تحذيرات رسمية من آفات تصيب نباتات الورد

دعوة لإنشاء مركز متخصص للأبحاث لتطوير صناعة الورد في الطائف

شباب متدربون يجمعون إنتاج الورد الطبيعي استعدادا لمرحلة التصنيع
TT

وجه متخصصون في علوم الاحياء والنبات دعوة عاجلة الى انشاء مركز متخصص لابحاث الورد والنبات في مدينة الطائف ليتسنى تطوير هذه المدينة بما يتناسب مع تسميتها «مدينة الورد» وللحفاظ على هذه الصناعة بما يناسب التوجه المستقبلي لها والامكانات الموجودة فيها.

وأكد الدكتور حسن البار المختص في علم الاحياء بجامعة الملك عبد العزيز في جدة في حديث لـ«الشرق الأوسط» على ضرورة انشاء مركز بحثي مختص بالورد والنباتات الاخرى، موضحا أن الأبحاث مضمونها الاهتمام بأحد مواردنا الطبيعية بالمملكة، وكيفية الحفاظ عليها واستثمارها، كما أكد ذلك أمير منطقة مكة المكرمة الأمير خالد الفيصل، حيث تم إبراز أهمية البحث العلمي في النهوض باستثمار زيت الورد عالمياً وكيفية منافسة زيت الورد الكيميائي والذي يباع بالأسواق العالمية بأسعار زهيدة مقارنة بأسعار زيت الورد الطبيعي الطائفي باهظ الثمن. فقد نجح الغرب من خلال البحث العلمي في تصنيع زيت الورد الكيميائي بنقاوة عالية جداً ومنافسة الطبيعي اقتصادياً بشراسة، وذلك لتميز دولنا بزيت الورد الطبيعي عن بقية دول العالم أجمع.

وعلق أنه من الصعب مراقبة ومحاسبة الغش التجاري في زيت الورد الكيميائي، حيث دلت الدراسات البحثية التي قمنا بها بأن أغلب زيوت الورد رخيصة الثمن تحتوي على شوائب كثيرة نتيجة استعمال مواد كيميائية مشابهة للمواد الطبيعية في زيت الورد الطبيعي، لكن طرق تحضيرها كيميائياً رديئة وتحتوي على شوائب ومواد إضافية لزيادة كمية الزيت. ولهذا أصبح سعرها رخيصا جدا وقد يصل ربع التولة لعشرة ريالات فقط، كما قد يكون لهذه الشوائب والمواد الإضافية ضرر على صحة الإنسان وجلده في حالة استعماله لزيت الورد الكيميائي لفترات طويلة. واستطرد البار أن من الدراسات البحثية التي قمت بها هي شرائي للمكونات الكيميائية الأساسية الموجودة في زيت الورد الطبيعي الطائفي ثم قمت بعملية خلطها بنفس نسبها في الزيت الطبيعي، وحصلنا في النهاية على زيت ورد كيميائي مشابهة رائحته للقطفة الأولى من فصل الزيت الطبيعي من الورد الطائفي، كما كانت رائحته تتطاير بسرعة مثله مثل زيت الورد الطبيعي، وبدراسة جدوى مبدئية وجدنا أن إنتاجه غال جداً عما يباع بالأسواق المحلية والسبب يعود إلى أنني اشتريت المواد الكيميائية الأساسية لتركيبة زيت الورد من شركات الكيماويات العالمية وبنقاوة عالية وبسعر غال. واعترف بوجود فجوة ضخمة في ما بين الخبراء والعلماء والباحثين السعوديين من ناحية ومن الناحية الأخرى تجار الورد بالمملكة، موضحاً أن تجار الورد لن يدخلوا أيديهم لإخراج قرش واحد لينفقوه على البحث العلمي إلا إذا تأكدوا من أن نتائج البحث العلمي سوف تفيدهم اقتصادياً.

من جانبه اوضح الدكتور صلاح الدين العسال المتخصص في علم الاحياء في جامعة الطائف أنه أجريت بجامعة الطائف دراسة رائدة في مجال تصميم بصمة وراثية في الورد الطائفي باستخدام أربع من سلالات الورد الطائفي تم تجميعها من أربع من المناطق المشهورة بزراعة الورد الطائفي وهي جبال الهدا، جبال الشفا، وادي المثناه، وادي المحرم خلال موسم الشتاء. في هذه الدراسة تم استخدام عشر بادئات عشوائية، كذلك تم تتبع التعبير لثلاثة من البروتينات المثارة بالبرودة.

وأشار الى أنه تجرى حاليا التجارب الأولية بجامعة الطائف لعمل دراسة للعديد من سلالات الورد التي تتصف كل منها بميزة مختلفة مثل حجم الزهرة، كما في الورد الجوري الشامي والرائحة العطرية الجميلة مثل الورد الطائفي والورد البلدي المصري والتميز بطول موسم التزهير، كما في الورد الهولندي، كذلك صفة طول عمر الزهرة بعد القطاف كما في التيوليب، حيث ستستخدم تقنية حديثة للواسمات الجزيئية وهي عبارة عن دمج بين نوعين معروفين من الواسمات.

وأبان أنه يوجد حاليا مخطط بحثي بجامعة الطائف يهدف إلى تحسين خصائص التزهير في الورد الطائفي، حيث يمكن أن يتم نقل اثنتين من الأليلات تتبعان جينين مختلفين وتلعبان معا دورا رئيسيا في تحسين صفات التزهير، حيث ان كل جين من هذين الجينين يلعب دورا مختلفا عن الآخر في التحكم في بداية عملية التزهير، إن تطبيق تقنية الهندسة الوراثية على الورد الطائفي باستخدام الجينات المحفزة لبدء موسم التزهير، كذلك الجينات المثبطة لبدء موسم التزهير من شأنه أن يطيل موسم التزهير، بحيث يمكن الحصول على ثلاثة أنواع من أشجار الورد الطائفي.

أما الدكتور سامي محمود وهو الاخر مختص بعلوم الاحياء والنبات، فقد حذر من مجاميع الآفات التي تصيب نباتات الورد، ومنها الحشرات والأكاروسات والقواقع والنيماتودا وأهم هذه الآفات على الإطلاق هي الحشرات نظرا لما يمكن أن تسببه من أضرار جسيمة على نباتات الورد، كذلك لإصابتها لمعظم أجزاء النبات مما يؤدي لخسائر اقتصادية كبيرة في المنتج من النبات أو يضر بالمظهر الجمالي الأمثل لزهور الورد.

وأشار الى أن الورد يصاب بنوع من المن يطلق عليه «من الورد» وهو نوع من أكثر من 4000 نوع من المن، وهذا النوع يصيب نباتات زينة أخرى مثل الفتنة والعديد من أشجار الفاكهة ويتكاثر المن بظاهرة تعرف بالتوالد البكري بالإضافة إلى «تربس الأزهار» وهي أنواع توجد وتتغذى داخل أزهار الورد يوضع البيض بآلة وضع بيض منشارية داخل النسيج النباتي ومع الإصابة الشديدة يؤدي ذلك لتشوه الأزهار وتحولها للون البني وعدم تفتح البراعم، خاصة الزهرية بجانب اليرقات حرشفية الأجنحة.