دراسة: المعلمة السعودية في عيون المجتمع.. قيادية واقتصادية.. وبعيدة عن «العنصرية»

91% وجدوها تصلح لأن تكون على قمة العمل.. رغم تدني إمكاناتها التقنية

المعلمات السعوديات ينتزعن ثقة المجتمع ونظرته الإيجابية
TT

رصدت دراسة تربوية حديثة الانطباعات الايجابية والسلبية السائدة التي يحملها المجتمع السعودي تجاه المعلمات، حيث أجمع غالبية المشاركين في الدراسة على أن المعلمة السعودية تتمتع بشخصية قيادية تخولها لتكون على قمة العمل، ورؤية اقتصادية تمكنها من التعامل مع لغة الأرقام والحسابات والأموال، إلى جانب الاتفاق على نبذ المعلمات للعنصرية في التعامل مع الطالبات، بعيداً عن التصنيفات الاجتماعية والقبلية.

وأظهرت بيانات الدراسة التي أعدها عثمان القصبي، من مركز النخبة للإشراف التربوي بالرياض، وتحصلت «الشرق الأوسط» على ملخص لها، أن 91 في المائة من المجتمع السعودي ينظرون للمعلمة السعودية على أنها تصلح لأن تكون على قمة العمل، ورأى 57 في المائة أنها حاسمة عند اتخاذ القرار، فيما وجد 66 في المائة من المشاركين أن المعلمة السعودية تعمل بجد ولساعات طويلة، وأجمع 60 في المائة على أنها تملك الحزم الكافي للتعامل مع أصحاب المشاكل.

وحول مدى تفاعل المعلمات السعوديات مع عالم الاقتصاد وعلاقتهن بلغة الأرقام والحسابات والأموال، اتفق 80 في المائة على أن علاقة المعلمة السعودية بهذا العالم جيدة، في حين أكد 89 في المائة على أنها تملك الثقة الكافية بالنفس، فيما رفض 87 في المائة فكرة أن تكون المعلمة السعودية تتعامل بعنصرية وتصنف طالباتها على أساس اجتماعي أو قبلي معين.

واهتمت الدراسة التي جاءت بعنوان «بيئة العمل النسائي بالتعليم الأهلي» بمعرفة نظرة المجتمع السعودية لشخصية المعلمة القيادية، حيث كشفت أن 56 في المائة من اجمالي المشاركين يجدون أن المرأة القيادية تفهم المشاكل التي تمر بها المرأة العاملة أكثر من الرجل القيادي، واتفق 57 في المائة على أن المرأة القيادية تمارس التحفيز بطريقة أفضل من الرجل، فيما أجمع 28 في المائة على أنها تخشى على منصبها كثيراً ولا تساعد أية امرأة يمكن أن تهدد مكانها.

وكان من اللافت اقتصار المشاركين الذين وافقوا على أن المعلمة السعودية كثيرة الغياب والتأخير على نسبة 10 في المائة فقط، في حين رفض هذه الفكرة 78 في المائة، ووقف على الحياد 12 في المائة، إلا أن القصبي علق على موضوع غياب المعلمات بقوله: «الغياب في الواقع كثير، خصوصاً السبت والأربعاء وبعد وقبل العطل». فيما رأت نجاة المرهون، إدارية في إحدى المدارس الخاصة بمدينة الدمام، أن معدلات الغياب لا تفرق بين المرأة والرجل، مؤكدة أن المجتمع لا يمكنه الحكم على سجلات الحضور والغياب بناء على حالات فردية. وأردفت المرهون قائلة: «إن نظرة المجتمع السعودي للمرأة العاملة في حقل التعليم جيدة، مقارنة بالنساء العاملات في المهن الأخرى»، وأرجعت ذلك للضغوط المهنية العالية التي تتحملها المعلمة، وكون التعليم رسالة سامية تحظى بتقدير كافة المجتمعات، إلا أنها علقت على النظرة المتفائلة بعلاقة المعلمة السعودية الجيدة بعالم المال والأرقام بالقول: «أظن أن المعلمات هن أكثر المتأخرات في هذا المجال، وخسائر سوق الأسهم والعقار تشهد بذلك!».

من جهة ثانية، كشفت الدراسة عن الضعف الشديد الذي تعانيه المعلمات السعوديات فيما يتعلق بالمهارات التقنية، حيث وصف 20 في المائة مدى تمكن المعلمة السعودية من مهارات التقنية الإضافية ( حاسب آلي، لغات، تقنية) بعبارة «متوفرة جداً»، فيما وجد 29 في المائة أنها «متوفرة»، وعبر 32 في المائة عن كونها «متوفرة إلى حد ما»، وأجمع 17.5 في المائة على أنها غير متوفرة، في حين رأى 2.5 في المائة أنها غير متوفرة على الإطلاق، مما دعا القصبي للتساؤل عن «قدرة المعلمات السعوديات على الإبحار في التقنيات الحديثة في التعليم، مثل التعليم الإلكتروني واستخدام السبورة الالكترونية».

أمام ذلك، توجهت «الشرق الأوسط» إلى عبد الغني الخريجي، رئيس لجنة المدارس الأهلية في الغرفة التجارية الصناعية بجدة، لمعرفة تقييمه لهذه النتائج والاستفسار عن ما يقال من الضعف الشديد في القدرة على التعامل مع التقنية لدى المعلمات السعوديات، إلا أنه اعتذر عن الإجابة عبر المكالمة الهاتفية، مرجعاً ذلك لظروف عمله.

وفي سياق متصل، تطرقت الدراسة إلى إيجابيات وسلبيات تجربة سعودة الوظائف النسائية في قطاع التعليم الأهلي، حيث أجمع المشاركون في الدراسة على أن الايجابيات تشمل زيادة دخل الأسر السعودية،وفتح مجال أكبر للسعوديات للتطوير المعرفي والمهاري، ناسبة المعلمات السعوديات للبيئة والعادات والتقاليد، التوفير المادي للدولة، تقليل البطالة بين السعوديات وشغل الشباب بما يعود عليهم بالنفع واستثمار أوقات الفراغ بشكل مفيد، إلى جانب دعم الخريجات السعوديات ذوات المواهب والطاقة لإعطاء ما لديهن. في حين تضمنت سلبيات تجربة السعودة: كثرة غياب السعوديات والإجازات لديهن مما يربك العملية التعليمية، حرمان الطالبات من الاستفادة من صاحبات الخبرات غير السعوديات، الانغلاق على الخبرات السعودية بما يحد من التعرف على الثقافات الأخرى، صلة القرابة بين المعلمات وبعض الطالبات خاصة في القرى.