ساكنون متضررون: ليس أمامنا سوى حيلة «ارقص مع القرد في دولته»

الحرب مع القرود تنجح أحيانا وتفشل غالبا

TT

في الهند، خسر نائب رئيس بلدية نيودلهي حياته بعد أن حاول طرد ثلاثة قرود هاجمت منزله، تماما كما هاجمت مئات الدعاوى من مواطنين هنود مبنى بلديتهم بسبب القرود.

وفي السعودية، تصاعدت تهديدات القرود لسكان المناطق المرتفعة على امتداد جبال السروات، غير أن التهديد لم يصل بعد إلى منزل مسؤول في إحدى البلديات في تلك المناطق والقرى، وإن كانت أصوات استغاثة تسمع هنا وهناك بعد أن تعلمت قرود البابون كيف تفرض سيادتها في أكثر من مكان.

أحد القاطنين في مرتفعات «السودة» التابعة لإمارة منطقة عسير، مازح قائلا: ليس أمامهم سوى مجاراة تلك القرود على طريقة المثل الشعبي «ارقص للقرد في دولته»، أي مجاراة تلك القرود بدلا من الدخول معها في مواجهة مباشرة، مشيرا إلى أنهم كانوا لا يبدون أي مودة لتلك القرود، إلا أن قدوم آلاف السائحين سنويا واهتمامهم بإطعام القرود، يجعلهم كساكنين أمام وضع إجباري. واقترح عائض الوادعي، وهو من أهالي مدينة ظهران الجنوب، أن يضرب المسؤولون عصفورين بحجر واحد، من خلال إعداد دورات تدريبية على وظيفة (صائد قرود)، وهي الوظيفة التي تلاقي رواجا لها في المناطق التي تتعرض لهجمات القرود، والجانب الآخر الذي أشار إليه الوادعي أن يكون في الامر حل للقضاء أو الحد من التمدد الجغرافي للقرود على مساحات جغرافية واسعة.

ويحاول ناشطون دوليون في حقوق الحيوان، إضفاء نوع من الرومانسية في آلية التعامل مع القرود، بأن أفضل طريقة على الإنسان القيام بها لتفادي هجمات القرود هو تجاهلها تماما، «أي لا تنظر مباشرة في عيني القرد أو لا ترفع حاجبيك» في إشارة إلى أن هذا السلوك البشري يفهمه القرد على أنه تحدٍ له، وعدوانية منه في التعامل مع القرد. ورغم رومانسية تلك الاشارات الحقوقية، إلا أن ما يعبر عنه القائمون على الحياة الفطرية ينسجم إلى حد كبير مع تلك الآراء، من ان اهتمام الانسان بالقرود لدرجة التدليل، وجلب الطعام لها في تجمعات، هو الذي ساعد إلى جذبها نحو تجمعات سكانية وجعل من وجودها في الطبيعة خطرا على حياة السكان.

وعلى طريقة «الحاجة أم الاختراع» لا يتوانى القاطنون في المناطق المستهدفة لهجمات القرود، من ابتكار حيل تنطلي أحيانا على القرود، من بينها وضع أسوار شائكة بـ«الكهرباء» على جدران المنازل، ووضع سموم خاصة على بقايا الأطعمة التي تترك للقرود في أماكن تجمعها، لكن هذه الطرق تفشل بعد سقوط أحد القرود لتصبح الأخرى أكثر شراسة. ويتندر السكان من وجود القرود أحيانا في أماكن التنزه والحدائق، من أن عدم وجود «سيرك» بمواصفات احترافية، تشارك القرود فيها بعروض بهلوانية، عوضها حضور القرود من دون تدريب أو تأهيل «سيركي»، بل تقوم بعروضها التي تبدأ بالقفز من أرجوحة إلى شجرة كبيرة، وتنتهي بـ«عضة» على يد طفل في غفلة من والديه.