تشكيليو جدة وفنانوها يعترضون على لون ملابس عمال النظافة «الأرجواني»

قالوا إنه يسبب الكآبة.. ودعوا إلى الاستفادة من خبرتهم.. الأمانة لـ«الشرق الأوسط»: المهم أن تعم النظافة

أحد العمال أثناء أدائه عمله ويبدو اللون الأرجواني الجديد («الشرق الأوسط»)
TT

يبدو أن التفاصيل الصغيرة لمدينة جدة، والألوان التي تحاول أن تنثرها أمانة محافظة جدة لم تستطع أن تخفف من نقمة وحنق الفنانين الذين أثارتهم مؤخراً أزمة المجسمات الجمالية في المدينة، والسبب هذه المرة سوء تفاهم أثاره لون البنفسج الفاتح الذي كسى أجساد عمال النظافة وحاويات النظافة بجدة منذ ما يقارب الشهرين.

وأطلعت مجموعة من الفنانين «الشرق الأوسط» على اعتراضهم على اللون الجديد، ورغم أن اللون الأرجواني الجديد الذي بدأ ظهوره في الشوارع مع بداية الصيف على الموضة هذا العام، إلا أنه وصف وفقاً للتشكيليين بـ"اللون غير الملائم"، والمثير للكآبة، واعتبروا أن من واجب الأمانة الاستعانة بخبراتهم ومهاراتهم الفنية لتحسين الصورة الجمالية للمدينة، وإبرازها بالشكل الذي يليق بها، خاصة أن مبادرات الفنانين سواءً كانوا تشكيليين أو نحاتين في هذا السياق كثيرة ومعروفة وهم دائماً على أتم الاستعداد للتعاون مع الأمانة أو أي جهات أخرى لخدمة هذه الأغراض.

وعلقت الفنانة التشكيلية والكاتبة اعتدال عطيوي، على التغيير بقولها «هذا التغيير لم يحالفه التوفيق فاللون لا يتناسب مع المنشآت العامة، ولا يجذب الانتباه، وهناك شيء يدعى ثقافة اللون وفن إدخالها في تفاصيل الحياة اليومية، وهو أمر يتم بناءً على أسس ثابتة ووفق دراسات وقواعد معينة ولا يتم اعتباطاً، كما أن هناك أسساً معينة للخدمات العامة والشوارع والمدن والمعمار للأسف غير متبعة حالياً، وأعتقد بأن اللون الأصفر أو البرتقالي سيكون مناسباً».

وأضافت عطيوي «الأمانة لديها لجنة فنية لاستشارتها، ولا أعرف فعلا هل يتم الرجوع إليها أم لا، لأنني ألاحظ أن هناك الكثير من المشكلات الجمالية والفنية، التي تمس منظر المدينة وترتيبها، وأعتقد أن هناك تدنيا واضحا في المستوى الجمالي لمدينة جدة تم بالتدريج على امتداد سنوات وما زال مستمراً مع الأسف، فجدة التي تمتلك أعمالاً فنية تقدر بالملايين أصبحت مع الأسف مهمشة، يقوم مجموعة من العمال غير المدربين بإعادة طلائها وإتلافها، لأنها ببساطة تركت للعبث والتهميش، ونحن لا نحمل المسؤولية لـ س أو ص من الناس ولكن نقول اننا كفنانين يمكن أن نساهم ونساعد على تجميل وتحسين مدينتنا ذات التراث والتاريخ والإمكانات الهائلة، فقط على المسؤولين الاستعانة بنا.

وفي السياق ذاته، قالت الرسامة لينا قزاز، بأنه يفترض أن تكون هناك إدارة متخصصة أو وكالة متخصصة لإسدائها النصح حول هذه التفاصيل ومدى ملاءمتها واندماجها في الصورة العامة الكلية للمدينة، إضافة إلى تنظيم حملات توعوية ذات كفاءة في إيصال الرسالة لسكان جدة. واقترحت قزاز أن يتم استبدال اللون الحالي، الذي وصفته بكونه غير متجانس إطلاقاً، إضافة إلى كونه مؤذياً للعين ومثيراً للكآبة، باللون الأخضر الغامق لقدرته على الامتزاج بالصورة العامة، أو اللون الأزرق، بدرجة زرقة البحر، أو لون محايد كالرمادي الفاتح. من جانبها، علقت مصادر في أمانة جدة على المسألة بأنها لا تعدو كونها فهماً خاطئاً لتصرف عادي من قبل الأمانة، حيث ان لون حاويات النفايات في جدة المعتمد من قبل الأمانة هو اللون الأزرق الذي تم اختياره ليتوافق مع لون شعار الأمانة، ولما كانت الأخيرة قد تعاقدت هذا العام مع أربع شركات لنظافة المدينة دفعة واحدة، اضطرت إلى أن تمنح كل شركة درجة زرقاء مختلفة لتمييز عملها عن الأخريات، وحدث بالصدفة غير المتعمدة أن تصل التدرجات للون الأرجواني الفاتح الذي لم يعجب الفنانين. عضو اللجنة الفنية الاستشارية لأمانة جدة، الفنان التشكيلي طه صبان علق بقوله «المهم أن تعم النظافة جدة، حتى لو كان لون الحاويات أسود!! فاللون لا يعنينا بقدر ما تعنينا كفاءة وجودة الخدمات، فعمال النظافة في الحقيقة ليس لهم احتكاك بالمجتمع، وبالتالي لا أعتقد أن اللون له أثر مهم في هذا السياق، أظن أن مرحلة اختيار الأمور البسيطة مثل هذا ترف لن نصل إليه إلا بعد الانتهاء من مشكلة تنظيف وتحسين البنية التحتية في المدينة»، وحول الخدمات والاستشارات التي تقدمها اللجنة للأمانة، اعتبر صبان بأن أكثر أعمالها يتعلق بالمجسمات الفنية الموجودة في المدينة.