السعودية تكسر قيود التواصل مع معتقليها في السجون الأميركية

«الهلال الأحمر» رتبت اتصالا هاتفيا لعائلة اثنين منهم.. وإمتزج البكاء بوعود الولائم الدسمة بعد العودة

TT

نجحت السعودية، عبر جمعية الهلال الأحمر، الذراع الإنساني لها، في كسر كافة القيود التي حالت دون التواصل المباشر بين مواطنيها المحتجزين في المعتقلات الأميركية، وعائلاتهم، حيث استطاعت أن تدفع باتجاه إقناع السلطات الأميركية، وللمرة الثانية، بفتح خط اتصال هاتفي بين تلك العائلات «القلقة»، وأبنائها المعتقلين.

ورتبت جمعية الهلال الأحمر السعودي من مركزها الرئيسي في الرياض، الأسبوع الماضي، بالتنسيق مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر والسلطات الأميركية، اتصالا هاتفيا ربطت فيه عائلة سعودية باثنين من أبنائها، أحدهما يحتجز على الأراضي الأميركية، والآخر في جزيرة كوبا (غوانتانامو). واستمر الاتصال الهاتفي بين العائلة وابنيها المعتقلين، مدة ساعتين، خصصت مناصفة للحديث مع كل منهما.

وقاد الأمير فيصل بن عبد الله بن عبد العزيز رئيس الهلال الأحمر السعودي، سلسلة اتصالات مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر، لتقوم الجمعية بممارسة دورها الدولي ضمن ما سمحت به الاتفاقيات الدولية في هذا الشأن، وحسب مواد القانون الدولي الإنساني بضرورة الاطمئنان على السجناء والمحتجزين في غوانتانامو.

وأبلغ «الشرق الأوسط» الدكتور موفق بن عطا البيوك مدير عام الخدمات الطبية الطارئة والعلاقات الدولية في الهلال الأحمر السعودي، أن بلاده بدأت بمحاولاتها لتنفيذ هذا التواصل الإنساني بين المحتجز وعائلته هاتفيا، منذ مايو (أيار) العام الماضي.

وقال «لقد نجحنا نحن واللجنة الدولية للصليب الأحمر في جعل ذلك حقيقة ممكنة كوسيلة إضافية للتواصل المعتاد من خلال الرسائل البريدية التي كان ينقلها الطرفان للمحتجزين واستغرق ذلك جهودا متواصلة لمدة 10 أشهر».

وواكبت «الشرق الأوسط»، وحدها، لحظات الترقب والفرح، التي أحاطت بأجواء ما قبل وبعد الاتصالات التي أجريت مع اثنين من المعتقلين السعوديين الأسبوع الماضي.

وبدت علامات التأثر واضحة على ملامح أقارب وأبناء المعتقلين السعوديين، واللذين يساوي عمر أصغر أبنائهما، المدة التي قضياها في المعتقلات الأميركية (7 سنوات).

وقال لـ «الشرق الأوسط» الشقيق الأكبر لأحد المعتقلين، ان شقيقه أخبره بأنه قد أكمل حفظ القرآن الكريم وهو في سجنه. وأضاف «لقد أخبرني أخي أنه قرأ القرآن كاملا خلال ركعات أداها في ليلة واحدة». ووصف الأجواء التي أحاطت بينه وبين شقيقيه وعائلتيهما، بـ «الإنسانية».

وخلال الساعات التي قضتها العائلة بالتحدث مع ابنيها، لم يتمالك بعض أفرادها نفسه لصعوبة الموقف، ما دفع بفرقة طبية كانت معدة سلفا للتدخل وتهدئة بعض من انخرطوا في موجات بكاء شديدة، وخاصة النساء. ويقول «إنه نظرا لعدد أفراد عائلتنا الكبير (20 شخصا)، فقد قررنا تقسيم الموضوعات التي سنتحدث فيها مع شقيقينا. وذلك لتمهيد مسألة إخباره بوفاة والدنا، والذي توفي قبل قرابة العام».

وأوضح مدير عام الخدمات الطبية الطارئة والعلاقات الدولية في الهلال الأحمر السعودي، أن الأولوية في الاتصالات الهاتفية تمنح بحسب الوضع الإنساني المحيط بالمحتجز وذويه. وقال «الاتصالات التي نفتحها مع السلطات الأميركية واللجنة الدولية للصليب الأحمر، خاصة بنقل الأخبار الإنسانية فقط، سواء كانت إيجابية أو سلبية».

وتتحمل جمعية الهلال الأحمر السعودي، كافة النفقات الخاصة بإحضار عائلات المعتقلين إلى العاصمة الرياض، إضافة لنفقات التنقل والسكن.

وسبق لها خلال الأسابيع الماضية، أن رتبت اتصالات هاتفية لـ3 عائلات سعودية، مع أبنائها المحتجزين في معتقل غوانتانامو الأميركي.

يقول الدكتور موفق البيوك ان هذه الخطوات جاءت تجسيدا لتوجيهات رئيس الجمعية للتركيز على بناء علاقات دولية وشراكة استراتيجية مع العديد من المنظمات الدولية ذات الصلة ولعل من أهمها اللجنة الدولية للصليب الأحمر، وذلك ضمن الاتفاقيات الدولية، وأن الجمعية حالياً مستمرة في جهودها لترتيب جولة أخرى من الاتصالات الهاتفية لبعض عائلات المعتقلين السعوديين في أميركا.

وأكد أن جمعية الهلال الأحمر ستبذل قصارى جهدها لتواصل تحقيق الإنجازات الإنسانية انطلاقا من مكانتها ضمن مكونات الحركة الدولية للهلال والصليب الأحمر واحتراما لقيمنا الإنسانية والإسلامية كجمعية مهتمة بهذا المجال.