قرود الباحة وعسير على خطى مثيلتها في الطائف

سجلت اعتداءات على سكان قريبين منها

TT

سجلت منطقة الباحة أخيراً، عدة شكاوى هي الأخرى من اعتداءات للقرود على مناطق آهلة بالسكان، كان آخرها نهاية العام الهجري المنصرم، بحسب تقارير صحافية، بأن أسرابا من القرود هاجمت طالبات كلية البنات الأقسام الأدبية بمنطقة الباحة، واستولت على ما في داخل حقائبهن من مأكولات ومشروبات. وقالت إحدى الطالبات اللائي عشن الواقعة ـ في ذلك الحين ـ إن القرود أتت من الغابات المجاورة لكلية البنات ودخلت عليهن من فوق السور.

وبحكم وجود كلية للبنات في الطرف القريب من الشفا في الباحة، فإن الشكاوى كانت وما زالت تصدر في الغالب من طالبات الكلية اللائي يؤكدن أكثر من مرة أن القرود تسللت من خلال الجدار الذي وضع بارتفاعات عالية ودخلت إلى الكلية، برغم نفي مسؤولين عن هذه الكليات أكثر من مرة. وبالعودة إلى قصة قرود الطائف، فيبدو أن الحال نفسه مع اختلاف الزمان والمكان، إلا أن الشكوى نفسها من أقصى شمال الجنوب حتى جنوب الجنوب في أبها، التي كانت وما زالت هي الأخرى تشتكي من هجوم القرود.

وتظل منطقتا الباحة وعسير أشهر مناطق وجود القرود ربما في أنحاء السعودية شراكة مع الطائف، حيث قمة عقبة الباحة التي تنتشر فيها قرود البابون بمجموعات كبيرة.

وتعتبر قرود الباحة اقل شراسة من غيرها باعتبار أن موارد الغذاء الموجودة لديها كافية، خاصة وهي تستقر بالقرب من غابة رغدان الشهيرة في الباحة، إضافة إلى كثافة النباتات في منطقتي الشفا وتهامة أيضا وهو ما يجعل إيذاءها للناس اقل بكثير من أي منطقة أخرى.

وربما ينطبق الحال أيضا على منطقة عسير، حيث تنتشر القرود هناك في قمم العقاب ضلع وغيرها معتمدة في غذائها بشكل اكبر على الطبيعة.

وكان وكيل الأمين للخدمات البلدية بمنطقة عسير سعيد بن حاضر شويل، أكد في تصاريح صحافية سابقة وجود معاناة في هذا الجانب، مشيراً إلى أن فصيلة القرود المنتشرة في المنطقة من فصيلة البابون، وهو حيوان شبه مستأنس، وانه تمت مخاطبة الجهات المختصة في الإمارة والهيئة الوطنية لحماية الحياة الفطرية وإنمائها وفرعي وزارة الزراعة والرئاسة العامة للإرصاد وحماية البيئة، للاجتماع مع المعنيين في الأمانة لإيجاد الحلول المناسبة لمعالجة هذه الظاهرة في أسرع وقت ممكن. وأضاف «انه تم إعداد تقرير وقد رفع إلى الإمارة، لإيجاد مركز متخصص لمعالجة الوضع على مستوى المملكة، والاستعانة بأبحاث الهيئة الوطنية للحياة الفطرية وإنمائها لمعالجة الوضع بشكل مناسب».

وتظل القرود بخيرها وشرها جزءا من طبيعة جبلية اعتاد سكان مناطق الجنوب بالذات على وجودها والوقوف على أطلالها في كل رحلة ذهاب أو عودة، وهو ما جعلهم يتعاطفون ويتعاطون معها، رغم كل الخلافات التي سجلت سابقا بين الطرفين.

وتسجل القرود انتشارا واسعا في أنحاء البلاد السعودية بعضها يعد موطنا أصليا لها، والبعض الآخر استأنست فيه بعد أن نقلها السكان.