أهالي «العدل» يشتكون «ظلم» مياه الصرف الصحي

بدأوا رحلة انتظار عمرها نحو 20 عاما

TT

يشكو أهالي سكان حي العدل جنوب جدة، من قضية الصرف الصحي الذي يخترق الحي ويقسمه الى قسمين من دون ان يمنح خدماته لساكني الحي الذين يتجاوز عددهم الـ 5 آلاف نسمة، رغم وعود قديمة بأن ذلك سيكون قريبا، وفي ظل تفاقم لأزمتهم التي تشكل خطرا بيئيا وصحيا.

يقول محمد الشمراني، عمدة الحي، في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «جوهر المشكلة هنا هو أين تذهب تلك المياه في حي له ما يقارب 25 سنة وقد تفجر الحي ينابيع في كل شارع من شوارعه، وهناك كارثة حقيقية يجب على المسؤولين التدخل لحلها، تلك الكميات الهائلة من المياه، التي ستتراكم على مدى سنوات والى اليوم ولم تكن هناك نتيجة من خلال المرافعات والمراجعات».

واستطرد: «الكل يتكلم عن أزمة المياه القائمة الآن في مدينة جدة، وهي أزمة لم تأت ككل ما لدينا من أزمات بين ليلة وضحاها، لكنها أزمة نمت وترعرعت في ظل الكثير من مشاكل التخطيط الجاد والفعال. ومشاكل الإدارة و الميزانيات المالية».

وأضاف: «المشكلة التي وددت طرحها هنا، هي عكس مشكلة أزمة المياه الحالية، ألا وهي فائض مياه الصرف الصحي المعالجة. ففي مدينة جدة هناك توجه جاد وفعال لعلاج مشكلة الصرف الصحي بشكل جذري. ويتضمن هذا العلاج إنشاء عدد من محطات التنقية العملاقة لمعالجة مياه الصرف الصحي، معالجة لا تجعل منها صالحة للاستخدام الآدمي ولا للزراعي مائة بالمائة». ويتابع: «وتكمن المشكلة الأكبر في أنه لو أن محطات التنقية كانت لمدينة صغيرة لكان مصير المياه المعالجة تحويل تلك المدينة إلى جنة خضراء وتلبية كافة احتياجات الصناعة من المياه التي لا تصلح للاستخدام الآدمي، لكنها تناسب الاستخدام الصناعي».

ويقول ناصر الغامدي، من سكان الحي، في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «لا تكاد تصدق وأنت تدخل الحي حجم المعاناة، وذلك بسبب ما ستراه من بحيرات المجاري التي تغطي شوارع الحي والروائح الكريهة والمرض وتهددهم بانتشار الأمراض الخطيرة كالبلهارسيا والالتهاب الكبدي وغيرهما من الأوبئة».

وتابع: «رغم وجود حفر الآبار التي قام أكثر سكان الحي بحفرها لتسريب المياه، إلا أن غياب شبكة الصرف الصحي من قِبل إدارة مصلحة الصرف الصحي حول هذه الشبكة الى كارثة بيئية، وملأ الشوارع والأزقة بمياه المجاري التي تعد مشكلة مزمنة».

الأمر نفسه يؤكده أغلب سكان الحي بأن هناك مشكلة تشكل خطرا صحيا وبيئيا على السكان، فهي تهدد بيوتهم بالسقوط وتنخر في أساسات بيوتهم، ومع ذلك لم يحرك احد ساكناً لعلاج هذه المشكلة المزمنة.  من جهته، يؤكد المشرف العام على مديرية المياه بمنطقة مكة المكرمة، المهندس محمد بغدادي، حول حل مشكلة الصرف الصحي بجدة «أن أعمال مشروع الصرف الصحي مستمرة وقطعت شوطاً كبيراً من الإنجاز يصل لنسبة 70 في المائة للعقود من 1 إلى 4 التي تبلغ تكلفتها أكثر من 6 مليارات ريال»، مشيرا إلى ان مشروع حي العدل من ضمن الخطة المقبلة!.