«بإنتاجي أسد احتياجي» معرض الأسر المنتجة في تنمية الأحساء

بمشاركة لجان التنمية الاجتماعية والجمعيات الخيرية بالمملكة

صناعات يدوية في معرض الأسر المنتجة في الأحساء («الشرق الاوسط»)
TT

يقيم مركز التنمية الاجتماعية بمحافظة الأحساء معرضا للأسر المنتجة بعنوان: «بإنتاجي أسدُّ احتياجي» بالتعاون مع مراكز التنمية الاجتماعية بالمملكة ولجان التنمية الاجتماعية الأهلية والجمعيات الخيرية وذلك في صالة أرض المعارض الدولية بمحاسن. ويستمر المعرض لمدة خمسة أيامٍ ابتداء من الاثنين الموافق 28 أبريل خلال الفترة المسائية من الساعة الرابعة حتى العاشرة للعوائل.

وقال المهندس عبد الله الشايب مدير مركز النخلة للصناعات الحرفية ومشرف إحدى اللجان الرئيسية المشاركة، إن المعرض يهدف إلى إبراز دور الأسر المنتجة وتطوير إمكاناتها والتعريف بأهمية الإنتاج الأسري وقيمة العمل في تحقيق الاستقلالية ونمو الدخل وتقديم الدعم إلى الأسر المنتجة واحتضانها وتنمية مواهب أفرادها وتشجيعهم بهدف تقنين الابتكار الانتاجي وتطوير التراث. وطالب الشايب الجهات المسؤولة بضرورة تطوير برامج الأسر المنتجة بما يتناسب وتطور العصر وعدم الاقتصار على البرامج التقليدية.

علقت إحدى المشاركات بضرورة أن تكون للمرأة مشاركات فعالة في المجتمع من خلال هذه المعارض التي ينبغي أن تكون واجهة لعطاءات جمة للمجتمع. وقد أشارت أم محمد وتعمل في مجال العطور والعود والعنبر والبخور وعمل الخلطات العطورية إلى أنها تعمل في هذا المجال منذ 17 عاما.

وقالت أم محمد إنها سعيدة جدا بعملها الحرفي الذي تلاقي منه إقبالا كبيرا من سيدات المجتمع وتتضاعف مبيعاتها أثناء مشاركتها في مهرجانات التراث والسياحة ومعارض الأسر المنتجة التي تقيمها الجمعيات الخيرية وتمنت لو تمكنت مستقبلا من افتتاح محل متواضع لمنتجاتها الشخصية. وأم محمد تحرص على بيع العطور بأنواع كثيرة وقد قامت بعمل مخلط خاص يسمى بروق وكذلك هناك مخلط شيخ الشباب، أم المزايين، سفير الشعلة، وأم فهد تراعي كثيرا ظروف الناس ومستوياتهم فتصنع العطور بأسعارٍ متفاوتة ابتداء من 15 ريالا وحتى المائتي ريال.

ومن نماذج الأسر المنتجة أم حيدر وهي تعمل في مجال الأكلات الشعبية منذ فترة طويلة تتجاوز 10 سنوات وتتعامل مع الجمعيات الخيرية وبعض المطاعم والموظفات في بيع منتجاتها وهي تقوم بصنع العديد من الأكلات منها الساجو والمضروبة والخبز المحلي وخبز جباب والهريس والمرقوق والثريد والخبز المفروك والعصيدة والبلاليط والخنفروش واللقيمات وورق العنب والكبة. وأضافت أم حيدر أنها قد شاركت في العديد من المعارض والمهرجانات منذ أكثر من 10 سنوات، مشيرة إلى أن إدارة الشؤون الاجتماعية تبذل الكثير من الجهود الطيبة لمساعدة الأسر السعودية المنتجة وإتاحة الفرصة أمامها للقيام بتسويق منتجاتها وعرضها من خلال هذه المعارض والمهرجانات التي تحمل طابعا تراثيا أصيلا، لافتة إلى أنها لا تقوم فقط بعمل الأكلات الشعبية ولكن تقوم أيضا بعمل الأكلات الغربية والشرقية بمهارة عالية وحتى الحلويات أيضا موضحة أنها قد أصبح لديها عدد زبائن كبير يتواصلون معها بشكل مستمر.

وأشارت لطيفة العفالق رئيسة مجلس إدارة جمعية فتاة الأحساء الخيرية إلى ان مشروع الأسر المنتجة سيحقق الكثير من النجاح للسيدات الأحسائيات حيث لمسنا ذلك من نتائج الدورات التدريبية التي تسبق التسويق للمنتجات حيث هذا المشروع يمر بثلاث مراحل تدريبية وإنتاج وتسويق. وقالت بأن الجمعية تنفذ العديد من المشاريع التي تستثمر فيها طاقات وإبداعات الطالبات الموهوبات في كافة المجالات وأشارت إلى أن المشروع سيلاقي الدعم من المجتمع عبر الإقبال على شراء المنتجات والاعتماد على المتدربات في توريد طلبيات الطهي والخياطة. وتولي وزارة الشؤون الاجتماعية اهتماما كبيرا بمشروع الأسر المنتجة كمشروع وطني يعتبر أحد المشروعات المساندة لصندوق معالجة الفقر في المملكة العربية السعودية ولقد قامت الوزارة بتشكيل فريق متخصص يقوم بإعداد دراسة شاملة محددة الأهداف والجدول الزمني، تعتمد على القيام بجولات استطلاعية ميدانية داخل المملكة لبعض المدن والمناطق وخارج المملكة لبعض الدول العربية وذلك لجمع المعلومات اللازمة حول المشروع والتعرف إلى التجارب وكذلك المعوقات والصعــوبات التي لا بد من تلافيها والمشـــروعات المقتـــرح البدء بها وآليات التنفيذ.

وقد خُصص للبرنامج ميزانية تقديرية، تساهم فيها الوكالة بنسبة تصل إلى 50% من تكاليفه وذلك دعما لهذه الأنشطة وللمحافظة على التراث والحرف اليدوية. ويهدف مشروع الأسر المنتجة إلى إيجاد فرص عمل للقادرات الراغبات وسد حاجة المجتمع من العمالة الوطنية ومساعدة الأسر المحتاجة في المجتمع وتقليل مصاريف ونفقات الأسر بقصد التوفير. واستثمار الطاقات المعطلة في المجتمع النسائي. إضافة إلى محاولة الاستغناء عن الأيدي العاملة غير المحلية وتوفير فرص الدخل للأسر المنتجة والمحتاجة لسد حاجاتها المعيشية. وفي ظل التغيرات الاجتماعية والاقتصادية التي حدثت في المجتمع، أصبح لزاما تطوير فكرة هذا المشروع بشكل يتوافق مع الحاجات الملحة.