سعوديون «يشجعون» أبناءهم وبناتهم على المشاركة في رحلات سياحية هدفها «التثقيف»

الشركة المنظمة تستبعد المسافرين للمتعة والترفيه فقط

مجموعة من الشباب في رحلة تثقيفية
TT

على طاولة لم يشاركها سوى الشاي المغربي والأناشيد الأندلسية، حزم نحو 20 شابا وفتاة في مقهى الأندلسية بجدة حقائبهم استعداداً للسفر إلى بلاد الأندلس «اسبانيا» لمدة عشرة أيام تبدأ من يوم الأربعاء المقبل، وذلك بإشراف مباشر من قبل مؤسسة المدائن العالمية للتنمية والتطوير والمهتمة في جزء من أنشطتها وأعمالها بتنظيم رحلات تعليمية، تثقيفية وترفيهية في الخارج وبتشجيع من اهالي الشبان الذين يعمدون لذلك لتعليمهم الاعتماد على انفسهم.

واللافت في المجموعة التي ستسافر إلى اسبانيا أو كما أحبوا أن ينادوها بالأندلس تضم شبابا في مقتبل العمر من سن 15 عاما حتى الـ20 عاما ذكورا وإناثا، جميعهم يرغبون في زيارة متاحف وآثار الأندلس ليعيشوا قصة من قصص ذلك العصر الإسلامي الذهبي الذي امتاز بالانفجار العلمي والترجمة، وكما هو معروف فقد كانت الأندلس منبرا علميا عالميا يفتح حضنه لجميع طلبة العلم على اختلاف لغاتهم ودياناتهم وثقافاتهم.

يقول معتز كتبي المشرف العام للرحلات العلمية والثقافية بالمؤسسة عن فكرة مشروعه: انطلق المشروع قبل أربع سنوات مقتصرا على ثلاثة طلاب في المرحلة المتوسطة بالمدرسة التي أعمل بها كمعلم شريعة إسلامية، وسافرنا إلى لندن من أجل أن يتعلم الطلاب الثلاثة اللغة الانجليزية لمدة شهرين فكانت الرحلة تهدف إلى تعلم اللغة وكذلك تثقيفية وفيها جانب من الترفيه في عطلة نهاية الأسبوع.

ويتابع كتبي حديثه حول تطور مشروعه على مراحل وفي السنة التي تلتها صار عدد المشتركين في الرحلة التعليمية 11 ومن ثم 30 ليصل عددهم في الصيف الماضي 110 طلاب وطالبات جميعهم يرغبون في رحلة تعليمية وتثقيفية على اختلاف أعمارهم من سن الثامنة حتى الـ38 عاما.

وحول شروط السفر في تلك الرحلات يقول كتبي: أولا أقوم بإجراء مقابلة شخصية للفرد الراغب في السفر، وأتعرف على ثقافته وهويته وشخصيته فإذا كان يبحث عن المتعة والترفيه فهذا غير متوفر لدينا، لأننا نهتم بمجال السياحة الفكرية المثقفة،إضافة إلى قدرتهم على دفع تكاليف السفر التي لا تتجاوز 32 ألف ريال تشمل الإقامة وتناول 3 وجبات والتعليم والترفيه إضافة إلى خدمة التسوق.

أما حول تجهيز الحقائب وحملها سفرا من السعودية إلى اسبانيا يقول كتبي في حديثه المسترسل لـ«الشرق الأوسط»: «وجدنا من يشجعنا لنخطو هذه الخطوة بأن نخطط للسفر إلى بلد يثري معرفتنا ويضيف لثقافتنا الشيء الكثير فوقع الاختيار على اسبانيا بلاد الأندلس، وعلى الرغم من أن الكثير قد سافر إليها مرارا وتكرارا إلا أنهم لم يفكروا أن يزوروا متحفا أو أثرا من الآثار الإسلامية في هذه البلاد وعادة ما يقضون يومهم في التسوق، لهذا تشجع ورحب الكثير بالسفر إلى الأندلس من اجل التعليم والتثقيف والترفيه بتكلفة رمزية تقدر بثمانية آلاف ريال».