السعودية: نصف مليون «مصاب» بالكبد الوبائي و400 ألف على «مقربة» من المرض

وزارة الصحة قالت إنها تسجل 2580 حالة جديدة سنويا. والحلاقون سبب نقل بعض الفيروسات

TT

حذرت مصادر رسمية من ان انتشار مرض الكبد الوبائي، بعد ان اصبح عدد المرضى نصف مليون مريض في السعودية حسب آخر احصائية ، في حين المحت الى ان 400 الف آخرين قريبون من المرض، مشيرة الى أن معدل الإصابة بمرض التهاب الكبد الوبائي «C» يبلغ حالياً نحو 2580 حالة سنوياً.

يأتي ذلك في وقت أعلن فيه مجلس الوزراء السعودي وهو السلطة العليا في البلاد عن إضافة فحوص الكبد الوبائي لتطبق في فحص ما قبل الزواج، مشددا على الأخذ بالتقنيات الحديثة والربط الالكتروني بين وزارة الصحة والجهات ذات العلاقة، خاصة وزارة العدل، للتأكد من عمل الفحوص المطلوبة ورصد حالات عدم التوافق الصحي ومتابعتها.

وأوضح الدكتور احمد السليمان، استشاري أمراض الباطنية وامراض الدم والمنسق العام لبرنامج فحص ما قبل الزواج، بمحافظة الاحساء لـ «الشرق الأوسط»، أن إدراج فحص الالتهاب الكبدي الوبائي (ب و ج) إلى برنامج الزواج الصحي يعود الى سبب انتقاله الى الإنسان عن طريق نقل الدم الملوث والاتصال الجنسي، مما يتسبب في نقل المرض إلى الأطفال حديثي الولادة بعكس الأنواع الأخرى منه.

وأضاف الدكتور احمد السليمان، في حديث خاص لـ«الشرق الأوسط»:«تعد التهابات الكبد الفيروسية من أهم الأمراض التي تصيب كبد الإنسان، ويصيب الفيروس الكبدي خلية الكبد، عندها لا تستطيع القيام بوظائفها، وعليه تقوم الخلايا السليمة المتبقية بعمل الجزء الأكبر من الوظائف المطلوبة، لذلك تتأثر سلباً جميع وظائف الجسم بعد حدوث هذا الالتهاب».

وعن اسباب انتشار ووجود المرض، يشير الدكتور عبد الفتاح محمد عطية، رئيس قسم مكافحة العدوى في مستشفى النور التخصصي بمكة المكرمة، الى ان الحلاقين قد يكونون من المتسببين في نقل بعض الفيروسات، خصوصاً التهاب الكبد الوبائي (بي) و (سي) وفيروس الايدز، مضيفا ان نسبة انتقال تلك الفيروسات عن طريق الحلاقين مقارنة بوخز الإبر في المستشفيات تصل لفيروس الايدز إلى 0.01 وأما فيروس الالتهاب الكبدي سي فترتفع النسبة وتصل إلى 0.3.

وهو ما يشير اليه الدكتور السليمان بقوله: «هناك عدة أسباب لالتهاب الكبد، وهي ليست قاصرة على الفيروسات، فهنالك الأدوية التي من الممكن أن تسبب التهابات في الكبد، كذلك الالتهابات المناعية، معتبرا الالتهابات الفيروسية من أشهر هذه الأمراض، ومبينا «ان التهاب الكبد الوبائي ينقسم الى عدة انواع او فئات من أشهر هذه الالتهابات التهاب الكبد (أ)، ويصيب هذا الفيروس الكبد ويسبب التهابا حادا، لكنه لا يتحول إلى التهاب مزمن مطلقاً.

وبالعودة الى الدكتور عطية، يواصل، إن فيروس الالتهاب الكبدي (بي) يستطيع البقاء حيا لمدة تصل إلى أسبوع كامل على الأسطح الجافة، خلاف الالتهاب (سي) الذي لا يدوم لفترة طويلة، كذلك فيروس الايدز الذي يموت بمجرد خروجه من الجسم.

وأضاف عطية أن التطعيم الذي يتم عند الولادة حد من انتشار الالتهاب الكبدي (بي) الذي ينتقل بقدرة عدوى تصل نسبته إلى 1000 مرة مقارنة بفيروس الالتهاب الكبدي (سي). لكن السليمان يرى ان النوع الآخر، الذي أدرج في الفحص، التهاب الكبد الوبائي (بي) وينتقل غالبا عبر عدة طرق مختلفة، حيث ينتقل على سبيل المثال عن طريق نقل الدم الملوث، أو التعرض لإفرازات الجسم والاتصال الجنسي، وعليه فإن الأمهات الحاملات للفيروس يقمن بنقل الفيروس المذكور إلى الأطفال حديثي الولادة.

وبين: «لذلك يقوم الدكتور المختص بفحص جميع النساء الحوامل للتأكد من خلوهن من الفيروس المذكور ومعالجة الأطفال لأمهات حاملات للفيروس B بعد الولادة، كما أشار الى احتمالية انتقال المرض عن طريق الأم أثناء عملية الوضع». وتصاحب الاصابة بمرض الكبد الوبائي، بحسب الدكتور السليمان عدة اعراض لخصها في: «ينتج عنه انتفاخ وتمزق لجدران الخلايا الكبدية، كذلك انتشار وبصورة مكثفة لكريات الدم البيضاء بأنواعها المختلفة في أنحاء الكبد المختلفة للحد من شدة انتشار الفيروس، وأضاف، أعراض الالتهاب الكبدي الحاد ألم في المنطقه العلوية، وفقدان الشهية. واصفرار في العين وبقية الجسم، إضافة الى تلون البول باللون الداكن، واضطراب في الجهاز العصبي وبدرجاته الشديدة يؤدي إلى الغيبوبة الكبدية.

ويعتمد العلاج على نوعية الفيروس المسبب للالتهاب، وإذا كانت الحالة حادة أو مزمنة. فعلى سبيل المثال في حالات التهاب الكبد A.B.C الحاد يحتاج المريض إلى الراحة في الفراش وعمل بعض الفحوص الطبية وفي أغلب الأحيان يتماثل المريض للشفاء التام.

أما في حالات الالتهابات الفيروسية المزمنة مثل C.B فإنها تحتاج إلى متابعة وتحاليل مخبرية وفي بعض الأحيان عينة من الكبد حتى يحدد الطبيب ما إذا كان المريض يحتاج إلى علاجات خاصة. وكان الدكتور خالد الزهراني، وكيل وزارة الصحة السعودي المساعد لشؤون الطب الوقائي، قد أعلن أن معدل الإصابة بمرض التهاب الكبد الوبائي «C» في المملكة يبلغ حالياً نحو 2580 حالة سنوياً.