الحصين: انخفاض نصيب الفرد من الماء 90% بعد 42 عاما

افتتح مؤتمرا دوليا للموارد المائية في الرياض

TT

كشف المهندس عبد الله الحصين وزير المياه والكهرباء السعودي أن الكمية المتاحة من المياه للفرد، ستنخفض بنسبة 33 في المائة خلال الخمسين عاماً القادمة حين يرتفع عدد سكان العالم إلى 9 بلايين نسمة، وهو متوسط الزيادة السكانية المتوقعة، وأضاف في تجمّع علمي انطلق في الرياض أمس: «خلال مائة عام انخفض وسينخفض القدر المتاح للفرد بأكثر من 90 في المائة عن مستواه في عام 1950، ولن يعود متاحاً للفرد في عام 2050 إلا أقل من 10 في المائة».

وأطلق التجمّع العلمي أمس تشديدات على ضرورة العناية بأبحاث المياه ومستقبلها ودراساتها التي تكفل رؤية مستقبلية واضحة، كما احتشد علماء وخبراء من أنحاء العالم في أول أيام فعاليات المؤتمر الدولي لاستخدام تقنيات الفضاء في إدارة الموارد المائية، الذي افتتح صباح أمس وينتهي الأربعاء 16 أبريل (نيسان) الجاري، بتنظيم من مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية وجائزة الأمير سلطان بالتعاون مع هيئة الأمم المتحدة ومنظمة اليونسكو.

وأوضح الحصين في كلمة له أمام المؤتمرين بأن التطور المتسارع في تقنيات الفضاء، والتقنيات الحديثة والإلكترونيات وتقنيات الاستشعار عن بعد، بواسطة الأقمار الصناعية، تشهد تزايداً كبيراً نظير توفيرها للكثير من الوقت والجهد، لافتاً إلى أن ذلك يعدّ إضافة مهمة في التخطيط الأمثل لموارد المياه ووسيلة حديثة لإدارة هذا المورد الحيوي المهم، لتوفيره والحد من ندرته والمحافظة عليه وحسن التعامل معه.

وفي دلالة على حجم المشكلة التي تحيط بالمياه في الوقت الراهن أشار وزير المياه والكهرباء في كلمة له ألقاها، في المؤتمر الذي افتتحه نيابة عن الأمير خالد بن سلطان بن عبد العزيز مساعد وزير الدفاع والطيران والمفتش العام للشؤون العسكرية، إلى أن نصيب الفرد من المياه انخفض بحوالي 60 في المائة منذ عام 1950، حيث زاد استخدام المياه لثلاثة أضعاف خلال النصف الأخير من القرن المنصرم نتيجة زيادة سكان العالم من اثنين ونصف بليون إلى ستة بلايين نسمة.

وبين الحصين أن الحاجة المستقبلية لمياه الري التي تمثل40 في المائة من المياه المطلوب توفيرها للزراعة، وذلك لسد حاجة بليونين وأربعة من عشرة من البليون نسمة المتوقع إضافتهم لسكان العالم، ستكون لما يوازي عشرين ضعفاً لجريان نهر النيل أو مائة ضعف جريان نهر كلورادو.

ومن ناحيته أكد الدكتور محمد السويّل رئيس مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية أن مدينته تضع أبحاث المياه وتقنياتها في مقدمة وأولويات التقنيات الاستراتيجية المهمة للسعودية، لافتاً إلى «انه في إطار الخطة من المتوقع أن يقترب الإنفاق على الأبحاث والتطوير في السعودية من نسبة 1 في المائة بنهاية الخطة الخمسية الحالية التي تنتهي عام 2012 حيث تتحمل الحكومة 0.7 في المائة ونسبة 0.3 في المائة على القطاع الخاص، على ان ترتفع نسبة الدعم في نهاية الخطة الخمسية الثانية للعلوم والتقنية التي تنتهي عام 2017 إلى 2 في المائة يمثل الدعم الحكومي منها 1.6 في المائة ويتحمل القطاع الخاص الباقي منها».

من جانبه عدّ الدكتور رضوان الوشاح ممثل منظمة اليونسكو موضوع الجفاف وقلة الأمطار وتوزيعها غير المنتظم مع السكان والنمط الجديد من الاستهلاك للمياه، إضافة إلى الزيادة الطبيعية في السكان تحدياتٍ مائية تواجه الوطن العربي. وأفاد الوشاح أن 70 إلى 80 في المائة من الموارد المائية في المنطقة العربية تذهب للزراعة.