيوانات. ويتميز القرد بسرعة الفهم وله قدرة على التقليد، وحاسة البصر عند القردة من أرقى الحواس، وهي في مقدمة الرأس وترى من مسافات بعيدة ويمكنها الرؤية بعمق وتميز بهما نضج الفاكهة. وقد تلد القردة من 1 إلى 12 وتحمل بأولادها مثل ما تحمل المرأة.