تنفست محافظة حفر الباطن والقيصومة والقرى التابعة لها، الصعداء بعد أن عاشت ظلاماً دامساً دام أكثر من 4 أيام، جراء قطع التيار الكهربائي عن المحافظتين بشكل نهائي، نتيجة تعرض عدد من «دعامات» أبراج الضغط العالي للسرقة من قبل أشخاص، تحفظت عليهم السلطات الأمنية في وقتٍ لاحق.
وألقت شرطة محافظة حفر الباطن، التي بدورها أمنت سيارة تابعة لها مقابل أجهزة الصرف الآلي، والبنوك بالمحافظة، القبض على سعوديين، تبين أنهما من أقدما على سرقة «دعامات» أعمدة الضغط العالي لبيعها لمحلات الخردة بالمحافظة، وهو ما توصلت له الجهات الأمنية، بعد بيع الشخصين عدداً من قطع الدعامات لأحد محلات الخردة بحفر الباطن.
وأبلغ العقيد يوسف القحطاني الناطق الإعلامي باسم شرطة المنطقة الشرقية «الشرق الأوسط» عن إحالة جانيين، أحدهما في العقد الرابع من عمره (45 عاما) والآخر (25 عاما)، للسجن، بعد تصديق أقوالهما واعترافاتهما بارتكاب جنايتهما.
وروى عبد الله العنزي، أحد أبناء محافظة حفر الباطن لـ «الشرق الأوسط»، أن أبناء المحافظة لم ينعموا بالراحة «على حد قوله» فيما لم تُلاحظ أي فرق ميدانية تابعة لشركة الكهرباء تقوم بجولات ميدانية تفقدية، إبان انقطاع التيار الكهربائي عنهم.
وأشار العنزي إلى تلف مواد منازلهم الغذائية، جراء انقطاع التيار الكهربائي، في الوقت الذي استشهد بحفل زواج لم يستطع المحتفلون به الحركة داخل صالة الأفراح التي يقيمون زواجهم فيها، لعدم توفر التيار الكهربائي، مُبيناً أن الكثير من مدارس محافظته، توقفت عن العمل يوم أمس، وأمس الأول، للبنين والبنات، بُعيد توقف الكهرباء عن محافظتهم، التي أصيبت بالشلل التام عن الحركة.
وقال ان بعض المحلات التجارية، عمدت إلى رفع أسعار (الشمع)، وهو الوسيلة الوحيدة لأهالي المحافظة لإعادة النور، الذي من خلاله يمكن أن يستعيدوا شيئاً من حياتهم اليومية، فيما بلغت أسعار أحجامها الصغيرة 3 ريالات مقابل الواحدة، فيما نفدت (أحجار إعادة الشحن) من الأسواق، جراء الإقبال والطلب الكبير عليها. وكانت الشركة السعودية للكهرباء، قد أوضحت في وقتٍ سابق، أنها فوجئت بسقوط خمسة أبراج الجهد العالي 230 كيلو فولت المغذية لمنطقة حفر الباطن والقيصومة، وذلك في الساعة الخامسة والربع من مساء يوم الثلاثاء الماضي، والذي تسبب في فصل الخدمة الكهربائية عن المواطنين في حفر الباطن والقيصومة، بسبب سرقة أجزاء من أبراج الجهد العالي.
وقال عبد السلام اليمني نائب رئيس أول للشؤون العامة، في بيان له حصلت «الشرق الأوسط» على نسخةٍ منه، إنه على الفور قامت فرق الطوارئ بالشركة باتخاذ الإجراءات اللازمة، وتم إعادة الخدمة الكهربائية إلى حوالي ثلثي عدد المشتركين في حفر الباطن والقيصومة، وإلى ساعة إعداد هذا البيان لا يزال العمل يجري والجهود تُبذل لاستكمال إعادة الخدمة إلى بقية المشتركين.
وأمنت الشركة عددا من المحولات الكهربائية المتحركة، وذلك لتأمين الكهرباء لمستشفيات المحافظة، ومراكزها الصحية، خشيةً توقف الأجهزة الكهربائية الصحية، التي يحتاجها مرضى مراكز المحافظتين الصحية.
وقال مصدر بالشركة لـ «الشرق الأوسط» إن الشركة عملت وفق خطة طوارئ، من خلالها سيتم إعادة التيار الكهربائي للمحافظة، والقرى التابعة لها، بشكل نهائي خلال الأسبوع الجاري.