70 سيدة سعودية يحكين قصص صراعهن.. وتغلبهن على السرطان

خلال برنامج نظمته جمعية خيرية على طريقة برنامج أوبرا ونفري

TT

أعطت سيدة سعودية تبلغ من العمر 77 عاماً، حكت تفاصيل قصتها مع مرض سرطان الثدي، دافعا معنويا لمجموعة أخرى من 70 سيدة، كي يحكين تجاربهن الخاصة، ويغرقن في سرد التفاصيل، في برنامج نظمته الجمعية الخيرية لمكافحة مرض السرطان في المنطقة الشرقية، يهدف إلى تعزيز الروح المعنوية لدى المرضى وأقاربهم في تجاوز محنة الاصابة بهذا المرض، في لقاء كان مخططا له أن يستمر لساعتين فقط، فامتد إلى خمس ساعات ونصف.

أم ناصر، وهي من سكان مدينة الرياض، اكتشفت أنها مصابة بسرطان الثدي، عندما شخص الطبيب أسباب اصابتها بألم في الصدر كانت تعتقد أنه نتيجة الكحة التي تعاني منها. تقول ام اصر وهي من سكان مدينة الرياض، وحضرت إلى المنطقة الشرقية لتشارك الأخريات تجربتها التي تكللت بالشفاء من المرض، ان الأطباء صارحوها عند اكتشاف المرض بأن فرص شفائها معدومة، لأنها لن تتحمل جرعات من العلاج الكيماوي، وذلك لسنها الكبير، ونصحوها بالتعايش مع المرض حتى النهاية المحتومة. تقول أم ناصر: رفضت نصائح الأطباء، وأصررت على تلقي العلاج الكيماوي وعلى مسؤوليتي الخاصة، والحمد لله شفيت لأنني مؤمنة بالله وثقتي في الشفاء كانت كبيرة.

اللقاء الذي عقد على طريقة الاميركية، أوبرا ونفري في إدارة برنامجها الشهير (اوبرا) كما تقول الدكتورة فاطمة الملحم التي نسقت للقاء، وهي استاذة ورئيسة لقسم الأشعة في مستشفى الملك فهد التعليمي بالخبر بجامعة الملك فيصل، مشيرة إلى أن اللقاء فرز عددا من قصص النجاح في تخطي المرض، مما عزز لدى الحضور الثقة في تجاوز هذا المرض لهن أو لأقربائهن، وتضيف: حكت سيدات سعوديات من مختلف الأعمار عن تجاربهن الخاصة مع مرض سرطان الثدي وعن دور الأهل في عملية الشفاء من المرض، كما حكت سيدات عن تخلي أزواجهن عنهن، عندما اكتشفوا إصابتهن بالمرض خوفاً من العدوى.

أم محمد التي تبلغ من العمر 60 سنة، تخلى عنها أقاربها عندما علموا باصابتها بالمرض خوفاً من أن تصيبهم بالعدوى، إلا أنها أصرت على العلاج رغم الحرب النفسية التي تعرضت لها من أقاربها، فقد كانوا يعاملونها على أنها ستموت لا محالة، تقول أم محمد: كانوا يقولون لي هل سمعتِ عن أحد شفي من السرطان، وتضيف أنا الآن قطعت نصف الطريق إلى الشفاء بإذن الله، وكل النتائج تبشر بخير وأن صحتي تتحسن.

سيدة أخرى من الطائف كان يقنعها الطبيب بأنها سليمة، وأنها تتوهم المرض، وهي تصر على أنها مصابة بمرض ما، حتى بدأ أثر لورم في أحد ثدييها، وعندما أجريت لها عملية تجميلية لاستئصال الورم، اكتشف الأطباء أنها مصابة بالمرض، وتجاوزت النجاح كما تقول بفضل أمها وأخواتها اللاتي وقفن معها في هذه المحنة.

أغلب اللاتي حكين تجاربهن لم يكن متعلمات وكان معظمهن متقدمات في السن، كن يحكين قصصهن لسيدات في المراحل الأولى من العلاج، بهدف تعزيز الروح المعنوية لديهن حتى تكون للعلاج فعالية أكبر في الشفاء من المرض، وذلك في لقاء كان مخصصا له ساعتين تقريباً لتستمر إلى أكثر من خمس ساعات ونصف في سرد القصص الشخصية، يوم أمس الأول. الملحم والتي تشغل بالإضافة إلى منصبها الأكاديمي منصب رئيسة حملة سرطان الثدي في المنطقة الشرقية، تقول: نعد في الحملة لشراء جهاز مامو جرام متنقل لتستفيد منه مختلف المواقع في المنطقة الشرقية للكشف عن مرض السرطان.

وتسعى الحملة التي تجمع التبرعات لشراء الجهاز إلى جمع مبلغ 4 ملايين ريال، من خلال التبرعات، وذلك لجعله مركزا متنقلا ينفذ برامج كشف واسعة عن المرض في المراحل المبكرة من الإصابة بالمرض، حتى تكون نسب الشفاء من المرض كبيرة. وتبين الملحم أن المنطقة الشرقية تأتي في المرتبة الأولى على مستوى السعودية في مرض سرطان الثدي، حيث تشكل عدد المصابات بهذا المرض ما نسبته 23 في المائة من عدد المصابات الكلي على مستوى السعوية، تأتي بعدها المنطقة الوسطى بـ 19 في المائة.