مصدر أمني: قوات أمن الحرم تضع خطة استثنائية لدخول المعتمرين إلى «المسعى»

لمواجهة ضغط إجازة الدراسة ووفود المعتمرين خلال مشروع التوسعة

جانب من عمليات التوسعة التي تنفذ في المسعى
TT

كشفت مصادر امنية سعودية لـ«الشرق الأوسط» ان قوات امن الحرم وضعت خطة استثنائية لتنظيم دخول المعتمرين الى منطقة المسعى التي يجري حاليا العمل فيها بهدف الحفاظ على سلامة جميع المعتمرين.

يأتي ذلك في وقت تشهد فيه مكة المكرمة والمدينة المنورة منذ الاربعاء المنصرم تضاعف اعداد المعتمرين على اثر بدء اجازة اسبوع النصف الثاني الدراسي في السعودية، اضافة الى توافقها مع وصول نحو 150 ألف معتمر من تركيا وايران.

وقال اللواء يوسف بن حسن مطر، قائد قوات أمن الحرم المكي الشريف، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»: ان الخطة الاستثنائية التي وضعتها قيادة أمن الحرم المكي الشريف لتنظيم عملية دخول المعتمرين «الساعين» الى منطقة السعي بين الصفا والمروة والخروج منها، تضمنت زيادة عدد الأفراد والضباط المنتسبين لها ـ لمنطقة المسعى وحدها ـ ليصل عددهم في أوقات الذروة، خاصة في هذه الأيام الى 30 فردا و5 ضباط، للحفاظ على أمن وسلامة الجميع والتنسيق في ما يتعلق بتنظيم عمليتي دخول وخروج الساعين عبر المنافذ المخصصة لذلك وخلال تأديتهم لشعائر السعي، موضحا ان حوالي 1500 فرد وضابط من منسوبي قيادة أمن الحرم المكي الشريف، يشاركون حاليا في الحفاظ على أمن وسلامة قاصدي بيت الله الحرام. من جهته اوضح المهندس عبد المحسن بن عبد الرحمن بن حميد، مدير عام المشاريع والدراسات بالرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشريف، ان الشركة المنفذة للمشروع قد أخذت كافة الاحتياطات والإجراءات اللازمة لضمان سلامة المصلين والمارة والعاملين بالمشروع أثناء العمل الذي يجري تنفيذه على مدار 24 ساعة، الذي يشارك فيه 3000 عامل وفني لانجاز هذا المشروع وفق أعلى المعايير الفنية والأمنية، مع الأخذ في الاعتبار فترات التوقف الجزئي التي تستند اليها المواسم من دون أن تؤثر في سير المشروع المطلوب استكمال البنية الأساسية له قبل موسم حج العام الحالي 1429 هجرية، كما يتطلب المشروع إيجاد مداخل ومخارج ومناطق مؤقتة للعبور، بالإضافة إلى نظام إرشادي مؤقت جرى أخذه في الاعتبار أيضا.

مبينا أن المشروع يشتمل على بنية تحتية وفوقية لخدمات إضافية لم تكن متاحة في السابق، وستعمل جميعها على استحداث نظام تكييف متكامل، ونوافير لشرب مياه زمزم، ومسارات لعربات المعاقين منفصلة كليا عن حركة المشاة ومسارات لسيور متحركة لخدمة كبار السن، وعدد كبير من عناصر الحركة الرأسية من مصاعد وسلالم متحركة ومنحدرات للعربات ونظام صوتي متقدم يتم التحكم فيه آلياً، ونظام مراقبة أمنية مشمول بأحدث التجهيزات الفنية المتقدمة.

الى ذلك أشارت بعض التقديرات الى أن حجم الحجوزات في الفنادق والدور المفروشة وصل خلال يومي الخميس والجمعة الماضيين الى أكثر من 98 في المائة، وفق ما أفاد به سعد جميل القرشي رئيس لجنة الحج والعمرة بالغرفة التجارية والصناعية بمكة المكرمة في تصريح لـ«الشرق الأوسط» الذي أشار الى أن هذا الأمر تزامن مع وصول أكثر من 150 ألف معتمر الى مدينة مكة المكرمة من خارج السعودية حتى نهاية الأسبوع الماضي معظمهم من الجنسيتين التركية والإيرانية.

هذا الأمر دفع المسؤولين في قيادة أمن الحرم المكي الشريف، الى وضع خطة استثنائية لمواجهة الازدحام المتوقع داخل المسجد الحرام والحفاظ على أمن وسلامة قاصدي بيت الله الحرام، خاصة أثناء تأدية شعيرة السعي بين الصفا والمروة نتيجة ما تشهده منطقة المسعى من أعمال للتوسعة الضخمة الجارية بها حاليا لخدمة وراحة قاصدي البيت الحرام من المعتمرين والحجاج.

وبالعودة الى المهندس عبد المحسن بن عبد الرحمن بن حميد، اوضح أن العمل جار حاليا في المرحلة الثانية لمشروع توسعة منطقة المسعى، الذي انطلقت مرحلته الأولى في 20 /1/1428 هجرية بإزالة العقارات المجاورة له.

وقال ان المساحة السابقة للمسعى تقدر بحوالي 29 ألفا و400 متر مربع لتصل الى 87 ألف متر مربع بعد التوسعة الجاري تنفيذها حاليا في جميع الطوابق (الأرضي، الأول، الثاني)، حيث سيتم استقطاع مساحة بعرض 20 مترا من الساحة الشرقية لمنطقة المسعى وبطول 390 مترا، مشيرا الى أن التكاليف الإجمالية لكافة مراحل المشروع تقدر بمليارين و985 مليون ريال، وأضاف ان الطاقة الاستيعابية للمسعى بعد اكتمال أعمال التوسعة سترتفع الى 118 ألف شخص خلال السعي و115 ألفا و600 مصل في الساعة.

الى ذلك تشهد منطقة المسعى حاليا أكبر توسعة لها منذ عام 1373 هجرية، حيث كانت الطاقة الاستيعابية للمسعى في ذلك الوقت لا تتجاوز 44 ألف شخص أثناء السعي و42 ألف مصل في الساعة الواحدة.